مع تحول المستثمرون تركيزهم إلى السياسة النقدية وأرباح الشركات وتوقعات التجارة العالمية. قد شهدت أغلب الأسهم مستويات قياسية في النصف الأول من عام 2019، وهذا مع تحقيق كلاً من مؤشر داو جونز مكاسب تقدر بنسبة 10.50% تقريباً حتى الآن كذلك مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" نسبة 10.30% تقريباً ومؤشر "ناسداك 100" مكاسب بنسبة 16.8% تقريباً.
وشهدت جلسات أمس بعض الهبوط في العقود الآجلة في الولايات المتحدة بعد عمليات البيع خلال الليل، وهذا بعد خيبة أمل بعض المستثمرين الذين توقعوا رسالة أكثر تشاؤماً من رئيس الفيدرالي "جيروم باول" وزملائه.
أبقى المجلس الاحتياطي الفيدرالي النطاق المستهدف لمعدل سعر الفائدة ما بين 2.25-2.50% خلال اجتماعه في مايو مع المعلومات الواردة منذ اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مارس، وأن سوق العمل لا يزال قوياً وأن النشاط الاقتصادي ارتفع بمعدل قوي.
كما قلل رئيس الفيدرالي "جيروم باول" من الضعف الأخير في التضخم في الولايات المتحدة بإعتباره "مؤقتاً"، ولم يعط أي إشارة إلى أن المسؤولين يزنون خفض سعر الفائدة على الرغم من ضغوط وول ستريت والبيت الأبيض.
وفي ظل انتقاد الرئيس "دونالد ترامب" الفيدرالي لعدم بذل المزيد من الجهد لدعم الاقتصاد كما وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بعنوان مقالتنا تلك بالأمس (ترامب يصعّد لهجته قبل اجتماع الفيدرالي اليوم، والمستثمرون يترقبون!).
أضاف باول في مؤتمره الصحفي يوم أمس الأربعاء بعد أن ترك المسؤولون معدلهم الرئيسي دون تغيير لا نرى حجة قوية للتحرك في أي من الاتجاهين، وان الاقتصاد مستمر في مسار صحي وتعتقد اللجنة أن الموقف الحالي للسياسة مناسب.
مع ذلك، انخفضت الأسهم الأمريكية وارتفع الدولار مع تخلي المستثمرين عن رهاناتهم بأن الخطوة التالية للمجلس الاحتياطي الفيدرالي ستكون تخفيض سعر الفائدة. بينما قد تكون نقطة التحول تقرير التوظيف المقرر صدوره يوم غداً الجمعة، والذي يوضح السبب في أن صبر الاحتياطي الفيدرالي يعني حقاً الصبر.
يعتبر هذا أمر منطقي لأسعار "الذهب" المتراجعة لأن ارتفاع الأسهم والعملات المستقرة نسبياً لا يترك مجالاً كبيراً لطلب الملاذ الآمن. أيضاً بعد نتائج النمو الإيجابية في الربع الأول بالاقتصادات الكبرى، والتي أدت إلى تراجع مخاوف النمو العالمي بعض الشئ.
كذلك التطورات في الصراع التجاري بين أمريكا والصين حيث وصف وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوشين" الجولة الأخيرة من الاجتماعات بأنها مثمرة، وسوف تستمر المفاوضات في واشنطن هذا الأسبوع حيث يسابق الزمن المسؤولين في الطرفين للتوصل إلى إتفاق خلال هذه المحادثات.
مع العلم، أن البنوك المركزية لم تستطيع دفع أسعار الذهب إلى الأعلى بعد تسجيلهم رقماً قياسياً بمقدار شراء 700 طن من السبائك الذهبية بقيمة حوالي 30 مليار دولار في العام الماضي وفقاً لمجلس الذهب العالمي.
هذا لم يكن كافياً لدفع الاسعار حيث انخفض المعدن الثمين بنسبة 1٪ فقط منذ ديسمبر، وفي حين أن البنوك المركزية قد تحد من بعض جوانب الهبوط في الذهب إلا أنها من غير المرجح أن تغذي الارتفاع. حيث انخفضت الحيازات في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر.
تجمعت البنوك المركزية حول شراء الذهب في الربع الأول من العام الجاري 2019 مع أكثر من 145 طناً في بداية هي الأفضل للفصل الأول منذ عام 2013.
أضافت البنوك بقيادة روسيا والصين احتياطيات المعدن الثمين أثناء تحركها لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، وقال مجلس الذهب العالمي في تقريره الفصلي أن من بين المشترين الرئيسيين الآخرين كان هناك الهند وكازاخستان وتركيا. بينما أضافت الإكوادور إلى احتياطياتها لأول مرة منذ عام 2014.
بشكل عام، يجب أن يحفاظ الإعداد المحايد الواضح للمجلس الاحتياطي الفيدرالي على مسار العملة الصعودي بدون تغيير في السياسة النقدية، وهذا سيزيد من العبئ على أسعار السلع. في حين أن الناتج المحلي الإجمالي الضخم للربع الأول في الولايات المتحدة قد يعني أن الدولار لا يمكنه إلا أن يكون أكثر قوة.
الصعيد الفني لمؤشر "الذهب" مازال يحافظ على مستويات دعم هامة لم يخترقها مما يعزز الآمال للصعود، ويمكنك الإطلاع على النظرة الفنية للذهب من خلال مقالتنا السابقة بمدونة شركة "أوربكس" التي يمكنك رؤيتها من الضغط هنا (الذهب يفقد مكاسبه في 2019! فماذا ينتظره بعد هذا التراجع؟).
Abdelhamid_TnT@