تبدو الأسواق قلقةً ,هل انتهى هذا التراجع الذي بدأ الأسبوع الفائت أو أن هذا التصحيح بنسبة 2% كان بمثابة حماية لمؤشرات الأسواق العالمية من تراجع قاسي ؟ والحقيقة للإجابة عن هذا السؤال لا بد أن ندقق جيداً بأداء المؤشرات وهل انتهى فعلاً هذا الذعر وأصبح الارتفاع اتجاهاً عاماً ؟ صحيح أن مؤشر داو جونز لم يتراجع بقوة خلال الأسبوع الجاري ,ولكن تقلبات الأسواق العالمية الضعيفة وعدم القدرة على تحقيق اختراق للأعلى تشير بوضوح الى بقاء القلق وبالتالي من المبكر القول أن ارتفاع هذه المؤشرات قد أصبح اتجاهاً عاماً. على الجهة الأخرى , يبدو مؤشر الدولار الأمريكي مستقراً محققاً مكاسب ليومين متتالين , يتداول حالياً عند 95.68 نقطة بعد أن خسر مستويات 95 نقطة خلال الأسبوع الفائت .
مؤشر الفيكس VIX Index الذي يقيس المخاطر يبدو مستقراً عند مستويات 17.40 اليوم , بينما كان قد وصل الى مستويات 27 عندما تراجعت المؤشرات خلال الأسبوع الفائت . صحيح أن المؤشر تراجع ولكن لم يعد الى مستويات 11.60 التي كان عليها في بدايات الشهر الحالي . هذا ليس انذاراً أو تخويفاً ولكنه بالتأكيد يشير الى بقاء المعنويات سلبية حالياً وسط حالة من ضعف التداولات. يقودنا هذا الكلام الى القول بأنه لا ننصح بالانكشاف الكبير على مؤشرات الأسهم حالياً حتى لو تم الشراء من مستويات متدنية خاصةً للمضاربين , التداول بمؤشرات الأسهم يحتاج الى مستويات أعلى من السيولة وهي ليست للمضاربة بل للشراء طويل الأجل.
على مؤشر الساعة الواحدة , يبدو اليورو ضعيفاً , يتداول حالياً عند مستويات 1.1490$ قد لا نكون بعيدين عن مستويات الدعم عند 1.1435$ التي وصلها قبل عشرة أيام. ويبدو أن اليورو يتداول على إيقاع التوتر مع الأمريكيين حيث تبادل الطرفان الاتهامات يوم أمس بتقويض الاتفاق التجاري الذي تم التوصل اليه في شهر تموز الفائت 2018 . اذا لم يتوصل الطرفان الى اتفاق أو تهدئة , سيكون اليورو في مرمى التراجع. لاشي يتغير بسرعة في اقتصاد منطقة اليورو , قد تكون الأرقام الاقتصادية سلبية في بعض الأحيان ولكنها لا تخرج عن الاطار الطبيعي للدورة الاقتصادية. البنك المركزي الأوربي بالمقابل لا يتدخل بالسياسة أو بآلية تحقيق اختراق تجاري ولكنه بالتأكيد يعرف أن تراجع التجارة الدولية بالمطلق لن يكون ايجابياً وقد يؤخر في فرص التعافي ورفع الفائدة في منطقة اليورو التي ماتزال حالياً عند 0% . بخلاف هذه المهاترات السياسية , تبقى الثقة موجودة بالعملة الأوربية المشتركة في المدى المتوسط على الأقل.