أرقام الوظائف الأمريكية , ماذا بعد؟

تم النشر 04/06/2018, 09:08

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبني البنك المركزي سياسته النقدية بناءً على معيار واحد , وهذا بالتأكيد ينطبق على جميع البنوك المركزية الكبرى في العالم فما بالك بالفيدرالي الأمريكي الأكبر والأهم والأكثر سلطة وسطوة اقتصادية ونقدية . عندما تتراجع البطالة الأمريكية الى مستويات 3.8% خلال شهر أيار الفائت , وهي أدنى أرقام منذ حوالي عشرين عاماً ( عام 2000 بالتحديد ),معنى ذلك أن سوق العمل الأمريكي في قمته تماماً , وبات بمستويات ممتازة كالتي وصلها أيام بيل كلينتون في التسعينات من القرن الماضي , كما أن هذه الأرقام تعتبر الأفضل خلال الأربعين عاماً الماضية . أضاف سوق العمل الأمريكي 223 ألف وظيفة في القطاع غير الزراعي خلال الشهر الفائت وهي أفضل من الشهر الذي سبقه , بينما كان الأهم من كل ذلك ارتفاع مستويات الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري مرتفعةً من 0.1% وهي بالتأكيد مايرغب الفيدرالي بسماعه . تاريخياً , كان معدل التضخم الأمريكي بين عامي 1914 و 2018 عند مستويات 3.27% , وهذا يعني أن أرقام التضخم الحالية عند 2.1% ماتزال أقل من المعدل التاريخي وهذا قد يكون من الأسباب التي دفعت الفيدرالي للتساهل بشأن معدلات التضخم والتي قد لايرفع بموجبها أسعار الفائدة حتى لو وصلت الى 2.5% علماً أنه كان قد وضع 2% سابقاً كهدف اساسي للتضخم . الملاحظة الهامة هنا أن مؤشر الدولار الأمريكي لم يحقق ارتفاعاً مهماً كما كان متوقعاً بعد هكذا أخبار ! السيناريو الحالي للاقتصاد الأمريكي يجعلنا نعتقد بأن القدرة على تحقيق المزيد من الأرقام الايجابية تبقى قائمة بقوة , ولكن السؤال الى متى ؟


نعتقد بأن الاجابة عن هذا السؤال قد لاتعنينا حالياً الا بما يمكن أن نبني عليه من صفقات وتحديد تموضعنا في الأسواق العالمية . السياسة في واشنطن ليست في صالح التجارة الدولية المعولمة أمريكياً ( على الأقل حالياً ) لأن ترامب قد ينجح بتحقيق اختراقات تجارية قد يحصل من خلالها على مليارات الدولارات للشركات الأمريكية العملاقة. لا يبني الرئيس ترامب سياسته على عقيدة بل على منفعة براجماية , بمعنى أنه لن يجادل بالتبادل التجاري الا اذا كان مدركاً بقدرته على تحصيل شيئ ما , لاشيئ عبثي في سياسته الحالية. قد لايأتي ضعف الدولار الأمريكي من السياسة النقدية هذه المرة , بل من البيت الأبيض مع اعتقادنا أن نسبة 5% تقريباً من المكاسب للدولار الأمريكي خلال الشهرين الفائتين مبالغ بها سياسياً ونقدياً خاصةً بوجود اتجاه واضح للفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة ( 1.75% حالياً ) اضافةً الى عوائد السندات الأمريكية التي تراجعت مجدداً الى 2.90% من 3.10% للعشر سنوات. ان العملات الرئيسية التي تراجعت بقوة خلال الستة أسابيع الأخيرة ( اليورو والجنيه الاسترليني ) تبقى خيارات منطقية فنياً وأساسياً للمرحلة القادمة . DXY ChartEURUSDGBPUSD

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.