ردة فعل أم تراجع مستمر!

تم النشر 10/08/2018, 10:34
EUR/USD
-
XAU/USD
-
DX
-
GC
-

يبدو أن ترابط الاقتصاد العالمي وصل الى مرحلة يمكن فيها لأي اقتصاد حتى لو لم يكن الأكبر والأهم من تغيير مسار الأسواق وتشكيل ضغط هائل على الكثير من العملات ومؤشرات الأسهم واتجاهاتها . ويمكن القول أن مايحدث لليرة التركية اليوم الجمعة وتراجعها باكثر من 16% خلال أسبوع واحد مقابل الدولار الأمريكي ووصول الليرة اليوم الى 6 ليرات مقابل الدولار الأمريكي,الأدنى في تاريخها ترك تأثيراً سلبياً على اليورو الذي تراجع بقوة الى مستويات 1.1440$ وهي أدنى مستوياته منذ تموز 2017 . الخوف من امتداد الأزمة الى منطقة اليورو, وانكشاف الكثير من البنوك الأوربية على الأصول التركية كان له تأثير سلبي على المؤشرات الأوربية كذلك . لانعتقد بأن هذا التراجع سيمتد الى أزمة تهدد منطقة اليورو,ولكن من الواضح أن الفشل السياسي في التعامل مع هكذا أحداث ترك تأثيراً سلبياً عند المستثمرين الذين فضلو الرهان على الدولار الأمريكي هذه المرة وليس الذهب ولا حتى الين . تراجع الليرة التركية القاسي بهكذا سيناريو سيكون كارثياً للاقتصاد التركي , سيرفع معدلات التضخم الى مستويات قياسية جديدة ’ كما أن البنك المركزي التركي المشكوك أصلاً باستقلاليته سيكون مجبراً على التدخل لكبح جماح هذا التراجع القاسي . معدلات الفائدة التركية حالياً عند 17.75% بينما وصل التضخم الى مستويات 15.85% وهذه أعلى معدلات للتضخم منذ العام 2004 . السيناريو الحالي قد يجبر المركزي التركي على رفع الفائدة مجدداً الى 20% وهذا بقدر ما سيدفع الليرة للارتفاع بسرعة , بقدر ماسيكون له بعد سلبي على المدى المتوسط والطويل من ناحية ثقة المستثمرين , وارتفاع مستويات الدين الحكومي لذلك قد نشهد مزيداً من التقلبات القاسية على الليرة التركية .

أما اليورو فلا شك بأن جزءاً مهماً من التراجع اليوم ارتبط بتركيا وأزمة ليرتها , كما أن قوة الدولار الأمريكي لعبت دوراً حاسماً حيث وصل مؤشر الدولار الأمريكي اليوم الى 96.24 نقطة أعلى مستياته منذ حزيران 2017 ,هذا التراجع لن يزعج المركزي الأوربي طالما أنه ردة فعل لعوامل خارجية حالياً وطالما أنه لايؤثر بتفاصيل البيانات الاقتصادية الأوربية, بينما سيكون بقاء اليورو بين مستويات 1.15 $ و 1.18$ خلال الفترة القادمة عاملاً ايجابياً لرفع التضخم الأوربي واعطاء ثقة لماريو دراغي برفع الفائدة دون أن يحقق اليورو ارتفاعاً قياسياً بسرعة. اذا اعتبرنا أن زخم الدولار الأمريكي مستمر حالياً يمكننا توقع أن ارتفاع اليورو لن يكون سريعاً وجريئاً.من المهم أن ننتظر مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي للشهر الفائت حيث سيصدر لاحقاً اليوم لأن أي تراجع في هذه القراءة سترفع اليورو مجدداً وبسرعة, وكما قلنا سابقاً لايمكن باي حال من الأحوال أن يكون الانكشاف كبيراً على عملة واحدة . EURUSDUSDTRY

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.