التغير بطيء , لكنه حتماً يحدث ..

تم النشر 19/10/2018, 11:40
DX
-
CL
-

قبل أربع سنوات كانت أسعار النفط عند هذه المستويات , أربع سنوات لم تكن ربما كافيةً لتغيير جذري في معطيات أسواق الطاقة التي مازلنا نعتقد أنها تغيرت الى غير رجعة , من ناحية التكنولوجيا والاستهلاك العالمي وتعدد المصادر والطاقات المتجددة ودخول لاعبين جدد . أربع سنوات لم تغير من حقيقة أن الدول الرئيسية المنتجة للنفط (روسيا والسعودية) ماتزال تلعب دوراً مهماً ومحورياً في تغيير أسعار النفط والسيطرة على المعروض النفطي العالمي . عندما تكلم الجميع عن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع ايران , قرأتها الأسواق كنوع من التحدي الكبير للمعروض , وعندما تراجع الاقتصاد الى الركود والفشل السياسي والاقتصادي في فينزويلا , تأثرت أسعار النفط للأعلى وسط توقعات بأن أهم الدول المنتجة للنفط في القارة الأمريكية قد تعاني من انقطاع في امداداتها .

لايمكن باي حال من الأحوال أن نفصل السياسة عن النفط , كانت منذ عقود وستبقى للأعوام القادمة . وعلى الرغم من قناعتنا أن الطاقات المتجددة ستبقى في اتجاه صاعد , وارتفاع النفط قد يكون هشاً , الا أن المضاربات القوية قد تبقى عنواناً رئيسياً في المرحلة الحالية . تراجع نفط خام غرب تكساس من مستوى 76.50$ للبرميل مع بداية الشهر الجاري ليتداول حالياً عند مستويات 68.72$ للبرميل متراجعاً بنسبة 10% خلال اسبوعين وهذه تعتبر نسبة مرتفعة.

فنياً , وعلى المؤشر اليومي , قد لاتكون مستويات 64.70$ بعيدة عن التحقيق , زخم البيع يبقى موجوداً , ومؤشر رسا يشير الى امكانية المزيد من البيع. بنفس الوقت , تبقى مستويات 59.30$ الي وصلها في شباط من العام الحالي 2018 أدنى مستوياته لهذا العام , بالمجمل الاتجاه كان صاعداً ولكن العودة الى مستويات 61.77$ للبرميل التي بدأها هذه العام تبدو قابلة للتحقيق.

الترابط الذي كان قائماً لعقود بين الدولار الأمريكي والنفط يبدو من الماضي حالياً , حيث قوة الدولار الأمريكي أو تراجعه لم تعد تعني الكثير . عندما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي منذ نيسان الماضي لم تتراجع أسعار النفط بل حافظت على مكاسبها ووصلت الى مستويات هي الأعلى في أربع سنوات . اذا قرأنا أرقام المعروض الحالي في الأسواق العالمية , ودخول النفط الأمريكي في معادلة التصدير العالمية اضافةً للكلام عن صياغة جديدة بين ايران وأمريكا , كل هذا ليس جيداً لديمومة مكاسب النفط الحالية .
من ناحية أخرى , بقاء أسعار الطاقة فوق مستويات 70$ للبرميل سيرفع من معدلات التضخم العالمية في بلاد مهمة كاليابان والصين والهند والقارة الأوربية ,هذه الدول التي تعتبر مستوردة بالكامل تقر يباً للطاقة. بالمقابل هكذا سيناريو سيجبر الفيدرالي الأمريكي على المزيد من رفع الفائدة وكذلك المركزي الأوربي وغيرهم, في هكذا بيئة هشة ستكون الفائدة المرتفعة غير ايجابية وقد تقود العديد من الدول للدخول في ركود مجدداً.
Oil

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.