المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 8/4/2019
يبدو أن شركة (NASDAQ:تيسلا) محاصرة في دوامة من الأنباء السلبية ولا تستطيع الخروج منها. ولكن، ما جاء مؤخرًا في عناوين الأخبار مدمرًا لأسهم الشركة. فهبطت الأسهم نسبة 11% يوم الخميس، بعد إعلان الشركة عن رقم قياسي الهبوط في تسليم السيارات خلال الربع الأول، مما جعل حتى أعتى الثيران قلقين حيال مستقبل نمو الشركة.
قالت الشركة الأسبوع الماضي إنها سلمت 63,000 مركبة خلال الشهور الثلاثة الأولى من عام 2019، المنتهية في شهر مارس، بانخفاض من رقم 90,966 المسجل في الربع الأول من 2018. ووقع الضرر على الطلب بسبب تخفيض التحفيزات الضريبية التي كانت تضعها الولايات المتحدة على شراء السيارات الكهربية، بينما تعاني الشركة في طريق الانتشار في الأسواق الأوروبية والسوق الصينية. وضع المحللون تقديرات بتسليم الشركة لـ 51,750 سيارة من الطراز 3، ولكن إجمالي العدد الفعلي كان 50,900 سيارة. وتأتي تلك الأنباء السلبية بعد وضع الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، الطراز 3 جوهر خطة النمو الدولي للشركة.
أمّا بالنسبة لتسليم الطرز الأعلى سعرًا والأقدم مثل: إس وإكس، فيرسم لنا صورة قاتمة للطلب في 2019. فهبطت مبيعات الطرازين إلى أكثر من النصف مقارنة بالمبيعات المسجلة في الربع الماضي. أغلق السهم على سعر 274.96 دولار يوم الجمعة، وفقدت الأسهم حوالي 5% من قيمتها خلال الأسبوع الماضي، و18% من قيمتها منذ بداية عام 2019. ويوضح هذا التراجع الحالة العصبية التي أصابت المستثمرين الذي يزدادون قناعة بأن تيسلا تتخذ قرارات غير مدروسة، للرد على التحديات التي تواجهها دون تفكير عميق بما تفعل.
التحركات الأسبوعية لسهم تيسلا
الشكوك وتوقعات النمو
إذا لم تكن تتابع قصة تيسلا عن كثب، فربما يدور بخلدك تساؤل حول ما يمكن أن يفعله ربع واحد من الأداء السيء لشركة صناعة سيارات تقدم منتجًا واعدًا ما زال في مراحل نموه المبكرة. لماذا يأتي من السوق رد فعل قاسي وعنيف؟ والإجابة هي: ما يحدث يؤكد أسوأ مخاوف المستثمرين حول مصداقية توقعات النمو الأخيرة الصادرة من الشركة. فلو كانت افتراضات النمو تلك مبنية على سيناريو مشرق أكثر من اللازم (أي مفصول عن واقعها)، عندها لن يتوفر كثير من الأسباب التي تدفع المستثمرين للتمسك بأسهم الشركة، التي عانت من معوقات عديدة العام الماضي.
وأسوأ ما حدث خلال العام الماضي كان إعلان ماسك عن تحول تيسلا لشركة خاصة، مما دفع الهيئات التنظيمية لرفع دعاوى قضائية ضد الشركة، ونتج عن هذا غرامة قدرها 40 مليون دولار، وكذلك دارت أنباء حول مغادرة ماسك لمنصب رئيس الشركة التنفيذي. تقدمت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بدعوى قضائية ضد شركة تيسلا، على خلفية ما غرّد به ماسك على موقع تويتر في 19 فبراير حول أرقام إنتاج الشركة، والتي زعمت الهيئة أنها مضللة، وتنتهك شروط التسوية السابقة. وفي محاول لجلب النظام للقضية، منحت المحكمة في مانهاتن الطرفين مهلة حتى 18 أبريل للتوصل إلى حل. وإذا عجزا عن ذلك، تقول القاضية إنها ستصدر قرارها حول اتهام ماسك بازدراء الحكم القضائي.
ويمكن أن يجد الثيران تعزية في هذا الوضع المزري. إذ أكد بيان الشركة الصادر للربع الأول على التوقعات السابقة بتسليم 360,000-400,000 مركبة في 2019، بسبب الطلب القوي من الصين وأوروبا. وكان الطراز 3 في الولايات المتحدة هو الأفضل مبيعًا، وبيع 60% أكثر من التوقعات الأولى، وفق بيان تيسلا.
أمّا بالنسبة لنا، فيصعب علينا البقاء في موقف إيجابي بشأن أسهم تيسلا، ويشاركنا كثير من محللي وول ستريت في هذا الرأي. ووفق حوزيف سباك، من RBC Capital Markets، سيكون تأثير الطرازين إكس وإس سلبيًا على أرباح الربع الأول من شركة تيسلا، ويمكن أن يزيلا أكثر من مليار دولار من تقديرات العائد التي تضعها الشركة.
ويكمن الخطر الأعظم في طريقة إدارة الشركة للتدفق النقدي لها في وقت يهبط فيه الطلب على سياراتها، وتحتاج لإدارة الأموال بحكمة لسداد الديون المستحقة. امتلكت تيسلا نقدًا مقدرًا بـ 3.7 مليار دولار، ولكن وجب عليها تسديد سندات قابلة للتحويل بقيمة 920 مليون دولار في فبراير. ويجب على الشركة دفع سند مقداره 566 مليون دولار في نوفمبر، وفق بيانات بلومبرج.
خلاصة القول
ما أصدرت تيسلا من توقعات للطلب على السيارات الكهربية يؤكد شكوكنا حول إمكانية بقاء الشركة محققة لربح في 2019. ولا يمكن استقرار أسهم تيسلا في القريب، بسبب: المستودعات النقدية المحدودة، ومشكلات استراتيجية التسويق للشركة، ومعركتها القضائية مع الهيئات التنظيمية الأمريكية. ويجب على المستثمرين تجنب أخذ أي مراكز على السهم، بوجود الكثير من عدم اليقين الذي يهيمن على مستقبل نمو الشركة.