بعد يوم غد , الخميس في الثاني من شهر آب 2018 ستكون الأسواق على موعد مع اجتماع بنك انكلترا , مالئ الدنيا وشاغل الناس ان كان بنظرته للاقتصاد,انقسامه بشأن رفع الفائدة أو التغيير المستمر في ترجمة تصريحات مارك كارني , محافظ بنك انكلترا وهو كندي الجنسية بالمناسبة. تشير التوقعات الى رفع للفائدة البريطانية بربع نقطة مئوية من 0.5% الى 0.75% بينما اذا اعتبرنا أن الأسواق تتوقع هكذا اجراء , فمعنى ذلك علينا أن نراقب ما هو أهم , ثلاثة نقاط أساسية :
أولاً , هل سيستمر الانقسام بين أعضاء بنك انكلترا التسعة بشأن مستقبل رفع الفائدة كما حدث في اجتماع بنك انكلترا سابقاً ؟
ثانياً, كيف سيقرأ بنك انكلترا توقعات التضخم بتقريره الربع سنوي الذي سيصدر في نفس التوقيت علماً أن معدل التضخم البريطاني تجاوز 2% وهو الهدف الموضوع سابقاً من قبل بنك انكلترا .
ثالثاً , كيف يرى بنك انكلترا مستقبل الأداء الاقتصادي مع تبعات ملف البريكزت وتعقيداته السياسية والاقتصادية ؟
لابد أن نقول أن نسبة كبيرة من ارتفاع التضخم البريطاني ارتبط أصلاً بتراجع الباوند القاسي خلال العامين الأخيرين من مستويات 1.50$ قبل يوم من التصويت على الخروج من الاتحاد الأوربي وصولاً الى مستويات 1.20$ أدنى مستوياته في أكثر من ثلاين عاماً, أي منذ ثمانينات القرن الماضي .الأرقام البريطانية المتعلقة بثقة المستهلكين ومبيعات التجزئة والانتاج الصناعي أتت أقل من التوقعات خلال الشهرين الأخيرين, بينما كانت مستويات الأجور جيدة الى حد ما قريبة من معدلات التضخم عند 2.4% ولكنها لم تحقق اختراقاً يمكن أن يبنى عليه لمرحلة أطول. يتداول الباوند حالياً عند مستويات 1.3130$ مقابل الدولار الأمريكي و قريب من أدنى مستواته منذ سيبتمبر / أيلول 2017 . تاريخياً تعتبر هذه المستويات ضعيفةً للغاية , لعبت قوة الدولارالأمريكي دوراً هاماً خاصةً في الأربع أشهر الأخيرة , حيث تراجع من مستويات 1.4330$ وصولاً الى 1.2975$ قبل اسبوعين , خسر1400 نقطة تقريباً وهي نسبة عالية جداً . نعتقد بأن بنك انكلترا برفعه للفائدة يختبرردة فعل الأسواق وهو مدرك أن ربع نقطة مئوية ليس عالية حتى تصدم الاقتصاد ككل. هي جزء من عملية التشديد النقدي ولكن حقيقةً ليست بنسبة عالية تخلق اختلافاً اقتصادياً هائلاً , لأن المهم كيف يبدو هذا الطريق مستقبلاً وكيف سيتجاوب الاقتصاد البريطاني معها ؟ برفعه للفائدة يكون بمقدوره أن يكبح جماح التضخم حتى لايرتد سلباً على المستهلكين البريطانيين.
أولاً , سيكون رفع الفائدة ايجابياً للعملة وقد يحقق الباوند مزيداً من المكاسب , مستويات 1.3325$ تبدو منطقية حالياً .
ثانياً , أننا نعتقد أن الأسواق قرأت الكثير من قوة الدولار الأمريكي واستوعبته والآن بات بحاجة الى مزيد من المحفزات للارتفاع أكثر وأصلاً الأمريكيين غير مهتمين بتقوية عملتهم بل على العكس تماماً .
ثالثاً , سيناريو البريكزت يبدو ثقيلاً ولكن أي تحسن ايجابي سيرفع الباوند بسرعة , بينما يبدو أن الأسواق استوعبت الى حد ما فكرة أن بريطانيا لن يكون بمقدورها فرض سيناريو جيد أو على الأقل سيناريو من طرف واحد .
رابعاً , التحدي الأكبر سيكون سياسياً على ما نعتقد , استقرار الحكومة البريطانية وقدرتها على قيادة هذا الملف , لنراقب جيداً هذه التطورات.