عاد النفط الخام ليتداول أعلى من 68.70 دولار للبرميل ليسجل بذلك إرتفاع يومي أكثر من 1.5% تقريباً وعلى أساس أسبوعي بنسبة تبلغ أكثر من 4.0٪, وهو أول تقدم في شهرين. حيث إن إحتمال وجود عقوبات من الولايات المتحدة على إيران قد تؤدي إلى إمدادات صعبة إلى بحر الشمال, وهذا ساعد على إستعادة الطلب على النفط هذا الأسبوع بعد أطول سلسلة هبوط منذ عام 2015.
كما أظهرت أحدث البيانات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية أن المخزونات النفط الخام إنخفضت بأكثر من توقعات السوق مقدار 5.836 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 أغسطس 2018, وبعد إرتفاع 6.805 مليون في الأسبوع السابق ومقارنت بتوقعات السوق بإنخفاض 1.6 مليون برميل.
العقوبات الأمريكية على إيران
تعززت مكاسب النفط خلال هذا الأسبوع مع حالة عدم اليقين بشأن الكيفية التي ستتأثر بها صادرات إيران ثالث أكبر منتج في أوبك مع فرض عقوبات أمريكية وشيكة مما يهدد الإمدادات في بحر الشمال وعلى حقول توتال (PA:TOTF) من الإضرابات العمالية.
حيث إن خطر تعطل الإمدادات مع إنكماش مخزونات الولايات المتحدة هو تخفيف الضغط على النفط الخام الذي إنخفض في منتصف أغسطس إلى أدنى مستوى خلال أكثر من شهرين, وبالإضافة إلى الإضطرابات في الأسواق الناشئة.
حيث أظهر تقرير من FGE للإستشارات الصناعية يتوقع أن تنخفض صادرات النفط الإيرانية إلى أقل من مليون برميل في اليوم بحلول منتصف العام المقبل بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات إستهدفت النفط الخام في أوائل نوفمبر, وقالت الشركة في مذكرة بتاريخ 23 أغسطس إن شركة الخليج الفارسي شحنت نحو 2.5 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات حتى الآن هذا العام.
أثار الحرب التجارية على أسعار النفط
أن نزاع الحرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين كلها علامات تشير على أن أوبك سوف تملأ أي فجوة في الإمدادات المحتملة قد أدت إلى إنخفاض الأسعار بالسابق كما ساهم في الإنخفاض الدولار الأمريكي مما قلل من جاذبية السلع المسعرة بالعملة, ولكن المزيد من الإرتفاعات ستقع تحت الضغط حيث أن القضايا السياسية مثل الحرب التجارية ما زالت مستمرة.
بقي المستثمرون الذين كانوا يأملون في نشر أخبار جيدة حول التجارة العالمية محبطين بعد فشل الولايات المتحدة والصين في إحراز تقدم خلال يومين من المحادثات مما زاد من إحتمال حدوث تصعيد في التعريفات الجمركية التي تهدد النمو العالمي, ويضعف الطلب على الطاقة.
من جهة أخرى, ينتقل التركيز الآن إلى سياسة البنك الإحتياطي الفدرالي حيث يتشبث سماسرة السندات بمراهنات على رفع سعر الفائدة بحلول نهاية العام. حيث يتحدون الإضطرابات في الأسواق الناشئة والتوترات التجارية والرئيس الأمريكي الذي دفع علناً بأفكار السياسة في البنك الفدرالي قبل أيام من حديث جيروم باول رئيس الفدرالي.
النظرة الفنية
نجح سعر النفط الخام بالحفاظ على تداولاته أعلى من متوسط متحرك 200 يوم بعد أن لامسه في 16 أغسطس, وحافظ أيضاً على أغلاقاته أعلى من نسبة 61.8% فوبوناتشي.
حالياً يواجه النفط الخام مقاومة عند 68.70 وبإغلاق يومي أعلاها يعزز بالسعر لملامسة متوسط متحرك 50 يوم عند 69.02. إذا ما تداول أعلها قد يستهدف مستوى مقاومة أولى عند 70.43 قمة 30 يوليو ثم مستوى المقاومة الثانية عند 71.21 نسبة 23.6% فوبوناتشي, وبإختراقها يستهدف مستوى 72.80.
بينما إذا ما فقدت أسعار النفط الخام زخمها قد تواجه مستوى دعم أولى عند 68.05 ثم 67.45, وإذا ما إخترقها يزيد من الضغط التراجعي لإختبار مستوى الدعم عند 66.67 نسبة 5.0% فوبوناتشي.
تويتر: Abdelhamid_TnT@