ربما يكون ثيران الغاز الطبيعيفي الولايات المتحدة في طريقهم إلى يوم جني أرباحهم.
حازت العقود الآجلة للغاز الطبيعي على بورصة نيويورك التجارية على أكبر ربح لهم في 6 أسابيع يوم الأربعاء، وكانت تداول السلعة ثابتًا منذ فترة لا يرتفع ولا ينخفض. ويعود ذلك الارتفاع في العقود الآجلة إلى اكتشاف أن الوقود المخزن لفصل الشتاء جاء أقل من المتوقع، وقود الشتاء يستخدم في عمليات التدفئة. تسبب تحرك الغاز الطبيعي بنسبة 2.2% للأعلى في رفع الأرباح على نطاق 60 سلعة/وعقد آجل تراقبها Barchart.
وقال المحللون أن الأهم من ذلك هو استقرار السعر أعلى 2.80 دولار لمليون وحدة حرارة بريطانية لعقود بورصة نيويورك الموافق تسليمها الشهر القادم، وهذا المستوى صعب على السلعة أن تصل إليه حتى مع وجود العجز الشتوي في الوقود، والذي تراجع عن متوسط 5 سنوات.
وشهد مخزون الوقود الشتوي الأضعف من المتوقع زيادة على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، ورغم ذلك ثبت إنتاج الغاز الطبيعي عند مستويات قياسية خلال فصل الصيف. وذلك بسبب درجات الحرارة المرتفعة عن المستويات الطبيعية، تطلبت تلك الدرجات إنتاج أعلى من الغاز الطبيعي لتوليد المزيد من الكهرباء للإيفاء بالمتطلبات الكهربية لأجهزة تكييف الهواء.
هل نرى ارتفاعًا لمستوى 3 دولار على مدار الشهور الثلاثة القادمة؟
يواجه الغاز الطبيعي صعوبة في الصعود، بسبب خشية عديد من الأشخاص من أنه في حال انخفضت درجات الحرارة العالية، سيتراجع الطلب على الغاز الطبيعي، وسيعود جزء كبير من الإنتاج الحالي إلى مستودعات تحت الأرض استعادًا لفصل الشتاء، ويمثل هذا أيضًا ضغطًا جديدًا على الأسعار.
بالرغم من ذلك نرى أن استقرار الأسعار في الوقت الحالي عند 2.819 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية قرب السوق من احتمالية دخول مقاطعة انتعاش، وفي تلك المنطقة يتمكن أصحاب العقود الطويلة على الغاز من وضع راهنات على سعر 3 دولار على مدار الشهور الستة القادمة -وذلك في حالة استمر المخزون في التراجع على النحو المذهل الحالي.
"لو كنا محظوظين، ربما نصل إلى مستويات 3.50 دولار، و3.75 دولار" وفق ما يقوله دانيال مايرز، المحلل في Gelber&Associates في هيوستن. "التحليل الأساسي يصب في هذا الصالح، خاصة مع تراجع المخزون."
يقول مايرز أن متداولي الغاز الطبيعي يتوقعون أن الإنتاج المرتفع هذا سيستمر حتى وقت متأخر من هذا العام، وفي حال توقف الاتجاه سيكون هناك حالة من "الصحوة". وتوضح التنبؤات المشيرة إلى ارتفاع المخزون في شهور: أغسطس، وسبتمبر تبعد مخاوف توقف الاتجاه.
فحتى لو استقر الغاز عند حوالي 2.75 دولار خلال الربع الرابع، يرى مايرز أن هناك فرصة سانحة لمن ينتظر الموجة الأعلى. "الأسعار الحالية، خاصة أدنى مستوى 3 دولار، تعد في موقع شراء جيد. فالغاز الطبيعي رخيص السعر لحد كبير، فهو صفقة لعام 2019."
وتلك الادعاءات تتفق مع القراءات التقنية اليومية لرسوم Investing.com البيانية، والتي تعطي إشارات "شراء قوية" لعقود بورصة نيويورك الآجلة لشهر سبتمبر. وتدلنا نماذج فيبوناتشي على أن المقاومة السعرية الأولى ستكون عند 2.828 دولار، والثانية عند 2.848 دولار، والثالثة عند 2.880 دولار.
وصل الغاز إلى مستوى 3 دولار في يناير الماضي، خلال شتاء 2017/2018، وذلك عندما سجلت درجات الحرارة أدنى مستويات لها في داكوتا، وإنديانا، وأيوا، وإلينوي، وفيرجينيا. ووصلت الذروة السعرية للعام إلى 3.661 دولار في 26 يناير.
عجز المخزون قد يصل إلى أرقام قياسية
ويقول دومينك شيريشيلا أن السوق تجاهل العجز الذي نراه في مخزون الوقود الشتوي، وأيضًا يتجاهل حقيقة أن المستويات الحالية المرتفعة من الإنتاج لن تتمكن من رفع المخزون إلى المعدل الطبيعي للوصول للأرقام الأسبوعية المعهودة، شيريشيلا هو مدير إدارة المخاطر والتداولات والاستشارات للنفط والغاز في EMI DTN في نيويورك.
وقال في مذكرة كتبها يوم الأربعاء: "مستوى المخزون عند بداية الشتاء ربما يكون عند المستويات المنخفضة لعام، في حال استمر معدل التخزين على وضعه الحالي ولم تطرأ عليه زيادة قوية وسريعة."
ويضيف شيريشيلا أنه "محايد بشأن الانتعاش الحذر" للعقود الآجلة على بورصة نيويورك، نظرًا لأحوال الطقس.
ويتابع: "من المتوقع أن تتطور نماذج المناخ على المدى القريب، وتعود لدرجات الحرارة الطبيعية في عدة مناطق رئيسية في الولايات المتحدة."
تقول NatGasWeather.com أنها أثناء مراقبتها لنماذج الطقس خلال، لاحظت أنه في 8 أغسطس سنرى طقس بارد وعواصف رعدية في المنطقة الشرقية والوسطى من الولايات المتحدة، يمكن لتلك التغيرات أن تحصر درجات الحرارة ما بين ارتفاعات السبعينيات، وانخفاضات الثمانينيات، مما يتسبب في تقليل الطلب على الغاز الطبيعي لتشغيل مكيفات الهواء.
وفيما بعد الأسبوع القادم، سنرى أن نظام الطقس ينزل درجات الحرارة في الغرب الأوسط، والشرق الشمالي لمستويات السبعينيات والثمانينيات بفضل الأمطار المتفرقة على تلك المناطق، كما تضيف جهة التنبؤ.