الجنيه الإسترليني في دائرة عدم اليقين

تم النشر 11/12/2018, 15:44
محدث 09/07/2023, 13:32
GBP/USD
-

شهدت جلسات اليوم الثلاثاء تفاوت بتداول الأسهم في آسيا حيث أثقل المستثمرون المزيد من المناقشات حول التجارة بين واشنطن وبكين.
بينما ظل الجنيه الإسترليني منخفضاً قرب أقل مستوى في أكثر من عام بعد التراجع في أعقاب قيام رئيسة الوزراء البريطانية يوم أمس تيريزا ماي بتأجيل التصويت على إتفاق البريكست هذا كما توقعنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا بالأمس (مصير الجنيه الإسترليني تحت قبة البرلمان!).
الجنيه الإسترليني يهبط نحو أقل مستوياته منذ أبريل 2017 بعد تأجيل التصويت على إتفاق البريكست بالبرلمان البريطاني
مما يهيئ المتداولين لإحتمال خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي بدون صفقة, وهذا يضيف مجموعة من المخاوف التي أفسدت المعنويات وأهمها التوترات التجارية والوضوح على مسار سعر الفائدة من الفدرالي الأمريكي في عام 2019.

أزمة البريكست
أعلنت رئيس الوزراء البريطانية أمس أمام مجلس العموم أنها ستؤجل التصويت وتعود إلى بروكسل سعياً للحصول على ضمانات من قادة الإتحاد الأوروبي لتشير كلماتها أنها لا تتوقع أن يتم تغيير الكثير من المواد, ولن يتم إستدعاؤها عندما تضع الحكومة حزمة الطلاق التي لا تحظى بشعبية للتصويت.
ليأتي الرد مباشرة من بروكسل مع دعوة رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إجتماع القادة بشأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي يوم الخميس لكنه رسم بعض الخطوط الحمراء, وقال في تغريدة على تويتر "لن نعيد التفاوض بشأن الصفقة لكننا مستعدون لمناقشة كيفية تسهيل التصديق.
مما دفع إلى هبوط الجنيه الإسترليني أدنى مستوى منذ أبريل 2017 حيث فسر السوق أن مخاطر عدم التعامل مع البريكست قد زادت.
في غضون ذلك قالت ماي إن الحكومة سوف تصعد الإستعدادات في حال خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية في 29 مارس أي 16 أسبوعاً فقط من الآن. فقد فسرت التهديد بعدم وجود صفقة كأنه السيناريو الأسوأ بالنسبة للأعمال مستخدمة هذا كسلاح لمحاولة جلب المحافظين المتمردين على جانبي مناقشة البريكست.
إذاً يبدو أمام تيريزا ماي العديد من الخيارات في ظل إستحالة الحصول على خطة خروج بريطانيا الحالية من المشرعين السابقين, وستحتاج ماي إلى الحصول على تنازلات جديدة من الإتحاد الأوروبي لإقناع المشرّعين المتشككين أو مواجهة تهديداتهم برفع الثقة عنها والدعوة إلى إنتخابات عامة أو الدفع نحو إجراء إستفتاء ثاني.
الأمر الذي قد يدفع الجنيه الإسترليني إلى الإنخفاض, ولكن من الممكن أن الحكومة ستذهب لإجراء تصويت ثاني بعد أن توافق على بعض التعديلات المرضية بالإتفاق مع الإتحاد الأوروبي في قمة المجلس الأوروبي هذا الأسبوع.
يأتي ذلك بالوقت الذي أصدرت المحكمة العليا في الإتحاد الأوروبي يوم أمس في قرار تاريخي سيغذي الحملة لإفشال الطلاق بأن المملكة المتحدة تستطيع من جانب واحد إلغاء عملية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
حيث يأتي قرار محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورج بأن المملكة المتحدة حرة في إلغاء أحادية الجانب للإخطار بعزمها على الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي وفقاً لحكم لجنة من 25 قاضياً, ولا يمكن إستئناف القرار.

أثر هذا على بنك إنجلترا والوضع الإقتصادي!
إن الخسارة الكبيرة تشعل المخاطر بما في ذلك التصويت على حجب الثقة لرئيسة الوزراء والضغط من أجل إجراء إستفتاء ثاني أو إنتخابات عامة. فالمرجح أن يعني أياً من هذه الأمور أن العملية تستمر إلى العام المقبل, ويجعلها قريبة بشكل غير مريح من إجتماع لجنة السياسة النقدية في فبراير.
فأن ترك عدم اليقين المستمر حول شروط خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي يجعل بنك إنجلترا في وضع الإنتظار والترقب. حيث يعمل التباطؤ في النمو على تعزيز حالة التمسك بالدورة الحالية.
توقعات وكالة بلومبرج تشير إلى أن النمو بالربع الرابع بالمملكة المتحدة قد يستقر عند مقدار 0.4%
كانت مكاسب الإنتاج في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر في الناتج المحلي الإجمالي مدفوعة إلى حد كبير من صناعة الخدمات وصناعات البناء والإنتاج بشكل إيجابي في أرقام العناوين الرئيسية. على الرغم من أن البيانات الخاصة بشهر أكتوبر وحدها توحي بأن هناك ضعفاً ملحوظ في الزخم في قطاع الإنتاج على وجه الخصوص مما يثير القلق أن ذلك كان مدفوعاً بضعف التصنيع.
على الرغم من ذلك فأن التوقعات تشير ﺑﺄن الإﻗﺗﺻﺎد ﺳوف ﯾﺗوﺳﻊ ﺑﻧﺳﺑﺔ 0.4٪ ﻓﻲ اﻟرﺑﻊ اﻟراﺑﻊ وأن اﻟﻣﺧﺎطر ﺗﻣﯾل إﻟﯽ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻟﺑﻲ.
مع هذا يعمل التباطؤ في النمو على تعزيز حالة التمسك بالدورة الحالية ويعتقد بعض الإقتصاديين أن يكون هناك فرصة الخروج السلس أو النظامي لإجراءات البريكست, وإذا حدث هذا الإفتراض فمن المحتمل ألا تضيع لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا أي وقت لرفع أسعار الفائدة العام المقبل وربما يكون في مايو.

من جهة أخرى, أظهرت أرقام سوق العمل في المملكة المتحدة اليوم الثلاثاء صورة للإقتصاد بأنه يعمل بالقرب من القدرة الكاملة. حيث تسارع نمو الأجور الأساسي إلى أعلى مستوى له في 10 سنوات بين شهري أغسطس وأكتوبر, وكانت البطالة أقل من أدنى معدلاتها منذ عام 1975.
نمو الأجور يرتفع عند أفضل مستوى منذ 10 سنوات والبطالة هي الأدنى منذ أكثر من 40 عاماً
كان متوسط ​​الأرباح بإستثناء العلاوات أعلى من التوقعات عند 3.0% ليأتي بنسبة 3.3% في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر مقارنة بالعام السابق, وهذا هو الأسرع منذ نهاية عام 2008. مع ذلك, يتوقع الإقتصاديون تسارعاً آخر حيث يجبر نقص العمالة أرباب العمل على رفع معدلات الأجور لتعيين الموظفين والإحتفاظ بهم.
وقد قلل المستثمرون بشدة من مراهناتهم على زيادة معدل الفائدة من بنك إنجلترا في العام المقبل وسط الفوضى السياسية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, وتأتي الآن فرصة لرفع أسعار الفائدة بنهاية عام 2019 عند أقل من 60٪. لكن نتوقع أنه يمكن لصانعي السياسة ببنك إنجلترا التحرك في وقت مبكر بشهر مايو إذا تم التوصل إلى تسوية تفاوضية مع الإتحاد الأوروبي.

النظرة الفنية
مع الأحداث الأخيرة وضعت الجنيه الإسترليني في دائرة عدم اليقين, وجعلت توقعات التحرك ضمن نطاق 6% للصعود والهبوط على المدى المتوسط مع تزايد المخاوف بشأن أزمة إتفاق البريكست. حيث تراجع الجنيه الإسترليني بجلسات الأمس ليحافظ بذلك على أسوأ يوم في الشهر الجاري.
يتداول حالياً ضمن قناة هابطة بينما عزز من مكاسبه اليوم بشكل طفيف بعد البيانات الإيجابية الواردة من سوق العمل, ولكن يواجه الزوج مستوى مقاومة أولية عند 1.2660. حيث مع بقاء زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار ما دون هذا المستوى قد يضع الزوج تحت الضغط لإستهداف مستوى الدعم 1.2501 قاع 13 و 14 أبريل 2017.
وبإختراقه هذا المستوى قد يستهدف مستوى الدعم عند 1.2450 قاع القناة الهابطة, وإختراق هذه القناة يدفع بالأسعار لإستهداف مستوى 1.2350 قاع أبريل 2017.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار يتداول ما ضمن قناة هابطة مؤشر زمني (يومي)
بينما إذا ما نجح الزوج بإغلاق يومي أعلى مستوى المقاومة 1.2660 سيدفع بالأسعار للصعود لمستوى المقاومة عند الثانية 1.2705, وإذا ما نحح بإختراقها قد يستهدف متوسط متحرك 21 يوم عند 1.2783 ثم 1.2855.

تويتر:
Abdelhamid_TnT@

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.