اتسم النمو في الولايات المتحدة بالارتفاع هذا العام، بينما يعاني سوق الأسهم العالمي وأسعار النفط من أسوء عمليات التصفية، مما يقودنا إلى القول بأنه لا يوجد حالة استقرار كافية تسمح للمستثمرين بالشراء، ورفع أسعار النحاس.
انخفضت عقود النحاس الآجلة على بورصة نيويورك هذا العام بنسبة 19%، ونحن على بعد شهرين من انتهاء عام 2018، ووصلت العقود إلى مستويات 6 أسابيع المنخفضة يوم الثلاثاء في جلسة التداول الأخيرة لشهر أكتوبر. ارتفع المعدن الأحمر خلال 3 جلسات من أصل الجلسات العشر الماضية، ويبتعد النحاس بذلك كثيرًا عن الربح بنسبة 31%، والذي حققه في 6 شهور إيجابية العام الماضي.
ولكن النحاس ليس وحده في حالة الهبوط تلك، فالزنك والرصاص، تداولات المملكة المتحدة، يتوليان دفة قيادة الهبوط في مزيج المعادن الأساسية، فالزنكهبط أكثر من 24%، الرصاص أكثر من 22%.
بيد أن النحاس أكثر أهمية من غيره من المعادن. وتعود أهمية النحاس في سوق المعادن إلى استخدامه في كافة البنى التحتية تقريبًا، فيستخدم النحاس في البناء وفي الدوائر الإلكترونية، كما لديه القدرة على التنبؤ بصحة الاقتصاد، مما يجعله السلعة الصناعية الوحيدة التي ترتبط بعلاقة أساسية مع الاقتصاد العالمي، ويشاركه في تلك العلاقة النفط. ويعكس صعود وهبوط النحاس تحسن أو تدهور صحة الوضع الاقتصادي العالمي. فلذلك يطلق عليه: الدكتور نحاس.
انحرافات النمو تضعف دور النحاس كمؤشر اقتصادي
ولكن، انحراف النمو في الولايات المتحدة وفي أوروبا وفي الأسواق الناشئة هذا العام تسبب في فقدان النحاس لمصداقيته كمقياس دقيق للتنبؤ بالنمو الاقتصادي في أرجاء العالم. ومشكلات النحاس الخاصة من العرض والطلب، وأزمات السعر هذا العام تعود إلى عامل وحيد، هو: الصين.
فمنذ تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة في يوليو، هبطت أسعار النحاس كل شهر، وكان الهبوط لأسباب وجيهة: فالصين أكبر مستهلك للمعادن الصناعية، فهي المسؤولة عن شغل أكثر من 50% من الطلب العالمي، المقدر بـ 24 مليون طن، والولايات المتحدة على الجانب الآخر هي أكبر مصدري النحاس.
تعمق الانخفاض السعري للنحاس في أغسطس، مع هبوط العقود الآجلة لبورصة نيويورك، مقدار 6% بعد أن حققت نسبة مئوية مشابهة لهبوط أسعار المشتريات من الجانب الصيني. وفي سبتمبر، ارتفعت أسعار النحاس الأمريكي 5% -في أحد حالات الربح النادرة هذا العام- وجاءت تلك الأرباح على خلفية ارتفاع استيراد الصين من النحاس الخام إلى أعلى المستويات منذ عامين ونصف.
تعريفات جديدة، وتراجعات جديدة
يعتمد النحاس على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، فلم يكن من المفاجئ أن نرى تراجع جديد في سوق النحاس هذا الشهر، بعد إعلان الرئيس ترامب عن فرضه مليارات من الدولارات كتعريفات على كافة البضائع الصينية المتبقية، قبل دخولها الولايات المتحدة، ويفرض تلك التعريفات في حال فشلت المحادثات مع الرئيس الصيني تشي شين بينج في التوصل إلى اتفاق. ينعقد اجتماع ثنائي بين الرئيسين على هامش مؤتمر قمة العشرين في بيونيس إيريس، بين 30 نوفمبر و1 ديسمبر.
فرضت الصين تعريفات مقدارها 250 مليار دولار على البضائع الصينية، وردت الصين على تلك التعريفات بفرض تعريفات على وارادات أمريكية يبلغ سعرها 110 مليار دولار.
In Wednesday’s session, copper for December delivery on the COMEX metals division of the New York Mercantile Exchange settled at $2.654 per lb, down 20 percent from the year’s peak of $3.297 hit on June 7.
وفي جلسة تداول الأربعاء، استقرت العقود الآجلة لشهر ديسمبر على بورصة نيويورك للمعادن عند سعر 2.654 دولار للرطل، بانخفاض 20% عن ذروة العام الماضي المسجلة في 7 يونيو، عند 3.297 دولار.
والقراءة التقنية على Investing.com تعطي إشارة "بيع قوي" على عقود ديسمبر للنحاس، مع إشارة مستويات فيبوناتشي إلى ظهور الدعم الأول عند سعر 2.648 دولار، والثاني عند 2.641 دولار، والثالث عند 2.628 دولار.
(NYSE:بنك أوف أمريكا) والتفاؤل بشأن النحاس؛ التصحيح ما زال ممكن
رغم ما يحيط بالنحاس من تشاؤم، إلا أن بنك أوف أمريكا ميرييل لينش ما زال لديه إيجابية بشأن المعدن. فبينما يعترف بما أفضى إليه الصراع الصيني الأمريكي من فصل بين الأسعار والأساسيات، يقول البنك بأن في آخر النشرات الأسبوعية حول المعادن الدولية بإمكانية حدوث تصحيح للأعلى.
فتشير التنبؤات باحتمالية عجز معادن (SE:1211) النحاس، عجز يشابه ما حدث في 2016، ويأتي وول ستريت على ذكر عدد من الأمور الداعية للإيجابية حول النحاس، مثل نمو مستويات الثقة والتي تعيد المعدن إلى إدارة سلسلة الإمداد، كما يأتي على ذكر معوقات الإنتاج في الأرباع القادمة.
ولكن هناك ذكر لإمكانية معادلة كافة تلك الجوانب الإيجابية، فإذا أقدمت الصين على إعادة تصدير النحاس، سيقلل هذا من الطلب على المعدن الأصلي، وإذا ما حدث أي هبوط في تعافي الاستهلاك العالمي.