ربما يفاجئ المستثمر انخفاض مفاجئ للسوق أثناء أي ارتفاع. ففي أسبوع واحد عانى الغاز الطبيعي من أسوأ سلسلة خسائر له في 7 شهور ووقف في منطقة سلبية، هابطًا من مرتفعات الصيف.
وبينما ما زال بإمكانه أن يختبر بعض الارتفاع، من جراء انخفاض المخزون في المستودعات الذي سيواجهه عند بداية فصل الشتاء. إلا أن هذا السبب للارتفاع مهدد من مستويات الإنتاج القياسية التي يمكن أن تسهم في إعادة ملأ ما ينقص من المخزون، واستمرت تلك المستويات على مدار أغلب العام. ويمكن أن تفرض مستويات الإنتاج القياسية ضغطًا على الأسعار، خاصة لو كانت هناك قراءة في أحوال الطقس تنبأ بدرجة حرارة معتدلة، وتستطيع تلك المعدلات أيضًا أن تسبب في صداع للمستثمرين الذين تمسكوا بمراكزهم الطويلة على أمل ارتفاع السعر في الشتاء.
وما بين سيناريو الارتفاع والانخفاض، من المحتمل أن يظل السوق "يضعف، بينما تتسم درجات الحرارة بالاعتدال على مدار الأسبوع القادم" كما أن حرارة الصيف تبتعد إلى الغرب، بعيدًا عن الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أحد المناطق الرئيسية في استهلاك الغاز، كما يقول دانيال مايرز، المحلل في Gelber&Associates شركة استشارات طاقة في هيوستين.
إنتاج قياسي، مستعد للاستمرار
يمتلك إنتاج الغاز الطبيعي المزدهر الفرصة لوضع علامة أكثر وضوح على المخزون على المدى القريب، كما كتب مايرز في تعليق له يوم الخميس بعد إصدار إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الثاني الذي يعطي بيانات حول تراكم المخزون تراكمًا يفوق التوقعات
ضخت الخدمات 63 مليار قدم مكعب من الغاو الطبيعي في كرافانات الملح، للأسبوع المنتهي في 31 أغسطس، وأضيفت تلك الكميات إلى بقايا الغاز الطبيعي المستخدم الذي كان من المفترض استخدامه في تلبية طلبات مكيفات الهواء.
قدّر المحللون أن الضخ لذلك الأسبوع كان ليقف عند 62 مليار قدم مكعب. بينما تجاوز تقرير إدارة معلومات الطاقة تلك التوقعات، ولكن التجاوز كان متواضعًا، في الأسبوع السابق على ذلك، كانت معدل الضخ أعلى من المتوقع أيضًا، ووقف عند 70 مليار قدم مكعب، في حين كان المتوقع 64 مليار قدم مكعب. والأهم من ذلك، أن آخر نمو للمخزون في متوسط نمو 5 سنوات، وهو 65 مليار قدم مكعب، وهو هدف لم يستطع الغاز تحقيقه منذ منتصف أغسطس، لأن المستوى القياسي من الإنتاج كان يُستخدم في مكيفات الهواء لارتفاع درجات الحرارة.
مبالغة في المخزون
ولكن، يسود شعور مطمئن بين مراقبي الغاز المخضرمين، من جانب وقوف المخزون عند متوسطات 5 سنوات أو أعلى من ذلك، لأن ذلك لا يهم لتلك الدرجة في الأيام الحالية، لأن الغاز الطبيعي يتدفق من حقول النفط الصخري داخل البلاد.
وتابع دومنيك تشيرشيلا، محلل في DTN، معهد إدارة الطاقة في نيويورك السوقَ لمدة 37 عام، ويقول:
"أن اتفق مع وجهة النظر المعتقدة بأن حتى لو وقف معدل الضخ في المستودعات أدنى ما يعرف بمتوسط 5 أعوام، المتوسط الطبيعي، سيكون السوق حسم تلك النقطة."
وكتب تشيرشيلا في مذكرة له يوم الخميس، يقول بأن مستوى المخزون المطلوب، بينما نتجه إلى موسم التدفئة في فصل الشتاء ربما "يكون أدنى من المعدل التاريخي." وأضاف بأن السوق على حافة نموذج جديد للعرض والطلب، ذلك النموذج مبني على كيفية استجابة المستثمر للأيام الأولى من البرودة في فصل الشتاء.
سلسلة الخسائر الأطول للغاز منذ فبراير
استقرت عقود الغاز الطبيعي في جلسة يوم الخميس، تلك العقود لشهر أكتوبر الأمامي على بورصة نيويورك التجارية، منخفضة لليوم الخامس على التوالي، ووقف السعر عند 2.772 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وتعد تلك سلسلة الخسائر الأكبر لعقود الغاز على بورصة نيويورك منذ بداية فبراير.
وبدون تعافي ملحوظ يوم الجمعة، نجد أن الغاز في شهر أكتوبر في طريقه لخسارة 5% هذا الأٍسبوع، ليسجل بذلك الخسارة الأسبوعية الأكثر حدة في 7 شهور. ويقف الغاز في منطقة سلبية منذ بداية العام وحتى اليوم، بانخفاض 2.3 سنت لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، أو 0.1%. ولكن مقارنة بالارتفاع الذي حققه في يناير، عند وصل إلى 3.661 دولار، في ذروة موسم شتاء 2017/18، نرى بأن الانخفاض من الذروة يبلغ 25%، أو 89 سنت.
تعطينا القراءات اليومية لـ Investing.com تزكية "بيع قوي" على عقود أكتوبر، والتي يقف اتجاهها أسفل المتوسطات المتحركة اليومية، وأسفل المقاييس التقنية، التي تعطينا إشارة شراء.
ويظهر أن الثيران كانوا مستعدين لخوض قتال طويل، حتى الأسبوع الماضي، وذلك في محاولة الحفاظ على السعر أعلى مستوى 3 دولار، الحرج لوضعهم النفسي.
فشل المسعى، ولكن يتوق البعض لـ 3 دولار
قال مايرز: "أعتقد في الوقت الراهن أن الهدف 3 دولار أنهى مساره،" وأضاف مايرز في مقابلة له مع Investing.com:
"أعتقد أن هناك دعمًا عند مستوى 2.70 دولار، وهي تلك المنطقة التي يتراجع منها الآن... ولكن لو تمكن من اختراق تلك النقطة، سيكون هناك انخفاض عامين، عند حوالي 2.55 دولار، التي ستكون أرضية بديلة للسعر."
ولكن يحوّط مايرز راهنه، في حال كان معدل ضخ الغاز أقل من المتوقع خلال الأسابيع القامة. ويقول:
"ما زال يوجد ما يمنع من انهيار الأسعار تمامًا... أعلم أننا حظينا بسعر منخفض بحدة في بداية هذا الأسبوع، ولكن بنظرة للأمام، أعتقد أنه سيكون هناك ارتدادًا تدريجي في السعر، حتى التراجع إلى علامة 2.70 دولار."
ويتشارك وجهة النظر تلك مايك سييري، الذي يعطي تزكيات بيع/شراء على الأسس التقنية والأساسية لتحركات الغاز الطبيعي.
قال مؤسس Seery Futures في إيلينوي: "يحتمل أن أزكي تداولات عكس الاتجاه، لو تمكن الأسعار من اختبار مستوى 2.70، بينما يقترب فصل الشتاء." ويضيف:
"يمكن أن ترى بعض الحركات المتفجرة للأعلى خلال ذلك الإطار الزمني، بسبب درجات الحرارة شديدة البرودة... والطريق الذي يحتوي على أقل مستويات المقاومة، في رأيي، سيكون الاتجاه الصاعد في النهاية."