على الرغم من هدوءه هذا الصيف، إلا أن (NYSE:الجازولين) الأمريكي ما زال لديه بعض الطاقة التي تؤهله للصعود بنهاية العام الجاري. انخفضت توليفة الجازولين المحسنة والمعدة للخليط بالأكسجين -معروفة اختصارًا بـ RBOB- 5% إضافية في منتصف شهر أغسطس، بعدما انخفضت 2.2%، لتمحو بذلك شهرين متتالين من الأرباح.
واستقر السعر يوم الثلاثاء على 2.0341 دولار للجالون في بورصة نيويورك التجارية، وانخفضت العقود الآجلة من RBOB، الواجب تسليمها في شهر سبتمبر بنسبة 11%، بعدما كانت تناطح ارتفاعات 4 سنوات عند سعر 2.2855 دولار للجالون في مايو الماضي، عندما كان الشهر الأمامي للعقود الآجلة للجازولين. تخلى المحللون عن كافة التوقعات القائلة بأن الجازولين سيرتفع إلى 3 دولار، وذلك بوجود شهر واحد متبقي للرحلات الصيفية في الولايات المتحدة.
جاءت تلك التوقعات بالارتفاع من التحركات السريعة للنفط، والتي جعلته يقترب من ارتفاعات ثلاثة أعوام ونصف العام في الشهور الأخيرة الماضية، وذلك لتراجع المعروض، فارتفع سعر البرميل الواحد عن 75 دولار في يوليو. وتعطينا المؤشرات التقنية على Investing.com إشارة "بيع قوي" على العقود الآجلة لـ RBOB. ونرى مقاومة فيبوناتشي عند 2.0582 دولار، أو بارتفاع 2.4 سنت عن سعر الثلاثاء، و2.0687 دولار، وأخيرًا عند 2.856 دولار. ونرى مستويات الدعم أدنى 2 دولار، عند 1.9970 دولار. في الواقع، تدعونا التقنيات إلى "شراء قوي" في حال تمكن السعر من اختراق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، عند سعر 1.9979 دولار.
إيران ترفع الأسعار في نوفمبر
من ناحية التحليل الأساسي، سنرى بأن الجازولين بانتظار مجموعة أحداث هام. من ناحية موسمية، يميل الأشخاص في الولايات المتحدة إلى عدم استخدام السيارات في التحرك إلا عند الضرورة، باقتراب فصلي الخريف والشتاء، ولذلك يتراجع الطلب على وقود السيارات في البلد. ولكن ربما يختلف نوفمبر هذا عن غيره من الشهور، لكلًا من النفط والجازولين، فإدارة ترامب تتجه ناحية تطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران والتي تمس بالصادرات النفطية للبلد، مما يعرض الطلب العالمي لخطر فقدان المعروض الإيراني، وبالتالي تتحرك الأسعار للأعلى.
ويقول توم كلوزا: "نعتقد أن الفرصة الأفضل لانخفاض أسعار الغاز يجب أن تكون في شهري: نوفمبر وأكتوبر، وفي تلك الفترة أيضًا يتراجع النفط الخام خلال فترة صيانة معامل التكرير الموسمية؛" كلوزا هو رئيس التحليل الدولي للطاقة في OPIS، ومقرها ماريلاند. "ويضيف كلوزا: "وربما يتجه السوق لأعلى في الفترة من 4 نوفمبر فصاعدًا، بسبب تطبيق العقوبات على النفط الإيراني." "وما قد يشهده أكتوبر من تراجعات، لن تكون عميقة جدًا، كالتراجعات التي شهدناها على مدار الأعوام الماضية، لأن الناس يحاولون التحوط ضد التراجع المتوقع في المعروض الإيراني."
تنتج إيراني 2.5 برميل يوميًا تقريبًا، وهناك مليون برميل معرض للخطر لو وقعت البلاد تحت العقوبات، وقال ترامب أن تلك الإجراءات الغرض منها معاقبة إيران على برنامجها النووي المزعوم. تقدم ترامب بطلب بيع النفط الخام الموجود في احتياطي النفط الاستراتيجي، وذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار الجازولين بسبب تراجع العرض. تحين انتخابات الكونجرس الأمريكي في السادس من نوفمبر، وهناك شكوك تدور حول ما إذا كان الرئيس سيخاطر ببيع النفط الموجود بالاحتياطي، لاحتمالية وجود مناخ سياسي غير محابي لللجمهوريين.
(NYSE:غولدمان)، و(NYSE:مورجان ستانلي)يريان أن النفط سيرتفع في النصف الثاني
جاء في تنبؤ نهاية يوليو لمجموعة غولدمان ساكس، الرائد في توقعات أسعار الطاقة، أن سعر RBOB لمتوسط 3 شهور سيكون 2.20 دولار، ولمتوسط 6 شهور سيكون 2.05 دولار. ويتنبأ غولدمان، ومورجان ستانلي، أحد أكبر البنوك الاستثمارية، بأن خام برنت سيكون عند 80 دولار للبرميل أو أكثر خلال النصف الثاني من العام الجاري، بسبب الموقف الأمريكي المتشدد ضد إيران. يقف تداول برنت الآن أسفل 73. فلو تمكن من الصعود 7 دولار أو أكثر للبرميل، عندها سترتفع أسعار النفط الخام الأمريكي والجازولين أيضًا.
وتأتي توقعات OPIS لنهاية يوليو، لتقول بأن متوسط سعر الجازولين سيكون 2.77، بيع التجزئة، خلال النصف الثاني من العام الجاري، وتكون الأسعار في يوليو، وأغسطس من هذا العام مرتفعة عن نظرائها الأعوام الماضية.
وقال كلوزا يوم الثلاثاء: "ولكن كافة الأيام من بعد 15 يوليو، تزيد من الاحتماليات القائلة بأننا لن نرى ارتفاعات فوق 3 دولار للجالون،" وهو يشير إلى الأسعار التي ركدت بين 2.75 دولار-2.85 دولار منذ ذلك الحين.
وذكر كلوزا وجود معدل استيراد كبير للجازولين الآسيوي في الولايات المتحدة وكندا، وذلك لأن العواصف الأطلنطية الضعيفة تشير إلى أن موسم الأعاصير، بجانب هوامش التصفية الكبيرة، بحوالي 20 برميل، يعدان من الأسباب التي سترفع سعر الأسعار عن طريق تعافي من ناحية النطاق الذي تتحرك فيه الأسعار، وذلك على الرغم من التراجعات التي نشهدها في مستودعات الوقود الأمريكي.
وقال كلوزا: "الآن، نعتقد بالتأكيد أن الارتفاعات السنوية أصبحت من الماضي، والسؤال هو إلى أي مدى ستصل الأسعار على مدار الـ 120 يوم الباقية في هذا العام، مضيفًا أن ما بين ترامب وإيران تظل ورقة قوية يمكن زلزلت الأسعار.
ويتفق مع ذلك جيم ريتربوش، مؤسس ريتربوش وشركاه، شركة استشارة حول أسواق الطاقة في إلينوي.
ويقول ريتربوش: "يوجد عديد من الأمور التي تقف في وجه صعود الجازولين الآن." ويضيف: "في الشهر الماضي أو نحوه، ضعف الطلب ضعفًا كبيرًا. لذلك، لا أرى سببًا للمحافظة على سعر يومي قوي، رغم ما سنراه بالطبع من تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران في نوفمبر."