تعرض سوق النفط لضغوط متجددة وقطعت منظمة أوبك وشركاؤها شوطاً من المفاوضات في بداية ديسمبر لخفض الإنتاج في محاولة لإقناع السوق بأن إنتاجها سيثبت أسعار النفط, ولكن كان المنتجون الأمريكيون لا يساعدون.
حيث هناك دائماً علامة إستفهام حول مدى إلتزام أو عدم وفاء دول أوبك وروسيا بوعودها, ومن الممكن أن يستغرق الأمر ستة أسابيع قبل أن تقوم دول أوبك بتنفيذ تغييرات في الإمدادات. في ظل مواجه السعودية أكبر منتج بالمنظمة ضغوطاً سياسية إضافية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإبقاء الصنابير مفتوحة.
بهذا تسير أسعار النفط على المسار الصحيح لرغبة الإدراة الأمريكية نحو الإنخفاض للشهرالثالث على التوالي على الرغم من جهود أوبك وروسيا والمصدرين الرئيسيين الآخرين لوقف التراجع, وفي هذه الأثناء خاصة بالنسبة لسوق النفط لا توجد علامات واضحة حتى الآن على تشديد السوق أو أي تحرك مقبل من أوبك وشركائها.
وهبط النفط الخام بأكثر من 2.9% بجلسات الأمس نحو أقل مستوى 46.10 دولار للبرميل , وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2017 مسجلاً بذلك تراجع أسبوعي بأكثر من 9%. فمنذ بداية العام نجحت أسعار النفط الخام بالإرتفاع نحو أعلى مستوياتها منذ 5 أعوام, ولكن بالربع الثالث عادت لتفقد جميع مكاسبها خلال هذا العام مسجلة حالياً تراجعات بأكثر من 20% لعام 2018.
من جهة أخرى, فان جزء كبير من الحركة يرجع إلى عمليات بيع أوسع للسوق بسبب دلائل على وفرة الإمدادات الأمريكية, وتكثفت زيادة الإنتاج من منتجي النفط الصخري كما توقعت وزارة الطاقة الأمريكية.
وأشارت التقارير الأخيرة عن زيادة المخزونات الأمريكية في سوق النفط الخام الذي أدى إلى القلق من إحتمال حدوث وفرة, وأعلنت شركة جينسكيب قفزة في المخزونات في أكبر مركز تخزين أميركي في كاشينغ بولاية أوكلاهوما.
من جهة أخرى, تترقب الأسواق اليوم بيانات مخزون النفط الخام الأمريكي الصادرة من وكالة الطاقة, وتشير التقديرات أن يكون هناك تراجع بمقدار 2.7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 14 ديسمبر.
كما أضافت عمليات البيع المكثفة للأسهم الأمريكية التي تراجعت منذ بداية الأسبوع الضغط على النفط الخام. حيث توقع المستثمرون رفع سعر الفائدة من الإحتياطي الفيدرالي الذي يعزز المخاوف للإدارة الأمريكية بأن هذا التحرك قد يبطئ الإقتصاد, وهذا وضحناه في مقالتنا السابقة (الأسهم أمام تحدي صعب مع تحركات الفيدرالي).
النظرة الفنية
شهدت أسعار النفط الخام تراجع حاد من أعلى مستوياتها في 5 أعوام, وبذلك التراجع منذ أكتوبر أدى إلى تقاطع الموت لمتوسط 50 يوم مع متوسط 200 يوم أيضاً نجح متوسط 100 يوم بإختراقه. هذا يضع أسعار النفط الخام تحت حركة تصحيح سريعة للصعود المتتالي الذي شهده من أقل مستوى في فبراير 2016.
حالياً يتداول النفط الخام بالقرب من مستوى الدعم عند 45.47 تصحيح مستويات 61.8% فوبوناتشي من أقل مستوى في فبراير 2016 حتى أعلى مستوى حققه في أكتوبر 2018, وهذا المستوى إذا ما أنهى عام 2018 تداولاته ما دونها قد يضع المزيد من الضغط على الأسعار ليواجه مستوى الدعم الثاني عند 43.65 قاع يوليو 2017 ثم 42.05 قاع يونيو 2017.
بينما إذا نجحت الأسعار بإنهاء العام الجاري أعلى مستوى 45.50 قد تشهد بعض الإرتفاعات لتواجه مقاومة أولية عند 51.47 نسبة 50.0% فوبوناتشي, وإذا نجح بإغلاق أسبوعي أعلها قد يستمر نحو مستوى المقاومة الثانة عند 54.55 قمة ديسمبر الجاري ثم المقاومة الثالثة عند 57.48 نسبة 38.2% فوبوناتشي.
تويتر:
Abdelhamid_TnT@