شهدت الجلسات الأوروبية إرتفاع الجنيه الإسترليني مقابل سلة من العملات الرئيسية ومقابل الدولار الأمريكي بنسبة أكثر من 0.65٪ إلى 1.3041, وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2018. حيث شهدت المملكة المتحدة تغيير جذري بقواعد اللعبة مع تزايد الزخم في البرلمان بإتجاه تأخير خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
ففي الأسبوع الماضي تم رفض صفقة رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" في أكبر هزيمة تعرضت لها الحكومة البريطانية في مجلس العموم في التاريخ الحديث كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة (الجنيه الإسترليني بالمرحلة الثالثة فهل يستطيع احتواء الصدمات المقبلة!).
أيضاً في الأسبوع الذي تلت خسارتها التصويت حاولت ماي وفشلت حتى الآن في الوصول إلى إجماع بين الأحزاب على الطريق إلى الأمام.
كما تعلق رئيسة الوزراء آمالها على إقناع الإتحاد الأوروبي بالتراجع وإجراء تغييرات على شروط مغادرة المملكة المتحدة, ومع إحتمال حدوث أي تغييرات مهمة في الصفقة فإن أعضاء البرلمان البريطاني يأخذون الأمور بأيديهم هذه المرة.
من الجدير بالذكر أن هناك سبعة مشاريع قوانين متعلقة بالبريكست والتي تشق طريقها الآن من خلال البرلمان وفقاً لمكتب رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" والوقت يزداد صعوبة لتمرير كل منهم. لذلك قد تكون هناك حاجة إلى تمديد قصير الأمد للمادة 50 في اللحظة الأخيرة حتى لو حصلت على صفقتها من خلال البرلمان.
وهذا ما حدث لترتفع العملة وسط تقارير بأن حزب العمل يمكن أن يدعم تعديل إيفيت كوبر وهو وزير سابق الذي يهدف إلى تأخير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتفادي عدم وجود صفقة. بالإضافة إلى أن حزب المحافظين المتمرد يمكن أن يفكر في دعم نسخة معدلة من صفقة مايو.
مع ذلك, إخترق الجنيه الإسترليني مستوى 1.30 دولار للمرة الأولى في العام الجديد وسط إستمرار التفاؤل في السوق بأن تحركات البرلمان تقلل من مخاطر حدوث خوج البريكست بدون إتفاق. كما حصلت العملة على بعض الجاذبية في التقرير المسائي بأن من المرجح أن يدعم حزب العمال خطة كوبر بولس لتأجيل خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
بينما إذا رفض البرلمان المصادقة على شروط الخروج فسوف تسير المملكة المتحدة في طريقها للخروج من الإتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق في 29 مارس, وهي النتيجة التي تقول الإدارة البريطانية كارثية.
وإنها قد تكبد الجنيه الإسترليني خسائر تقدر 25٪ من قيمته, وكذلك قد تضر بنسبة 30٪ من أسعار المنازل بالإضافة لمخاطرة بالركود وهو ما يستعد الجانبان لتجنب مثل هذا السيناريو.
النظرة الفنية
منذ أن وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة (بنك إنجلترا والجنيه الإسترليني ضمن دوامة البريكست) نجح الجنيه الإسترليني مقابل الدولار GBP / USD بإستهداف متوسط متحرك 100, وما زال يتداول أعلاها ليستكمل مسيرته نحو قمة القناة الهابطة التي وضحناها عبر الرسم البياني.
قد يكون هناك تحرك نحو متوسط متحرك 200 يوم عند 1.3068, وأعلاها قد يستهدف المقاومة الرئيسية بالقرب من 1.3180 قمة القناة الهابطة. حيث أن المتوسطات قصيرة المدى ترسل إشارة صعودية, ويحتاج الشراء على المدى القصير إلى إغلاق يومي فوق خط المقاومة 1.3000 قمة 17 ينايرللحصول على مراكز جديدة كقوة دفع.
أما إختراق مستوى القناة وإغلاق أسبوعي أعلها يدفع يالزوج لإستهداف مستويات 1.3175 قمة نوفمبر 2018 ثم 1.3265 على التوالي.
بينما إذا فشل الزوج بإختراق القناة الهابطة قد يشهد تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار نحو مستوى الدعم 1.3000 المحدد كمقاومة حالياً, وفي حالة إغلاق يومي ما دونها يستهدف مستوى الدعم عند 1.2830 ثم 1.2770 متوسط متحرك 55 يوم تقريباً.
تويتر:
Abdelhamid_TnT@