يعد البلاتين أعلى قيمة من الذهب في سوق التجزئة وسوق الموسيقى، وحصلت فكرة قيمة البلاتين الأعلى على إبقاء ائتمان البلاتين عند أرقام قياسية. في عالم السلع، يتحقق هذا أيضًا، فعادة ما يكون تداول البلاتين واقفًا عند أسعار أعلى من أسعار الذهب.
والآن، بينما ينهار البلاتين متراجعًا سعره عن الذهب بأسرع ما يمكن، يتساءل البعض إلى أي حد سينخفض الفارق السعري ما بين هاتين السلعتين- وفي النهاية عندما يتوقف هذا الانهيار، هل نرى تغير نظام السلع الثمينة.
ولن يكون الفارق كبير مستقبلًا، وفق ما تقوله Metals Focus، فنشرت الشركة، ومقرها المملكة المتحدة، دراسةً متعمقة حول الفارق السعري والاختلافات الأساسية في سوق السلع الثمينة يوم الثلاثاء.
الذهب يبقى على القمة
وجدت شركة الاستشارات أن الذهب من المحتمل أن يظل أعلى البلاتين خلال العام 2018، وربما يستطيع أن يتفوق على البلاتين بمقدار حوالي 380 دولار للأونصة العام القادم
وبينما يجب أن ترتفع أسعار البلاتين على المدى المتوسط، لا يجب أن نتوقع تقلص تلك الفجوة السعرية تقلصًا واضحًا،" كما تضيف الدراسة.
وتمسك الذهب بالمستوى السعري 1,200 دولار هذا الأسبوع، على وقع الضعف المفاجئ الذي أصاب الدولار. ويعد بقاء الذهب عند هذا المستوى أحد الأمور الأساسية بالنسبة للثيران (مضاربي الصعود)، رغم عملية رفع معدل الفائدة التي يوشك الاحتياطي الفيدرالي أن يقدم عليها.
ورغم بقاء الذهب عند هذا المستوى، تظل هناك شكوك وتساؤلات حول السقوط الحاد الذي نال من الذهب ليسقط من ارتفاعات 18 شهر، عند سعر 1,361.40 دولار، والتي وصل إليها في فبراير الماضي. انخفضت قيمة الذهب 8% من بداية العام وحتى يومنا هذا، وبلغ سعر القعود الآجلة لشهر ديسمبر 1,205.10 يوم الثلاثاء.
بينما انخفض البلاتين 11% هذا العام. ولكن على أي حال كان أداؤه أفضل من أداء الذهب في الأيام الأخيرة، وتمكن من بلوغ مرتفعات 6 أسابيع، عند سعر 839.00 دولار يوم الجمعة. وفي جلسة يوم الثلاثاء، استقرت عقود يناير للبلاتين، وهي الأكثر نشاطًا، عند سعر 827.80 دولار.
الفارق السعري يقف عند مستوى تاريخي
من الجانب التاريخي، نادرًا ما كان الفارق السعري بين السلعتين عند المستويات الحالية. وتظهر الرسوم البيانية لـ Metals Focus، أن البلاتين تفوق على الذهب لعامين، حتى يناير 2015، قبل أن ينخفض تحت الذهب.
ورغم سرعة الخطى التي يسير بها البلاتين في طريق تعافي الأسعار، إلا أن هناك عجز يبلغ 40 دولار في سعره أمام الذهب، على مدار أيام، ويعمل هذا الفارق السعري على إثارة حماس المتداولين الذين يعتمدون على هذا الفارق، وتجذب Metals Focus الانتباه إلى ما تصفه بالأساسيات غير الداعمة للبلاتين.
تجمع الشركة الاستشارية، ومقرها لندن، المعلومات من قواعد البيانات الخاصة بـ 1,100 منجم، وذكرت أن هناك معروض مناسب من البلاتين، ويقف هذا المعروض في وجه تراجع الطلب من العاملين في مجال المجوهرات، وصانعي السيارات على حد السواء، ويستخدم صانعو السيارات تلك المادة لتقليل الانبعاثات، ولتنقية الشوائب المتواجدة في محركات الديزل، وكذلك تعزيز الأداء.
وتقول Metals Focus على الرغم من انخفاض أسعار البلاتين، المعتمدة على عملة الراند، عملة جنوب أفريقيا، لأن المنتجين قاموا بتقليل الإنتاج بسبب ذلك التراجع، إلا أن المناجم حققت عوائد أعلى في البلاد، وجاءت تلك العوائد من ارتفاع أسعار البالاديوم، وبالتالي لم تكن المناجم في حاجة كبيرة لتخفيض الانتاج كثيرًا. ويستخدم (NYSE:البالاديوم)هو الآخر في صناعة المصوغات، كما يعد محفزًا لأداء محركات البنزين. ويقف تداول البالاديوم الآن عند 1,050 دولار للأونصة، أو بنسبة 25% أعلى من البلاتين، بسبب الأساسيات القوية التي تدعمه.
وقالت Metals Focus أن شركة التعدين (JO:Sibanye )-Stillwater، اقترحت تقليل النفقات في (LON:Lonmin)، وإذا استحوذت الشركة على ذلك المنجم، سيؤدي هذا لتراجع الإنتاج تراجعًا كبيرًا بحلول 2025، وما بعدها.
تراجع إنتاج البلاتين، مقابل تراجع الطلب
وتوقعت Metals Focus أن "ينخفض المعروض العالمي من مناجم (البلاتين) بنسبة 2%، لحوالي 6.0 مليون أونصة."
ويقابل هذا التراجع في المعروض تراجعًا مشابهًا في الطلب العالمي على البلاتين، بنسبة 2%، لأن الذهب الأبيض يواجه ضغطًا من كل في صناعة المصوغات، والسيارات، كما ذكرت الشركة. وأضافت:
"وعلى الرغم من الاستقرار البادي على صناعة محركات الديزل في أوروبا خلال السنوات الأربع الماضية، ما زالنا نتوقع أن يتراجع طلب صناعة السيارات على البلاتين بنسبة 3.7% خلال 2018، أي يتراجع بنسبة 3.2 مليون أونصة."
وسيكون هناك فائضًا في معروض البلاتين يبلغ حوالي 190,000 أونصة هذا العام، تضيف Metals Focus.
"ولا يعد هذا ضخمًا، في حد ذاته. بيد أنه سيكون الفائض السابع الذي تسجله السلعة منذ 2010، مما يعني أن البلاتين سيرتفع حوالي 2.2 مليون أونصة في الفترة ما بين نهاية 2010، ونهاية 2018، ويصبح الفائض الإجمالي ضخم، 8.8 مليون أونصة.
الذهب يحصل على القوة رغم الوضع الحالي
سيشتد عضد الذهب إذا تباطأ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة على المدى المتوسط، لأن هذا التباطؤ سيدفع المستثمرين نحو الأصول التي لا يوجد بها معدل مخاطرة عالية. "كما نتوقع أيضًا أن ضعف الدولار سيشجع الفيدرالي على تبني سياسة الحمائم (عدم السرعة في رفع معدلات الفائدة)."
وفي الختام، تقول Metals Focus أنها تتوقع أن يتراوح سعر الذهب عند حوالي 1,330 الدولار، في 2019، أمام البلاتين الذي يتراوح سعره عند 940 دولار، مما يعني انخفاض سعر البلاتين 390 دولار عن الذهب. ولا يعد هذا فارقًا كبيرًا عن المستويات الحالية، مما يعني أن اللاعبين على الفارق السعري ما بين الذهب والبلاتين سيزدادون حماسةً للمضاربة.