الجنيه الإسترليني يعزز مكاسبه إلى أعلى مستوى في أكثر من شهرين.

وسع الجنيه الإسترليني تقدمه إلى أعلى مستوى في أكثر من شهرين بإرتفاعه خلال تداولات اليوم الخميس بنسبة 0.66% عند 1.3228 تقريباً. يأتي هذا الإرتفاع على خلفية بيانات مبيعات التجزئة المتفائلة من قبل المملكة المتحدة حتى وسط إشارات على أن تسوية البريكست لا تزال بعيدة, وبظل تراجع الدولار بالقرب من أقل مستوياته في 9 أشهر.

يبدو أن الصيف الأكثر دفئاً شجّع المتسوقين على الخروج, وإرتفعت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع في الشهر الماضي أغسطس بمقدار 0.3%, وهذا متجاوزاً توقعات السوق بتراجع بمقدار -0.2% بينما أقل من تقدير يوليو عند 0.7%.
كما عزز مبيعات التجزئة من مكاسبها على أساس سنوي يإرتفاع بمقدار 3.3% هذا أقل من تقدير شهر يوليو عند 3.5%, ولكن أفضل من توقعات السوق عند 2.3%.
يأتي الصيف الدافئ بصورة إيجابية على المتاجر بعد عام عانى فيه المستهلكون في المملكة المتحدة من مكاسب في الأسعار تجاوزت نمو الأجور, وذلك بفضل تراجع التصويت بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي. حيث كان ذلك قاسياً بالنسبة إلى تجار التجزئة التقليديين في المملكة المتحدة الذين يكافحون أيضاً في مواجهة المنافسة المتزايدة من الإنترنت.


الإسترليني ما زال ضمن تقلبات محادثات البريكسيت!
وإرتفعت العملة اليوم الخميس على الرغم من أن القادة من كلا الجانبين في محادثات البريكسيت بدا وكأنهم يوجهون نغمة أكثر قساوة عندما ألتقوا وجهاً لوجه في قمة في سالزبورغ. على مدى الأيام الماضية كانت التقارير تفيد بأن الإتحاد الأوروبي سيعطي المملكة المتحدة صفقة مواتية ويخفض بعض المطالب فيما يتعلق بقضية الحدود الإيرلندية.
إلا كان هناك تحول مفاجئ في لهجة الإتحاد الأوروبي ونتيجة غير مواتية للمملكة المتحدة من هذه القمة. حيث قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن المملكة المتحدة لا تزال بعيدة من التوصل إلى إتفاق, وهذا كان دفع الجنيه الإسترليني إلى فقدان مكاسبه بالأمس التي حققها بعد صدور بيانات التضخم, والتي أتت بشكل غير متوقع في أغسطس على الرغم من أننا نشك في أنه سيغير التفكير في سياسة بنك انجلترا.

التضخم عند أعلى مستوى في 6 أشهر!
إرتفاع التضخم في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع إلى أعلى مستوى خلال 6 أشهر. حيث بلغ تضخم مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي بإرتفاع عند 2.7 ٪ في أغسطس متجاوزاً التقدير السابق في يوليو 2.5 ٪ في يوليو, وتوقعات السوق عند 2.4%.
كما إرتفع معدل التضخم الأساسي السنوي لمؤشر أسعار المستهلكين الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 2.1٪ في أغسطس من التقدير السابق 1.9٪ في يوليو, ومتجاوز توقعات السوق عند 1.8%.

هذا الضغط التصاعدي الرئيسي على معدل 12 شهراً جاء من الإرتفاع بالأسعار الجوية والبحرية وأسعار الترفيه والثقافة فضلاً عن تكلفة الملابس. أما ما يخص أثر تلك البيانات على السياسة النقدية لبنك إنجلترا.
من الواضح أن تلك الأرقام كانت مفاجئة, ولكن نظرتنا تكمن في الكثير من فئات المنتجات التي لا تذكر الكثير عن الصورة الأساسية. لهذا السبب لا نتوقع أن تؤدي البيانات إلى تغيير طريقة تعامل البنك المركزي البريطاني, وقد نرى تباطؤ التضخم بوتيرة أسرع من توقعات بنك إنجلترا مع تضاؤل ​​التراجعات على الجنيه الإسترليني.
كما وضحنا بمدونة شركة أوربكس في مقالتنا السابقة (الجنيه الإسترليني يلامس أعلى مستوى في 6 أسابيع) , وللنظرة الفنية يمكن أن ترى المستويات المقبلة في المقالة المذكورة. حيث بتلك المستويات الحالية للجنيه الإسترليني قد يشهد المزيد من المكاسب إلى في حالة ورود أي أخبار سلبية عن المحادثات الجارية بخصوص إتفاق البريكسيت.

تويتر: Abdelhamid_TnT@