الأسهم والعملات تضع أسعار "الذهب" تحت الضغط!

تم النشر 02/05/2019, 16:01
محدث 09/07/2023, 13:32

مع تحول المستثمرون تركيزهم إلى السياسة النقدية وأرباح الشركات وتوقعات التجارة العالمية. قد شهدت أغلب الأسهم مستويات قياسية في النصف الأول من عام 2019، وهذا مع تحقيق كلاً من مؤشر داو جونز مكاسب تقدر بنسبة 10.50% تقريباً حتى الآن كذلك مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" نسبة 10.30% تقريباً ومؤشر "ناسداك 100" مكاسب بنسبة 16.8% تقريباً.
أغلب المؤشرات الأمريكية تحلق نحو مستويات قياسية في مايو 2019 وهي الأعلى في عقود
وشهدت جلسات أمس بعض الهبوط في العقود الآجلة في الولايات المتحدة بعد عمليات البيع خلال الليل، وهذا بعد خيبة أمل بعض المستثمرين الذين توقعوا رسالة أكثر تشاؤماً من رئيس الفيدرالي "جيروم باول" وزملائه.
أبقى المجلس الاحتياطي الفيدرالي النطاق المستهدف لمعدل سعر الفائدة ما بين 2.25-2.50% خلال اجتماعه في مايو مع المعلومات الواردة منذ اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مارس، وأن سوق العمل لا يزال قوياً وأن النشاط الاقتصادي ارتفع بمعدل قوي.
كما قلل رئيس الفيدرالي "جيروم باول" من الضعف الأخير في التضخم في الولايات المتحدة بإعتباره "مؤقتاً"، ولم يعط أي إشارة إلى أن المسؤولين يزنون خفض سعر الفائدة على الرغم من ضغوط وول ستريت والبيت الأبيض.
وفي ظل انتقاد الرئيس "دونالد ترامب" الفيدرالي لعدم بذل المزيد من الجهد لدعم الاقتصاد كما وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بعنوان مقالتنا تلك بالأمس (ترامب يصعّد لهجته قبل اجتماع الفيدرالي اليوم، والمستثمرون يترقبون!).
أضاف باول في مؤتمره الصحفي يوم أمس الأربعاء بعد أن ترك المسؤولون معدلهم الرئيسي دون تغيير لا نرى حجة قوية للتحرك في أي من الاتجاهين، وان الاقتصاد مستمر في مسار صحي وتعتقد اللجنة أن الموقف الحالي للسياسة مناسب.
البنك الفيدرالي الأمريكي يبقي معدل سعر الفائدة دون تغيير عند 2.50% في إجتماع مايو
مع ذلك، انخفضت الأسهم الأمريكية وارتفع الدولار مع تخلي المستثمرين عن رهاناتهم بأن الخطوة التالية للمجلس الاحتياطي الفيدرالي ستكون تخفيض سعر الفائدة. بينما قد تكون نقطة التحول تقرير التوظيف المقرر صدوره يوم غداً الجمعة، والذي يوضح السبب في أن صبر الاحتياطي الفيدرالي يعني حقاً الصبر.
يعتبر هذا أمر منطقي لأسعار "الذهب" المتراجعة لأن ارتفاع الأسهم والعملات المستقرة نسبياً لا يترك مجالاً كبيراً لطلب الملاذ الآمن. أيضاً بعد نتائج النمو الإيجابية في الربع الأول بالاقتصادات الكبرى، والتي أدت إلى تراجع مخاوف النمو العالمي بعض الشئ.
كذلك التطورات في الصراع التجاري بين أمريكا والصين حيث وصف وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوشين" الجولة الأخيرة من الاجتماعات بأنها مثمرة، وسوف تستمر المفاوضات في واشنطن هذا الأسبوع حيث يسابق الزمن المسؤولين في الطرفين للتوصل إلى إتفاق خلال هذه المحادثات.
مع العلم، أن البنوك المركزية لم تستطيع دفع أسعار الذهب إلى الأعلى بعد تسجيلهم رقماً قياسياً بمقدار شراء 700 طن من السبائك الذهبية بقيمة حوالي 30 مليار دولار في العام الماضي وفقاً لمجلس الذهب العالمي.
هذا لم يكن كافياً لدفع الاسعار حيث انخفض المعدن الثمين بنسبة 1٪ فقط منذ ديسمبر، وفي حين أن البنوك المركزية قد تحد من بعض جوانب الهبوط في الذهب إلا أنها من غير المرجح أن تغذي الارتفاع. حيث انخفضت الحيازات في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر.
 يقوم المستثمرون ببيع حيازاتهم في الصناديق المتداولة في البورصة وصناديق التحوط تتراكم على الجانب القصير نحو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2018
تجمعت البنوك المركزية حول شراء الذهب في الربع الأول من العام الجاري 2019 مع أكثر من 145 طناً في بداية هي الأفضل للفصل الأول منذ عام 2013.
أضافت البنوك بقيادة روسيا والصين احتياطيات المعدن الثمين أثناء تحركها لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، وقال مجلس الذهب العالمي في تقريره الفصلي أن من بين المشترين الرئيسيين الآخرين كان هناك الهند وكازاخستان وتركيا. بينما أضافت الإكوادور إلى احتياطياتها لأول مرة منذ عام 2014.
مجلس الذهب العالمي يظهر في تقريره الفصلي إرتفاع مخزونات الذهب للبنوك المركزي عند أفضل مستوى للفصل الأول منذ 2013
بشكل عام، يجب أن يحفاظ الإعداد المحايد الواضح للمجلس الاحتياطي الفيدرالي على مسار العملة الصعودي بدون تغيير في السياسة النقدية، وهذا سيزيد من العبئ على أسعار السلع. في حين أن الناتج المحلي الإجمالي الضخم للربع الأول في الولايات المتحدة قد يعني أن الدولار لا يمكنه إلا أن يكون أكثر قوة.
الصعيد الفني لمؤشر "الذهب" مازال يحافظ على مستويات دعم هامة لم يخترقها مما يعزز الآمال للصعود، ويمكنك الإطلاع على النظرة الفنية للذهب من خلال مقالتنا السابقة بمدونة شركة "أوربكس" التي يمكنك رؤيتها من الضغط هنا (الذهب يفقد مكاسبه في 2019! فماذا ينتظره بعد هذا التراجع؟).

Abdelhamid_TnT@

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.