شهدت عملات الأسواق الناشئة بداية رائعة لهذا العام, وأجبر التباطؤ في الإقتصاد العالمي البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة على وقف السياسة التشديدية مؤقتاً على سرعة رفع معدلات الفائدة.
ليتطلع بعض المستثمرين إلى الأسواق الناشئة لزيادة أرباحهم بعد خطوة الفيدرالي الأمريكي, وتجعل أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة عملات الأسواق الناشئة الأكثر مخاطرة وأكثر جاذبية من حيث السعر.
لقد كان التعافي في عملات الأسواق الناشئة واضحاً فقد تراجع الدولار بنسبة 1.9٪ مقابل البيزو المكسيكي, و 4.2٪ مقابل الراند الجنوب أفريقي و 5.9٪ مقابل الروبل الروسي. بينما لم تكستب الليرة التركية سوى البسيط بنسبة 0.3٪ مقابل الدولار منذ بداية العام, وهذا على الرغم من الدعم من إرتفاع أسعار الفائدة وتحسن ميزان المدفوعات بشكل سريع ومشجع.
بالنسبة للمستثمرين الأجانب على الأقل تتحسن المشاعر اتجاه تركيا, وهذا بعد أن تمكنت وزارة المالية من بيع السندات بالدولار واليورو دون مشاكل في يناير. أيضاً إذا تمكنت الحكومة من إقناع شعبها بعدم تكرار بعض أخطاء العام الماضي فيجب أن يستمر إنتعاش الليرة.
ولحدوث ذلك الإنتعاش يطالب الإقتصاديون الحكومة بإتخاذ إجراءات تشمل التعامل مع ديون العملات الأجنبية للشركات المتعثرة وزيادة رأس مال البنوك إذا لزم الأمر. كما يجب أن تكون الإصلاحات الديمقراطية على جدول الأعمال كما يرى الكثيرون.
وإرتفعت الليرة التركية من أدنى مستوى لها على الاطلاق عند 7.22 مقابل الدولار في أغسطس لتبلغ نحو 5.16, ولكن العملة لا تزال أضعف تقريباً مما كانت عليه في بداية العام الماضي.
أما على صعيد الأسهم إقتربت الأسهم التركية من دخول السوق الصاعد حيث أنها تحقق واحدة من أكبر المكاسب بين أسواق الأسهم الرئيسية على مستوى العالم هذا العام, وإرتفع مؤشر بورصة اسطنبول 100 بنسبة 20% تقريباً من أدنى مستوى في أغسطس عندما أدت المخاوف المرتبطة بتخفيض قيمة الليرة إلى عمليات بيع في أسهم البلاد.
حيث إنخفاض تقلبات العملة يدفع المستثمرون الأجانب من زيادة إستثماراتهم على البنوك والاتصالات.
وشهدت العملات الآسيوية الناشئة إرتفاع بجلسات اليوم مع إرتفاع الأصول الخطرة بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرونة في تمديد الموعد النهائي لرفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية, وإرتفع أيضاً مؤشر الأسهم الآسيوية الناشئة لليوم الثالث.
حيث وضحنا ما يخص تلك المحادثات في مقالتنا السابقة (الدولار يشهد أفضل أداء منذ 2016 ليعوض خسائره منذ بداية العام), وقال ترامب إنه منفتح لتوسيع مهلة التعريفة الجمركية في 1 مارس إذا ما اقترب الجانبان من الاتفاق, مما أدى إلى إرسال إشارة تصالحية وسط محادثات لحل الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
التحديات القائمة!
شهد معدل التضخم ممثل في أسعار المستهلكين إرتفاع عند 20.35٪ في يناير, وعطل ارتفاع أسعار المواد الغذائية إتجاه انخفاض التضخم في الشهرين الماضيين. حيث إرتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 31 ٪ على أساس سنوي من 25.1 ٪ في ديسمبر, وسوء الأحوال الجوية كان السبب وراء التسارع في هذه الفئة.
مما تجعل تلك البيانات فرص أي تغيير في سعر الفائدة في إجتماع البنك المركزي في 6 مارس ضعيفاً للغاية ويظل إبريل أو يونيو هى التواريخ الأكثر ترجيحاً لخفض الفائدة, ويكون الاختبار الحقيقي عندما ينخفض التضخم بشكل ملحوظ على الأرجح في أواخر الربع الثاني.
أيضاً سيتلقى البنك المركزي قراءة تضخمية أخرى قبل ذلك الإجتماع ومن غير المرجح أن يخاطر بزعزعة إستقرار الليرة بمعدل مفاجئ, وأيضاً قبل الانتخابات المحلية المرتقبة في 31 مارس.
ويرى الإقتصاديون أنه لن يبدأ التسهيل حتى الربع الثاني حيث من المتوقع أن ينتهي سعر الفائدة هذا العام بنسبة 20٪, ولقد استعاد البنك المركزي بعض المصداقية لكنه ما زال هشاً حيث يستغرق الأمر عدة أشهر لطمأنة الأسواق.
مع ذلك, إذا كانت توقعات السوق متعارضة مع وجهة النظر الرسمية قد يكون من الصعب على البنك المركزي أن يشير إلى خفض سعر الفائدة دون أن يقوض استقرار الليرة, وهو عامل حاسم للحفاظ على التضخم على المسار الهابط.
إلا أنه من الواضح أنه لا تزال هناك مخاطر في المستقبل مع إعلان الحكومة الأسبوع الماضي أنها تنظر في إمكانية تأميم بنك Isbank أكبر بنك مدرج في البلاد مما يرسل إشارات مثيرة للقلق.
أيضاً من الناحية الجيوسياسية مع الانسحاب المخطط للقوات الأمريكية من شمال سوريا يخلق مجالاً لحوادث مختلفة بشأن الأكراد السوريين الذين يشتبه في مساعدتهم المتمردين الأكراد في تركيا, والذي قد يجدد الخلاف من جديد بين الإدارة الأمريكية والتركية. كما يواجه الحزب الحاكم الانتخابات المحلية في جميع أنحاء البلاد في نهاية مارس.
النظرة الفنية
على صعيد المستويات الفنية للدولار مقابل الليرة التركية فعلى المدى القصير مع حفاظ السعر على تداولاته ما دون 5.2690 يقترب الزوج من إختبار مستوى الدعم الأول عند 5.2330, وإذا نجح بالتداول ما دون هذا المستوى قد يستهدف مستوى الدعم الثاني عند 5.2132 قاع 7 فبراير.
حيث بإختراق مستوى الدعم هذا قد يعزز من قيمة الليرة لإستهداف أقل مستوى في 2019 عند 5.1621 قاع 31 يناير.
بينما أي أرتداد للزوج أعلى مستوى 5.2690 قد يعزز من من السعر لإستهداف مستوى 5.3140 متوسط متحرك 55 يوم, وبتجاوزه يستهدف مستوى المقاومة عند 5.3520 متوسط متحرك 200 يوم.
Abdelhamid_TnT@