قبل عام من الآن كان الجنيه الإسترليني قد وصل الى مستويات 1.4260$ مقابل الدولار الأمريكي , بعد ذلك بعدة أشهر وتحديداً في شهر آب 2018 الماضي , وصل مجدداً الى مستويات 1.2690$ , بينما يتداول حالياً عند مستويات 1.3150$ في أسبوع سيكون تاريخياً للملكة المتحدة وعملتها ومستقبلها السياسي . ويبدو أن كل اللغط السياسي والاقتصادي لم يكن مقنعاً للكثيرين بالرهان على تراجع الباوند الى مستويات أكثر ضعفاً مما حدثت وقت تصويت البريكزت في حزيران 2016 عندما تراجع الباوند الى مستويات 1.20$ مقابل الدولار الأمريكي , أدنى مستوياته في أكثر من ثلاثين عاماً.
لن يكون مقنعاً للكثيرين الرهان على الباوند اذا خرجت بريطانيا دون اتفاقية . سيكون اليوم حاسماً للغاية لمستقبل بريطانيا السياسي ومستقبل عملتها حيث من المقرر أن يبدأ البرلمان البريطاني التصويت على التعديلات المقترحة من حكومة تيريزا ماي التي لم يوافق عليها البرلمان البريطاني خلال التصويت قبل أسبوعين . ستكون التعديلات المقترحة مهمةً للغاية وهناك عدة سيناريوهات :
أولاً , التصويت للخروج بلا اتفاقية بريكزت , وهي تحظى بالكثير من الدعم من قبل العديد من المشرعين.
ثانياً , هناك من يقترح أن يكون البرلمان البريطاني هو من يقود المفاوضات وليس الحكومة وبالتالي تمديد المدة الزمنية للخروج من 29 آذار القادم ( الشهر القادم ) الى العام 2020 .
لن يكون سهلاً على تيريزا ماي اقناع الجميع بجدوى مفاوضاتها مع الأوربيين الذين أوضحوا تماماً أن اتفاقية الخروج المقترحة ليست قابلة لإعادة التفاوض . نعتقد أن الأوربيين قالوا ذلك كنوع من الضغط السياسي على الحكومة البريطانية لأن الأوربيين يدركون تماماً أن الضرر سيكون على الجميع في حال حدوث عدم اتفاق وهذا بالمناسبة احتمال قوي للغاية على الأقل حالياً , كما أن المستقبل السياسي لتيريزا ماي يبدو هشاً للغاية. لا نعتقد أن حزب العمال المعارض سينجح في احداث تغيير مهم في التصويت أو قلب الطاولة على المحافظين ولكن حالة عدم الاستقرار السياسي لن تكون أبداً جيدة حالياً لبريطانيا.
الارتفاع القوي للباوند خلال الشهر الفائت يشير الى أن القلق من عدم الاتفاقية تراجع تدريجياً خلال الفترة الماضية وهذا يعطينا احتمالية قوية أن الأسوء قد انتهى . لن يكون الرهان على الباوند سهلاً حالياً ولكن في حال التصويت على عدم الخروج بلا اتفاقية سيكون ايجابياً للباوند. ضعف الدولار الأمريكي حالياً غير مهم في تداولات الباوند بل السياسة هي من يقود اتجاه الجنيه الإسترليني. اذا لم يحدث تراجع مهم للأرقام الاقتصادية البريطانية سيكون الباوند في وضع جيد للشراء مجدداً.