المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 6/6/2019
تقع شركة (NASDAQ:تيسلا) تحت تدقيق شديد التركيز هذه الأيام. ويقول عدد من أبرز محللي وول ستريت إن أسوأ سيناريو محتمل الحدوث الآن لشركة صناعة السيارات الكهربية، والتي كانت منذ مدة قليل أفضل أسهم النقل.
توقع المحلل، آدم جونز، من بنك (NYSE: مورجان ستانلي)، هبوط أسهم الشركة إلى 10 دولار، في اجتماع خاص مع المستثمرين، خرجت تفاصيله إلى منصات الإعلام. فقال: "إن تيسلا كانت قصة نمو." ولكن:
"اليوم، يتجاوز العرض الطلب، وتنفق الشركة كثيرًا من النقد، ولا أحد يهتم بالطراز واي (Y)، فتجمع الشركة رأس المال، دون أن يكون هناك استراتيجية. اليوم، قصة تيسلا ليست قصة نمو. فهي قصة إعادة هيكلة، واضطراب ائتماني."
ويتشارك اثنان من محللي وول ستريت في رؤية تلك السيناريوهات المتشائمة للشركة، ويقولا إن أسهمها ستهبط إلى 36 دولار أو أقل. كما دعا البعض الآخر أسهم الشركة "كود أحمر،" في إشارة لحدة المخاطرة التي تكمن فيها.
تختصر تلك التحليلات الدبيّة كثيرًا مما يحدث في تيسلا الآن، وسعر سهمها. وتتفق تلك الرؤى مع موقفنا السلبي من تيسلا هذا العام. وقف تداول السهم أمس عند 196.59 دولار، عند إغلاق أمس، وخسرت أسهم تيسلا أكثر من 41% من قيمتها هذا العام، لتقل القيمة السوقية للشركة بذلك حوالي 30 مليار دولار، منذ الصيف الماضي.
يوجد تطوران سلبيان حدثا على مدار الشهور الستة الماضية، وكان لهما دور في تحويل وجهة نظر المحللين إلى السلبية. إذن، لنلق نظرة متعمقة على ما يحدث:
1.توقعات طلب طموحة
طالما عكس سعر سعم تيسلا ثقة المستثمرين في الشركة، التي كان لها أن تحدث ثورة في صناعة السيارات الكهربية، بتقديمها للسوق العام سيارات كهربية بأسعار مناسبة، متسلحة في تلك الثورة بتكنولوجيتها الفريدة، وفلسفتها التصنيعية، التي تسمح لها بتحقيق ربح. ولكن تلاشت الثقة في الشركة لهذا العام، بسبب التحديات الداخلية التي تواجه الشركة، تلك التي يبدو ألا نهاية لها، وخطوات إيلون ماسك المخفقة، كما تواجه الشركة تحديات في البيئة السوقية الخارجية لها.
إذ تراجعت مبيعات الطراز 3، الأرخص من تيسلا، تراجعًا حادًا في الربع الأول، مقارنة بشهور العام الماضي الثلاث الأخيرة، على الرغم مما أصابها من دورات تخفيض سعر عديدة. فهبطت تسليمات طرازي إس وإكس، والتي كانت تُباع بسعر لتحقيق ربح، وهبطت تلك بنسبة 50% مقارنة بالربع السابق.
ووفق مذكرة صدرت هذا الأسبوع من محللي Sanford C. Bernstein & Co، ستواجه تيسلا قريبًا منافسة قوية من صانعي السيارات الأوروبيين، الذين لديهم مركز أفضل للمنافسة.
ويبدو أن هيكلة تيسلا لا تسمح بتحقيق أرباح، بسبب النفقات الثابتة المرتفعة، والسوق المحدود لطرزها، فهو محدود كثيرًا عن التوقعات التي رُسمت للشركة، وأُضيف لذلك فقدانها ميزة التفرد فيما يتعلق بتكنولوجيتها، وفق المحللين. على عكس دايملر، صانع العلامات التجارية، مرسيدس بينز، وبي إم دبليو، تلك التي تولد نقدًا وبها استعداد لتوسيع خطوط إنتاج السيارات الكهربية عمّا قريب.
تعني تلك البيئة التكنولوجية المليئة بالتحديات أن تيسلا لن تتمكن من توليد ربح عند بيع سيارات سيدان الكهربية بسعر 35,000 دولار، في حال لم يرتفع الطلب، وافتقرت الشركة لقدرتها على حل مشكلات سلاسل الإمداد التي تواجه. وتزايدت حدة القلق بشأن سيارات تيسلا بسبب تراجع عمليات التسليم مقارنة بالربع الماضي، ويدور القلق هنا حول وصول الشركة للذروة بالنسبة لعدد مشتري سياراتها الأشهر.
لم نشهد ردة الفعل الحادة تلك من السوق؟ بسبب تحقق أسوأ مخاوف المستثمرين بشأن مصداقية تيسلا فيما أصدرت من توقعات أخيرة للنمو. فلو كانت تلك الافتراضات مبنية على سيناريو مفرط التفاؤل، عندها لن يكون للمستثمرين أي سبب يدفعهم للتمسك بأسهم تيسلا، التي عانت عديد من الضربات خلال العام الماضي.
2.أزمات النقد
في قلب أزمة الثقة التي تواجه تيسلا يرقد نضوب المستودعات النقدية للشركة، وبالتالي لا يتوفر للشركة مصادر لدفع ما عليها من التزامات. وتبلغ ديون تيسلا، وغيرها من الالتزامات المالية، 22 مليار دولار، بينما تصل خسائرها المتراكمة إلى 6 مليار دولار.
فيقلق المستثمرون حيال طريقة دفع السيد ماسك لما عليه، إذا لم يرتفع الطلب على الطراز 3، وعجز عن احتواء النفقات. سجلت تيسلا خسائر بلغت 702 مليون دولار. وبعد إدخال التعديلات، نرى أن الخسارة للسهم الواحد بلغت 2.90 دولار.
وأنفقت تيسلا 950 مليون دولار خلال الربع الأول، إضافة إلى إجمالي 5 مليار دولار فيما يتعلق بالاستهلاك النقدي منذ 2017. وفي بداية مايو، تمكنت الشركة من جمع 2.35 مليار دولار كرأس مال لها، إضافة لـ 750 مليون دولار في شكل أسهم عامة، و1.6 مليار دولار في شكل سندات قابلة للتحويل. ووفق مورجان ستانلي، لا تكفي تلك الأموال الشركة إلا لـ 12 شهر.
وليس من المتوقع أن تحقق تيسلا ربحًا في الربع الثاني، عوضًا عن ذلك تتوقع الشركة دخول عائد لها في الفترة الثالثة. ويؤكد هذا على أن أرقام التوقعات التي ضربتها هذا العام، بوصول عدد السيارات المسلمة إلى 400,000، هذا العام، ستكون "أعلى كثيرًا" من الأرقام الحقيقة، بسبب تأخير التسليم خارج الولايات المتحدة.
خلاصة القول
يفقد المستثمرون ثقتهم سريعًا بالشركة، كما يشير التراجع الحاد الأخير في سعر السهم. ويحدث هذا التراجع بسبب انخفاض الطلب على السيارات، وتقلص قدرتها على توليد تدفق نقدي داخلي لإدارة أعمالها. ويقع السهم في منطقة تراجع، بعد خسارة الشركة لأكثر من ثلث قيمتها، ويلزمها عدد من المعجزات لتعكس مسار سيرها.