تترقب الأسواق إلى حد كبير قرار سعر الفائدة من الإحتياطي الفيدرالي, وإرتفع الدولار وإرتفعت سندات الخزانة. حيث التوقعات للسياسة المستقبلية كما هو موضح في مؤامرة النقطة كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا بالأمس (الدولار يعزز من مكانته كملاذ آمن, والأسواق تترقب قرار الفدرالي غداً), وأي تعليقات من جيروم باول رئيس الفدرالي سيكون المفتاح إلى ما إذا كانت أسواق السندات قد تمدد عمليات البيع الأخيرة.
إرتفعت مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 2.9 مليون برميل الأسبوع الماضي, ولكن حسبما ورد في تقرير معهد البترول الأمريكي أظهرت اليوم إرتفاع معدل التغيير بمخزونات النفط الخام الأمريكي بمقدار 1.852 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في21 من سبتمبر 2018, وهذا أعلى من تقديرات السوق بمقدار 1.4 مليون برميل تقريباً ليكون هذا أعلى فائض بالمخزون منذ 6 أسابيع.
أما ما يخص أسعار الطاقة كما وضحنا بمدونة شركة أوربكس في مقالتنا بداية الأسبوع (أوبك تتجاهل تهديد ترامب, والنفط يعزز مكاسبه) إرتفعت أسعار النفط يوم الإثنين بعد أن أشارت من منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك إلى أنها لن تندفع لإطلاق المزيد من النفط في السوق متجاهلة ضغوط ترامب الذي يدعو المجموعة إلى بذل المزيد لتخفيف الأسعار.
حيث إستمر إرتفاع الأسعار خلال جلسات أمس الثلاثاء, وتداول النفط خام برنت قرب 82.50 دولار للبرميل, وهذا أعلى مستوى منذ أربع سنوات. كما تداول النفط الخام بالقرب من مستويات 72.70, وهذا أعلى مستوى في 11 أسبوع.
لكن هذا الإرتفاع لم يدوم كثيراً حيث بعد أقل من أسبوع من إنتقاد ترامب لمنظمة أوبك لدفعها إلى رفع الأسعار. عاد لينتقد مساء الأمس مرة أخرى وقال ترامب في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن أوبك "تمزق بقية العالم". نريدهم أن يتوقفوا عن رفع الأسعار, ونريدهم أن يبدؤوا في خفض الأسعار ويجب عليهم المساهمة بشكل كبير في الحماية العسكرية من الآن فصاعداً.
حيث بعد أن إستأنف الرئيس دونالد ترامب هجومه على أوبك بنبرة قوية للغاية في الأمم المتحدة أدى ذلك إلى جني الأرباح بعض الشئ, ولكن ما زال المستثمرين غير مقتنعين بأن ترامب يمكن أن يجبر أوبك على تغيير مسارها مع ذلك فمن غير المرجح أن تستمر الأسعار في الإنخفاض.
هذا الإستنتاج يعود لبعض العوامل وأهمها مخاوف نقص الإمداد حيث تواجه مجموعة من مشتري النفط في السوق العالمية الكبرى أزمة مما يجبرهم على التوحيد معاً أو مواجهة إحتمال الهلاك.
فقد أدى إحتمال تشديد الإمدادات بسبب الإنخفاض الحاد في صادرات إيران, وتراجع الإنتاج في فنزويلا, وإختناقات الإنتاج في الولايات المتحدة إلى دفع عمالقة التجارة Mercuria Energy Group Ltd و Trafigura Group للتحذير بأن النفط قد يرتفع فوق مستوى 100 دولار للبرميل.
في الوقت نفسه, تخطط الهند وهي مشتري رئيسي للنفط الإيراني لوقف عمليات الشراء, وبهذا فإن خطوة الهند تظهر أن إجراءات ترامب تنجح في الضغط على صادرات إيران. أيضاً بعد أن أصبحت كوريا الجنوبية أول من عملاء النفط الرئيسيين في إيران لتخفيض الواردات إلى الصفر تحت الضغط الأمريكي , وتبحث أكبر شركة تكرير في كوريا SK Innovation عن إمدادات بديلة لسد هذه الفجوة.
حيث تزيد الشركة الكورية من مشترياتها من أمريكا لتعويض إنخفاض شحنات النفط الإيرانية قبل أن تدخل عقوبات الولايات المتحدة حيز التنفيذ, واشترت 3.08 مليون برميل من النفط الخام من الولايات المتحدة في يوليو أي بزيادة من 1.04 مليون في مارس و 2.08 مليون برميل في أبريل. يأتي هذا قبل شهر من إعلان ترامب أنه سيعيد فرض العقوبات على إيران, وأوقفت تماماً شحنات المكثفات الإيرانية لشهر أغسطس.
تويتر: Abdelhamid_TnT@