صانع أخبار السلع لـ 2018: تغريدات ترامب التي غيرت وجه صناعة النفط

تم النشر 24/12/2018, 09:20

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 24/12/2018

سواء أحببته أم كرهته، لا يمكننا إنكار نزوع ترامب الطبيعي نحو صناعة الأخبار والتأثير النهائي. وإذا كان ترامب تمكن من التفوق في مجال صناعة الأخبار في قطاع معين هذا العام، سيكون هذا القطاع بالتأكيد هو: السلع، حيث وقع ازدهار وهبوط في أسعار النفط على سبيل المثال على مدار شهور معدودة بسبب تغريداته، تلك التقلبات التي كانت تحدث على مدار عدة أجيال.

توقع العالم أن يلجأ ترامب إلى تويتر لإصدار مرسومات رئاسية، وتنوعت قضايا تغريداته فكانت عن: الهجرة، والتجارة، والتغير المناخي، وحتى عن عمليات الطرد والتعيين في مناصب البيت الأبيض. وعلى صعيد وول ستريت، شاهد المتداولون كيف يستخدم ترامب تويتر يوميًا، واستخدموا تطبيقًا يعرف بـ "Trump Trigger" ويساعد هذا التطبيق على عرض تغريدات ترامب على الشركات المتداولة تداولًا عامًا، والتي يمكن أن تشهد تقلبًا كبيرًا بمجرد ذكر ترامب لاسمها.

بيد أن صناعة الطاقة الممتدة من قلب تكساس إلى وايومينج، ومونتانا، وشمال داكوتا، إذا ذكرنا بعض المناطق، اعتادت العمل بعيدًا عن تأثيرات البيت الأبيض، وبالتالي بعيدًا عن تأثير ترامب. وتعمل تلك الصناعة منفصلة عن ترامب، رغم كون ترامب يعد صناع النفط ضمن أكبر مؤيديه، كما اتسمت سياسته بمحاباة صناعة الطاقة ولهجته الخطابية المؤيدة لنمو الصناعة ظهرت منذ حملته الانتخابية في بداية 2016. وسمح ترامب بمزيد من عمليات الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في كافة المناطق الساحلية للولايات المتحدة تقريبًا، وحدث ذلك في بداية العام الجاري. ومهد ترامب الطريق أمام شركات النفط في بداية هذا الشهر للحفر والتنقيب عن النفط الصخري في منطقة تبلغ مساحتها 9 مليون فدان في غرب الولايات المتحدة. كما انسحب من كافة ما يتعلق بقوانين التغير المناخي، والتي وضعت حدًا لبناء مصانع فحم جديدة.

تغريدات كلفت ترامب خسارة معجبين

ولكن، ما أرسله ترامب من تغريدات هذا العام، دفعت تلك التغريدات أسعار النفط نحو الهبوط، وهذا ما تسبب في خسارته لعدد من المعجبين بسياسته داخل صناعة النفط.

WTI Weekly Chart

بدأت القصة الملحمية لترامب مع النفط في الربيع، عندما ألغى ترامب الاتفاق النووي الذي عقدته إدارة أوباما مع إيران، وهدد بفرض عقوبات على الصادرات الإيرانية من النفط الخام. عندما ارتفعت أسعار النفط نتيجة لمخاوف نابعة من افتقار السوق للإنتاج الإيراني المفروض عقوبات عليه، غرّد ترامب مطالبًا السعودية وغيرها من دول الأوبك بزيادة الإنتاج النفطي.

واستجابت دول الأوبك وروسيا وبعض الدول غير الأعضاء لنداءات ترامب، وفتحت أبواب الإنتاج على مصراعيها، وعندها أصدر ترامب عدد من الاستثناءات لثماني دول، تستطيع تلك الدول بموجب الاستثناءات الممنوحة استيراد النفط الإيراني، مما تسبب في زيادة العرض عمّا يحتاجه السوق في ذلك الوقت. وقبل تلك الاستثناءات، تمكنت أسعار النفط من الصعود صعودًا دراميًا، ومن ثم هبطت أسعار النفط، وتقزمت الأسعار التي ارتفعت بنسبة 30%، بتراجع 40% من جراء عملية التصفية. ولكن عندما أعلنت الأوبك عن تخفيض المعروض من النفط بسبب التراجع الحاد في الأسعار، بدأ ترامب تغريدات يقول إنه يجب عليهم ألا يشرعوا في تطبيق ذلك.

تورطت السعودية في مقتل الصحفي المعارض المقيم في الولايات المتحدة، جمال خاشقجي، وتسلم ترامب بذلك ورقة أكيدة الربح فيما يتعلق بتحكمه بتحركات أسعار النفط، والضغط على المملكة لفعل ما يرغب، نظير تخليصهم من تهمة القتل. لم تتعرض الحكومة السعودية إلى أي عقوبة على القتل، وأعلنت الأوبك والدول غير الأعضاء تخفيض الإنتاج بداية هذا الشهر.

مخاوف الركود تؤذي الأسعار

ظلت أسعار النفط في هبوطها الحر منذ ذلك الحين، ولزيادة الطين بلة، تتعرض الأسواق الآن للضغط بسبب احتمالية حدوث ركود عالمي.

حقق ترامب ما لم يستطع أي من سابقيه تحقيقه، كما يذكر فيل فلين كبير محللي الطاقة في Price Futures Group، والمتابع لصناعة النفط وتفاعلاته مع البيت الأبيض لأكثر من 30 عام. ويقول فلين:

"سمعنا لأعوام التحكم الضعيف للرؤساء في أسعار الطاقة. في السنوات الماضية، ذكر الرئيس أوباما أو بوش "أنا عاجز عن التأثير في أسعار النزين." ولكن ترامب أثبت خطأ ذلك. "تستطيع" هو ما يقوله ترامب، وما أثبته بتغريداته. وزعزع ترامب بتغريداته سلع أخرى مثل: فول الصويا، والمعادن، في إطار حربه مع الصين، فتلك السلع هي ما تستورده الصين من الولايات المتحدة."

فول الصويا والنحاس يتراجعان

دعم فلين ترامب للرئاسة، ولكن ما أثاره ترامب من فوضى في أسعار النفط جعلت فلين يتراجع عن إعجابه بالرجل:

"لست سعيدًا بما صارت إليه أحوال السوق في الشهرين الماضيين. ولا أعتقد أن كثير من مؤيدي ترامب في سوق الطاقة يتملكهم شعور بالسعادة حيال ما يحدث. لو تمكن من قلب الموقف مع الصين، سيكون هذا جيدًا. ولكن إذا أضحى الصراع مع الصين حرب تجارية، بأسعار حادة التقلب، لا أعتقد أن هذا جيدًا لأي شخص."

أعلنت واشنطن وبكين عن هدنة في التعريفات تمتد لـ 90 يوم في وقت مبكر من هذا الشهر، منذ ذلك الإعلان استوردت الصين من الولايات المتحدة شحنتين كبيرتين من فول الصويا الامريكي. ولكن، بالكاد تأثرت أسعار فول الصويا، فما زالت في طريقها المنتهي بخسارة السلعة 8% هذا العام. ويظل النحاس راكدًا هو الآخر، وفي طريقه نحو خسارة 119%.

مصائب للبعض، وفوائد للبعض الآخر

عمل ستيفين جريت في مجال اصطياد المعدات المكسور من آبار النفط أثناء تراجع أسعار النفط الصخري في السنوات القليلة الماضية، وهو خبير في خدمات حقول النفط في تكساس. يقول جرين إنه راغب في العودة للعمل، "ولكن تواجهه صعوبات في الحصول على التمويل اللازم بسبب تغريدات ترامب ضد أسعار النفط، وتسبب تلك التغريدات في صعوبة حصوله على قرض."

وانزاحت الغمامة الحاجبة لنظر ستيف سميث، صانع الصفقات في بيج سبرينج، تكساس، فيقول:

"حصلنا على سعر 77 دولار لقاء البرميل الواحد منذ شهرين. ولم ينبثق النفط بنفسه من الآبار، بل كان علينا القيام بعمليات حفر وتكسير هيدروليكي، وضخ هذا النفط مستخدمين معدات مرتفعة السعر، ودفعنا فواتير عالية للخدمات. لنقل إنك كنت تحصل على 100,000 دولار سنويًا، وفجأة في نطاق شهرين، أنت تحصل على 30,000 دولار، هذا دون حديث عن النفقات. هذا هو الأمر الآن."

لم يغرد ترامب حول النفط منذ اجتماع الأوبك، أي منذ أسبوعين. لم يحتج إلى ذلك، فالأسعار منخفضة 30 دولار للبرميل، عمّا كانت عليه منذ وصولها لارتفاعات العام.

ولكن لا يغضب الجميع من تغريدات ترامب، فطارق زاهر، من صندوق النفط Tyche Capital Advisors يقول:

"تزعج تغريداته الثيران، ولكن بالنسبة للدببة من أمثال، لا داعي للقلق والخروج من المركز الصغير. فترامب يدعمني في رغبة انخفاض أسعار النفط."

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.