صوّت المشرعون البريطانيون بأغلبية ساحقة ضد اتفاق البريكزيت الذي أبرمته ماي، فقد رفضه 432 منهم في حين صوّت 202 فقط لصالحه، وهو هامش هزيمة أوسع بكثير مما كان متوقعاً. كانت الخسارة مدوية لدرجة أنها قادت حزب العمال المعارض إلى تقديم اقتراح بسحب الثقة من الحكومة فوراً. سيُجرى التصويت على سحب الثقة اليوم عند الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش، وإذا سُحبت الثقة من حكومة المملكة المتحدة، فسوف تتوجه البلاد إلى انتخابات مبكرة. والّا سيكون أمام الحكومة حتى يوم الإثنين لتقديم خطة بديلة إلى البرلمان.
أما بالنسبة للجنيه، على الرغم من أنه كان تحت الضغط قبل التصويت، الّأ أنه ارتدّ بشكل مذهل بعد ذلك، حيث ارتفع بما يقارب 2 سنت أمام الدولار ليغلق الجلسة عملياً بالقرب من سعر الافتتاح. يشير بعض الخبراء إلى أن ذلك كان رد فعل “شراء الحقيقة”، ربما مدفوع بالتفاؤل بأن ماي قد تنجو من تصويت حجب الثقة اليوم. قد يكون ذلك صحيحًا، ولكن قد يكون أيضًا أن الأسواق تتفق مع حقيقة أن الأغلبية الوحيدة الموجودة في البرلمان هي ضد الخروج بلا اتفاق، مما يضعف أكبر “المخاطر” على عملة المملكة المتحدة.
اليوم، سوف يأخذ الجنيه الاسترليني إشاراته من كيفية التصويت على حجب الثقة. وبالنظر إلى أن الحزب الاتحادي الديمقراطي قد أعلن بالفعل أنه سيدعم الحكومة، فإن السؤال الأهم الآن هو: هل ستتمكن ماي من حشد كل قواتها خلفها من أجل قيادة أغلبية في مجلس العموم؟ احتمال احتفاظ رئيسة الوزراء بمركزها – والذي يبدو السيناريو الأكثر احتمالاً – يمكن أن يساعد الجنيه على التقدم بعض الشيء، في حين أن عدم اليقين الذي قد تنشأه الانتخابات المبكرة قد يضر بالعملة في البداية.