مثل كافة الأشياء الجميلة التي حتمًا سيكون لها نهاية، نرى أن الستار ربما يسدل أخيرًا على حفلة ثيران الغاز الطبيعي التي أقاموها ما قبل الشتاء.
ولكن متى سيغادرون الغرفة؟
وقف إنتاج الغاز الطبيعي عند مستويات قياسية هذا الصيف. ولكن الأحوال الجوية حتى شهر سبتمبر ساهمت في ارتفاع استهلاك الغاز الطبيعي المستخدم في مكيفات الهواء، وأحرقت شركات الخدمات مزيدًا من الغاز لتغذي ارتفاع الطلب، بدلًا من تخزين الغاز تحت الأرض لاستخدامه في التدفئة خلال فصل الشتاء.
ارتفاع نسبة الغاز في المستودع ربما يعيق الأرباح
كنتيجة للأحوال المناخية، تقف مستودعات الغاز الابتدائية لعام 2018/2018 عند واحدة من أكثر النقاط انخفاضًا قبل موسم الشتاء، وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي على بورصة نيويورك بلا توقف على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، لتصل الأرباح لنسبة 15%، لمستثمري صناديق التحوط الذين اتخذوا مراكز صحيح، وغيرهم من المضاربين.
ولكن بيانات يوم الخميس حول مستودعات الغاز الطبيعي تشير إلى ما يمكن أن يعوق الاتجاه الصاعد، لأن الخدمات ضخت كميات كبيرة من الغاز في المستودع. والآن، أخذ المتداولون مراكز طويلة في الغاز، ومن المتوقع لهم أن يخرجوا منها، إذا لم يكونوا بدأوا بالفعل في هجر تلك العقود.
هبطت عقود الغاز الطبيعي على بورصة نيويورك لشهر نوفمبر الأمامي، نسبة 2%، لسعر 3.165 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، يوم الخميس، واستهلك السوق الأسبوع الماضي 98 مليار قدم مكعب من المخزون، وفق ما أعلنته إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة. وكان ما سجله إنتاج الغاز الطبيعي من ارتفاع الأسبوع الماضي، هو النسبة الأعلى منذ مايو الماضي، وضعف ما تم ضخه الأسبوع الماضي، 46 مليار قدم مكعب. وتوقع المتداولون ضخ 88 مليار قدم مكعب، الأسبوع الماضي.
هل يستحق الغاز الاستماتة في الدفاع عن 3 دولار؟
وقفت أسعارالغاز الطبيعي أعلى سعر 3 دولار، هذا الصيف. ويقول البعض بأن هذا الارتفاع غير طبيعي، بسبب ما نراه من ارتفاع الإنتاج لمستويات قياسية. ويدافع البعض الآخر عن الوصول لهذا المستوى، ويدعموا وجهة نظرهم تلك بذكر معلومات حول عمليات الضخ الأسبوعي التي استمرت في الهبوط إلى مستويات أدنى من متوسط 5 سنوات -أحد أهم المعدلات التي تضمن أن عمليات ضخ الغاز الطبيعي تقف عند مستويات مناسبة للمعروض الشتوي.
ويجب على ثيران الغاز الطبيعي أن يقرروا ما إذا كان المستوى 3 دولار يستحق الدفاع أم لا، مع درجات حرارة متوسطة متوقعة فورًا في الولايات المتحدة.
كتب دانيال مايرز في تعليق له يوم الخميس، ومايرز هو محلل الغاز الطبيعي في Gelber & Associates في هيوستن:
"ارتفع الشهر الأمامي لسعر 3.25 دولار أمس، وهو مستوى لم يصله الغاز الطبيعي في وسط الشتاء الماضي، ولكنه يهبط من تلك المستويات، فهبط اليوم إلى 3.18 دولار."
وقال بإن عمليات الضخ الأسبوع الماضي كانت "خطوة إيجابية لطمئنة السوق" أن المخزون المنخفض كان استثناءًا في هذا الوقت من العام، عوضًا على أن يكون هذا الطبيعي. وكتب:
"رغم بقاء العجز عن الوصول لمتوسط خمسة أعوام، يظل 607 مليار قدم مكعب، يمكن أن نتوقع تقلص ذلك الرقم على مدار الأسابيع القادمة. وتستمر الأسعار في الاتزان، بينما يحاول المستثمرون هضم المعلومات أثناء عطلة نهاية الأسبوع."
يتفق دومينيك تشيرشيلا حول تراجع الدعم الذي تقدمه التنبؤات بالطقس، لفترة تتراوح ما بين 8 إلى 14 يوم؛ يشغل تشيرشيلا منصب مدير إدارة المخاطر والتداول في معهد إدارة الطاقة، مقره نيويورك.
ولكنه قلق أيضًا بشأن انخفاض درجات الحرارة سريعًا خلال الأسابيع القادمة، وعندها سيرتفع الطلب على الغاز الطبيعي لأغراض التدفئة. يمكن أن يشكل ذلك ضغطًا على المعروض، ويدفع السوق نحو مستويات 3 دولار مجددًا.
المواجهة بين الإنتاج والتخزين تظل مثيرة للقلق
يشير تشيرشيلا إلى أن ما يوجد الآن في مستودعات الغاز الطبيعي يبلغ 2,866 مليار قدم مكعب، ومستودعات الغاز الحالية منخفضة 17% عن متوسط خمس سنوات البالغ 3,473 مليار قدم مكعب. من المتوقع أن يصل إنتاج 2018 إلى مستويات قياسية، تصل لـ 81.34 مليار قدم مكعب يوميًا، ويعد ذلك مرتفعًا مقارنة بالرقم الذي وصل له الإنتاج العام الماضي، وكان 73.57 مليار قدم مكعب. وقال:
"ما زال المشاركون في السوق قلقون حيال زيادة عجز المستودع، وغير مقتنعين بأن الإنتاج المتزايد ربما يستطيع تعويض العجز، ويكون كافيًا لتلبية الطلب على الغاز الطبيعي عند انخفاض درجات الحرارة أثناء فصل الشتاء."
وتشير عمليات المضاربة، واتخاذ المراكز على العقود الآجلة لبورصة نيويورك، أن للثيران فرصة للشراء، لزيادة تعقد المعضلة.
"أظهرت القراءة الأخيرة وصول صافي عدد المراكز القصيرة لـ 7,148، ويجب أن يترك ذلك العدد السوق في حالة تشبع شرائي، إذا نظرنا للصورة الأكبر،" كتبت ADM Investor Services في تعليق لها. يدلنا التاريخ الحديث على أنه "لا يجب أن نعتبر الأسواق في حالة تضخم شرائي إلا عند وصول صافي عدد المراكز الطويلة إلى 40,000 عقد فيما فوق."
فيمكن أن يكون لدى الثيران وقت كافي لإنهاء الحفلة.