الأسهم أمام تحدي صعب مع تحركات الفيدرالي

تم النشر 18/12/2018, 14:47
US500
-

تبدأ اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إجتماعاً يستمر يومين في واشنطن اليوم الثلاثاء, ويشير التداول في العقود الآجلة لأسعار الفائدة إلى إحتمال أكثر من نسبة 70٪ من الزيادة الرابعة لمعدل الفائدة هذا العام.
كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بتقريرنا السابق ما هو المرتقب في هذا الإجتماع وأثره على الدولار (الدولار والبنك الفيدرالي الحدث الأهم بنهاية 2018), وسوف يدقق المستثمرون في بيان الإحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء بالإضافة إلى مؤتمر جيروم باول للحصول على أدلة حول نواياه لعام 2019.
حيث سجلت المؤشرات الأمريكية إرتفاعات تاريخية خلال العام الجاري مع صعود الأرباح, وتحركات الرئيس الأمريكي لتعزيز النمو من خلال سياسات حمائية ضد بعض الشركاء التجاريين مما عزز بعض التفاؤل عن المستثمرين.
لكن تحركات البنك الفيدرالي من خلال السياسة التشديدة وتوقعات النمو المتدهور في الولايات المتحدة في عام 2019 تشكل تحدي رئيسي لأضخم سوق صاعد في الولايات المتحدة. حيث فقدت المؤشرات المستوى القياسي الذي سجلته في سبتمبر مع رفع الفائدة للمرة الثالثة لتستمر بفقدان جميع مكاسبها خلال عام 2018 مع قرب التحرك الرابع للبنك الفيدرالي لرفع الفائدة غداً.
من النادر أن تفقد مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسبها مع رفع الفائدة من قبل البنك الإحتياطي الفيدرالي
على خلفية تحرك الفيدرالي نادراً ما كان ضعف الأسهم يتأثر بتشديد السياسة النقدية منذ عام 1980, ولكن إنخفض مؤشر ستاندارد آند بورز 500 خلال المراحل الثلاثة الأخيرة لرفع الفائدة مقارنة بالتي صاحبت التأثر مرتين فقط من زيادات أسعار الفائدة منذ عام 1980.
إنخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستوى إغلاق لها في 14 شهراً. حيث أثقل المستثمرون تأثير تحركات الفيدرالي على النمو في إقتصاد متوتر بالفعل بسبب الحرب التجارية والتوترات الجيوسياسية وإغلاق محتمل للحكومة. ليتراجع كلاً من مؤشر الداو جونز ومؤشر ستاندرد آند بورز ومؤشر ناسداك أكثر من 6% بجلسات ديسمبر حتى تداولات اليوم وقبيل قرار الفيدرالي غداً, وبذلك حقق مؤشر ستاندرد آند بورز أسوأ أداء لشهر ديسمبر منذ 90 عاماً.
مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يشهد أسوأ أداء لشهر ديسمبر منذ عام 1931
تلك التراجعات ما زالت تزيد الشك بالنسبة لأدارة الرئيس الأمريكي ترامب لنجاح توجهاتهم الإقتصادية, وإزدادت إنتقادات ترامب حول السياسة النقدية على مدى أشهر إتهم ترامب البنك الفيدرالي بتقويض نمو الإقتصاد من خلال رفع أسعار الفائدة.
لينتقد يوم أمس الإثنين من جديد الرئيس دونالد ترامب البنك الفيدرالي قبيل إجتماع السياسة, ووضع حججاً ضد الرفع لتحقيق إقتصاد قوي في الولايات المتحدة.
وفي تغريدة على تويتر قال "إنه أمر لا يصدق أنه مع وجود الدولار القوي وعدم وجود تضخم فعلي, والعالم الخارجي ينفجر من حولنا, وتحترق باريس وتهبط الصين, فإن الإحتياطي الفيدرالي يفكر في رفع سعر الفائدة مرة أخرى". . "خذ النصر!"
الرئيس الأمريكي يوجه إنتقاداته لأعضاء الفدرالي بما يخص السياسة التشديدية قبل يوم من إجتماعهم الإخير في 2018

علاقة العوائد بالأسهم!
في الفترة المقبلة يجب أن نراقب العوائد لسندات الخزانة لأجل عامين حيث يبدو أن الأسهم ترى مستوى 2٪ لعوائد سندات الخزانة لأجل عامين معدل محايد, ولكن المزيد من الإنخفاض في العوائد يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً لتحقيق إستقرار ومضاعفات نسبة السعر إلى الأرباح.
لقد قام السوق بتسعير كامل للعوائد لأجل عامين أعلى من 3٪ خلال الأشهر الـ 12 المقبلة, ويعتبر عوائد السندات لأجل عامين هو المدخل الأساسي لنموذج تقييم ستاندرد آند بورز 500.
فمنذ عام 2001 معدلات الفائدة القصيرة التي تقل عن 2٪ تستوعبها الأسهم, ولكن نسبة السعر إلى الأرباح تتقلص مع عائد فوق تلك النسبة. فعندما تخطت العوائد لأجل عامين 2٪ هذا العام بدأ مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ينخفض ​​بشكل حاد.
نسبة السعر إلى الأرباح لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 يظهر التأثر بسلبية مع إرتفاع عوائد السندات لأجل عامين فوق نسبة 2% منذ عام 2001
فقد إنخفضت عوائد السندات لأجل سنتين قليلاً من ذروتها في شهر أكتوبر, ولكن ليس كافياً للإستقرار الربحية للمؤشر, وقد يؤدي الإرتفاع الحذر من الإحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع إلى المزيد من الضغط على العوائد مما قد يساعد على الإستقرار في سوق الأسهم المتعددة.

بشكل عام:
التوقعات العالمية للنمو للعام المقبل يتم تقليصها مع وجود حرب تجارية بين أكبر الإقتصادات والذي قد يضيف المزيد من التقلبات بالأسواق كما في 2018. في هذه الأثناء لا يزال الغموض السياسي يحير المستثمرين فهناك المزيد من التغييرات في المسؤولين داخل إدارة ترامب, والإرتباك لا يزال على علاقة بريطانيا المستقبلية مع الإتحاد الأوروبي بإجراءات البريكسيت.
في حين أن المكاسب في الوظائف والأجور قد أخطأت التوقعات لشهر نوفمبر فإنها لا تزال متفقة مع النمو القوي, ومع نهاية ديسمبر يفتتحون الأمريكيين محافظهم لموسم الأعياد مما قد يأكد مبيعات التجزئة القوية. في الوقت نفسه, تراجعت العديد من معايير ثقة المستهلك والشركات في الأسابيع الأخيرة لا سيما مقياس التوقعات الإقتصادية, وكان إنتاج المصانع أضعف من المتوقع في الشهر الماضي.
كما صححت تقييمات الأسهم الأمريكية إلى مستويات معقولة من الناحية التاريخية في مواجهة تشديد السياسة النقدية, وإرتفاع مخاطر السياسة وإنخفاض توقعات نمو الأرباح مما قد تحتاج إلى إنعكاس إيجابي أو على الأقل بعض هذه العوامل لتحقيق الإستقرار لأسواق الأسهم.

تويتر:
Abdelhamid_TnT@

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.