من الصعب أن تكون التداولات في الأسواق العالمية عبثية , قد ترتفع أحياناً لأسباب غير منطقية ولكننا نعتقد أن المهم هل تملك الزخم للمتابعة بتحقيق المكاسب أو أنها مجرد ارتفاعات عادية مؤقتة . خلال أقل من شهر , ارتفع نفط خام غرب بأكثر من 25% من مستويات 42.40$ للبرميل التي وصلها قبل ثلاثة أسابيع وهي كانت الأدنى في عام ونصف , ليصل اليوم في آسيا الى 54.15$ للبرميل وهي أعلى مستوى في شهرين وأعلى مستوياته في العام الجاري 2019 . قد تكون منظمة أوبك نجحت ولو مؤقتاً في ارسال رسالة مهمة للأسواق بأنها لاعب قوي ’ حيث قررت المنظمة بالتوافق مع روسيا وحلفائها أن يكون مستوى تخفيض الإنتاج ما يقارب 1.2 مليون برميل يومياً في وقت تنتج فيه منظمة أوبك قرابةً 32 مليون برميل يومياً .
لا نعتقد أن السبب الرئيسي لوحده يتعلق بمنظمة أوبك , بل ان ديناميكيات أسواق الطاقة العالمية استفادت من التراجعات القاسية لتراهن مرةً أخرى على رهانين :
أولاً , التدخل الحقيقي والقوي لمنظمة أوبك لدعم الأسعار وهذا كان متوقعاً.
ثانياً , الاستفادة من قبل كبار المضاربين من هكذا تراجعات , وبالمناسبة الكثير من المضاربين هم من الشركات النفطية العملاقة التي دائماً ما تقوم بعمليات تحوط ضخمة . نسبة الارتفاع التي تقدر بقرابة 27% خلال أقل من شهر تعني أن هناك من حقق ملايين الدولارات , أرباح سريعة خلال وقت قصير , بمعنى آخر ليس كل الارتفاع سببه أساسي أو يتعلق بالإنتاج والاستهلاك العالميين.
فنياً , المؤشر اليومي يشير الى زخم , ما يزال الزخم موجوداً للوصول الى مستويات أعلى , مقاومة مهمة عن 61$ / 62$ . أما شهرياً تبدو المكاسب الشهرية قوية حالياً مقارنةً بثلاثة أشهر سابقة متتالية من الخسائر , يتم التركيز على المؤشر الشهري عادةً في الاستثمار متوسط الأجل , يكون المؤشر اليومي ربما أكثر جدوى في هكذا نوع من التداولات .
من الناحية الأساسية , يجب ألا نراهن بقوة كبيرة حيث يكمن التحدي الأكبر من الصين التي تشكل أكبر مستورد للنفط في العالم وثاني أكبر مستهلك بعد أمريكا . اشارت الأرقام الى ان الاقتصاد الصيني حقق نمواً بنسبة 6.4% في الربع الرابع من العام الفائت وهذا كان أقل من التوقعات السابقة عند 6.5% وبالتالي يكون هذا النمو هو الأضعف منذ عام 2009 , كما أن الاقتصاد الصيني ككل حقق نمواً بنسبة 6.6% خلال العام الفائت بشكل عام هو الأدنى منذ عام 1990 حسبما ذكرت وكالة بلومبييرغ.