يستعد البن ومعه السكر إلى مشاركة الكاكاو في المنطقة المتفائلة التي يقف فيها. سيأتي ذلك الارتفاع في الربع الرابع، بعد أن تكون الأسعار عانت من الإرهاق بسبب الانخفاض، الذي سيأتي قبل ارتفاع الطلب على تلك السلع في فترة الأعياد والاحتفالات.
يقول جايمس كوردير: "الأسعار المنخفضة تشفي الأسعار المنخفضة، وأعتقد أننا رأينا ما يكفي من الانخفاضات للسكر والقهوة هذا العام،" كوردير هو مضارب مؤسس لموقع Optionsellers.com، ومحلل السلع الغذائية. ويضيف:
"ارتفعت القهوة على مدار الشهرين الماضيين، ولا نرى بأنها ستصعد كثيرًا، ولكننا نرى أن السكر والقهوة لديهما أداء جيد الآن، كما سيكون أداءهما جيد خلال الربع الرابع."
حصل الكاكاو على المركز الأول بين السلع الأفضل أداءًا في 2018، إذ أنه حقق أرباح 16% منذ بداية العام وحتى اليوم.
بالنسبة للسكر، نرى أن عقود شهر أكتوبر الأمامي على بورصة نيويورك، تمكنت من تحقيق أرباح 9%، وذلك قبل أن تنخفض إلى مستويات 10 سنوات، أسفل سعر 10 سنت للباوند، وهو السعر الذي وقفت عنده الشهر الماضي. وساعد في ذلك الانخفاض الرسوم البيانية التي تشير إلى حالة تشبع بيعي.
السكر يقترب من ارتفاع شهرين
بينما استقر السعر يوم الأربعاء عند 10.76، وهي العلامة الإيجابية الأولى في 4 جلسات، لعقود شهر أكتوبر، كما شهدت العقود أيضًا أرباح لـ 4 أسابيع متتالية منذ 19 أغسطس. وجاءت الذروة الأسبوع الماضي، عندما وصلت الأسعار إلى ارتفاع شهرين عند 11.80.
وتدلنا تقنيات Investing.com على إشارات متضاربة على عقود السكر لشهر أكتوبر، فيقع المستوى الثالث من مقاومة فيبوناتشي عند 10.92، وهو الأقوى، ويعني هذا أن العقود يمكن أن ترتفع 2 سنت. ويقول مايك سييري، من Seery Futures، أن عقود أكتوبر للسكر يقف تداولها فوق المتوسط المتحرك لـ 20 يوم، ولكن التداول أسفل المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، مما يتسبب في اختلاط الاتجاه علينا.
وكتب سييري في تعليق له: "يبدو لي أن القاع على شكل ‘V’ تكوّن عندما وصلت الأسعار لأسفل قاع لها في 22 أغسطس عند سعر 9.91 دولار. ويضيف: "انعكست كافة الأساسيات الضعيفة على السعر."
يقول شون هاكيت أن الانخفاضات الكبيرة في محصول بنجر السكر الأوروبي جاءت بسبب الجفاف الذي ضرب أوروبا، وتسبب ذلك الانخفاض في رفع الأسعار، ورأينا تعافيًا في أسعار مواد التحلية، بعدما كانت تعاني من انخفاض كبيرة في شهر أغسطس؛ يعمل هاكيت في Hackett Financial Advisors. ويقول بأنه بجانب تراجع عدد الأراضي التي تنتج بنجر السكر، نرى تزايدًا في استخدام السكر لإنتاج الإيثانول، مما أدى لمنح السكر دعمًا إضافي.
ولاحظ هاكيت أيضًا أن الارتفاع على مدار الشهر الماضي كانت إشارة خطر "لأنه في الطبيعي، تختبر الأسعار مستويات منخفضة بعد أن تصل إلى انخفاض ضخم." وحث هاكيت ثيران النفط على أن يكونوا حذرين، من حدوث تراجع خلال الأسابيع القادمة.
كان كوردير أكثر تفاؤلًا، وقال بأنه يتوقع أن تصل الأسعار إلى سعر عقود شهر مارس، وهي المفضلة للمتداولين كسعر موحد عن عقود أكتوبر، وسيرتفع السعر 13 سنت على مدار الشهور الثلاثة القادمة، بعد استقراره يوم الأربعاء عند 11.64. وقال: "أعتقد أنه إذا ارتفعت الأسعار 13 سنت، يكون هذا الأداء جيدًا، مع وضعنا في الاعتبار أن العرض والطلب كليهما سيأتيان من الهند."
الاحتفالات ترفع الطلب
يعد الربع الرابع، الفترة التي تشهد أعلى استخدام للسكر في الهند، والهند هي ثاني أكبر منتجي مواد التحلية بعد البرازيل. ففي الربع الرابع، يوجد العديد من الاحتفالات الدينية وغيرها من الاحتفالات التي تستمر على مدار شهرين، وتسبب في زيادة استخدام السكريات ومواد التحلية في الهند التي تتمتع بكثافة هندوسية عالية، وتبدأ تلك الاحتفالات في أكتوبر، وأولها Navarathiri، الذي يستمر لـ 9 ليالي، احتفالًا بالإلهة triumvirate Durga، وSaraswati، Lakshmi. وتتراكم تلك الاحتفالات في عيد الأضواء "ديوالي" في نوفمبر.
بينما القسم الغربي من العالم، نجد الاحتفالات بعيد الشكر، والها نوكا، والكريسماس، وإجازات رأس السنة، وترفع كافة تلك الاحتفالات من استخدام السكر. فتتسم تلك الأعياد بتزايد معدلات أكل وطهي الشوكولاتة، والحلويات. كما ترتفع أيضًا مبيعات أشهر المقاهي العالمية في الربع الرابع، منها: ستاربكس، وريتايل فود جروب، وجلوريا جين، ووايت بريد، وكوستا.
يقول كوردير بأنه بالنسبة للقهوة يتوقع أن تصل عقود مارس إلى 1.15 دولار للرطل بنهاية العام، وفي المقابل استقر السعر عند 1.0005 يوم الأربعاء.
بيد أن التحليل التقني اليومي لـ Investing.com يعطي إشارة "بيع قوي" على عقود شهر ديسمبر الأمامي للقهوة، والتي وقف تداولها عند 0.967 دولار للرطل. ولا نرى أي أهداف شراء قريبة.
القهوة تستمد قوتها من حالة المحصول والريال البرازيلي
يقول كوردير بأن هناك انخفاضًا في محصول القهوة يستمر لـ 2020، بعيدًا عن وصولها لقاع يمكنها الارتفاع بعده، أو زيادة الطلب.
"لا يستطيع زارعو القهوة في: البرازيل، وكولومبيا، والهندوراس، وجواتيمالا شراء المخصبات أو تشذيب غصون الأشجار، أو القيام بأي أعمال يمكن أن تحسن من حالة المحصول."
ويضيف كوردير: "السؤال هنا: هل ستسير في ذلك الطريق الوعر لحصاد حبوب القهوة، إذا كنت على علم أنك ستخسر نقودك؟ إذا كانت إجابتك لا، إذن سيكون لدينا إنتاج منخفض لمدة سنة أو سنتين."
يقول هاكيت أن ارتفاع الريال البرازيلي يمكن أن يسهم في دعم القهوة على المدى القريب. "تعرضت القهوة لضغط بسبب انهيار الريال البرازيلي، والأذى الذي طال عملات الأسواق الناشئة في العموم. ولكن مع انعقاد الانتخابات البرازيلية في أكتوبر، نرى بأن تحول مصير الريال لمنطقة أكثر انتعاش، يمكن أن يهيأ الطريق لمضاربي لمدى القصير."