المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 8/7/2019
يمر عملاق خدمات البث الترفيهي، (NASDAQ:نيتفليكس)، بعام ممل لا يميزه شيء. فلم تفعل أسهمه أي شيء على مدار الـ 12 شهر الماضية لمستثمريها، مما رفع الشكوك حول مرور مُنتِج أكثر البرامج شعبية بدورة النمو الأفضل له.
وقف تداول الأسهم يوم الجمعة عند سعر 380.55 دولار. وأغلق السهم منخفضًا نسبة تفوق 9% على مدار الـ 12 شهر الماضية، بعد وصوله للرقم القياسي 423.19 دولار في يونيو 2018. وحققت عوائد خيالية على مدار العقد الماضي، بعد تحول نشاط عملها من تأجير أفلام الفيديو إلى خدمات البث. فحقق السهم قفزة عملاقة بنسبة 6,000% على مدار السنوات العشر الماضية.
ومن غير المعتاد للشركات التكنولوجية ذات الأسهم المحلقة عاليا خسارة زخمها، والتوقف عن إظهار أي مستوى من النمو، خاصة لو كانت الأسواق احتسبت مستويات النمو تلك. وهذا ما ينتج عنه عادة صب لعنات دبّية على السهم. بالنسبة لنيتفليكس، يبرز الضعف الحالي بقوة أكبر نظرًا لتغير طبيعة المنافسة في بيئة العمل. فإليك ثلاث تهديدات، في جهة نظرنا، ستبقي أسهم نيتفليكس تحت ضغط:
-
المنافسة قادمة
تحتدم المنافسة لنيتفليكس، وبدأت الشركة الشعور بوطأتها. وأكبر تحدي، من وجهة نظرنا، سيأتي من عملاق الترفيه العالمي، والت ديزني، والتي تحصن نفسها للدخول في مواجهة مع المنافسين في سوق بث الفيديو، بعد ما شهدته الشركة من تباطؤ مستمر في نمط أعمال اشتراكات الكابل.
فأعلنت شركة (NYSE:ديزني) في أبريل الماضي منافستها لنيتفليكس بإصدار تطبيق ديزني+ في الولايات المتحدة بتاريخ 12 نوفمبر، وسعر الاشتراك الشهري: 6.99 دولار، نصف السعر الذي تقدم به نيتفلكيس خدماتها. وستعرض ديزني أكبر سلاسل الأفلام من: ستار وورز، ومارفل، إضافة إلى نظام برامج جديد أصلي تنتجه ديزني. ومن المرجح أن تجتذب الشركة ما بين 60 إلى 90 مليون مشترك بنهاية العام المالي 2024.
وقالت ديزني هذا العام إنها ستسحب حوالي 150 مليون دولار للتشغيل، وذلك لمنافسة نيتفليكس. ولن يُعرض فيلم "كابتن مارفل" على شبكة نيتفليكس.
وأعلنت إن بي سي يونيفيرسال الأسبوع الماضي عن خططها لإزالة المسلسل الكوميدي القصير (سيتكوم) "ذا أوفيس" من شبكة نيتفليكس، وستبدأ منصتها الخاصة في 2021. ويشغل "ذا أوفيس" المركز الأول بين أكثر البرامج شعبية على نيتفليكس، وساهم لـ 52 مليار دقيقة من المشاهدات خلال العام الماضي، وفق إن بي سي يونيفيرسال، أحد وحدات شركة (NASDAQ:كومكاست).
وفي ذلك السباق المحموم للمنافسة، قررت آبل وشركة (NASDAQ:أمازون)الدخول أيضًا، ولديهما خطط كبرى تمهد لهما التهام حصة ضخمة من سوق البث. في مارس الماضي، كشفت شركة (NASDAQ:آبل) عن خدمة المحتوى الأصلي لها، تحت اسم آبل تي في+، وهو تطبيق للتلفاز، وقنوات من آبل تستورد محتويات من شبكات مثل: إتش بي أوه، وشو تايم، وستارز.
- معدلات إنفاق مكثفة
تعني تلك المنافسة وجوب اتجاه نيتلفيكس نحو إنفاق المزيد لإنتاج برامج أصلية جديدة، ونيل رضا السوق، لمواكبة السباق المحموم نحو تحقيق نمو في قطاع المشتركين، بعد امتلاء السوق بعروض جديدة، وأدوات جذب.
وأنفقت نيتفليكس العام الماضي أكثر من 12 مليار دولار في بند المشتريات، والرخص، وإنتاج المحتوى. وهذا العام، من الموقع ارتفاع هذا الرقم لـ 15 مليار دولار، لأن الشركة تخصص حصة 2.9 مليار دولار للتسويق. وتلك النفقات متوقع أن تجبر نيتفليكس على تسجيل عائد 20.2 مليار دولار في 2019، وفق ما تظهره تحليلات Refinitiv.
ومنذ منتصف 2014، ونيتفليكس تسجل تدفق نقدي سلبي، مما يزيد الشكوك حول صدق الدببة الذين يتوقعون أن نيتفليكس ليست قريبة بأي حال من التحول للتدفق النقدي الإيجابي، وهذا الواقع سيطارد الثيران عمّا قريب.
ويقول أندرو ليفت: "يمتلك المنافسون الجدد قدرة نقدية عالية، وسيوظفون نفس المنتجين لإنتاج المحتوى ذي الجاذبية. وبسبب هذا، لا تمتلك نيتفليكس درع يحميها كما أمازون، وليست أيضًا محصنة مثل (NASDAQ:جوجل)." ليفت بائع على المكشوف، ونجح في الرهانات ضد أسهم مثل: BHC،وجاءت تلك العبارة في تصريحات له على سي إن بي سي.
-
النمو الراكد
تواجه نيتفليكس تحدي آخر نابع من خدمات البث، وهو: كيف يمكن للشركة تحفيز النمو، بينما ينفذ صبر المستثمرين لرؤية الأرباح؟
رفعت الشركة سعر الاشتراك في أكبر مناطقها هذا العام، وتتوقع الشركة إضافة 5 مليون مشترك جديد فقط في النصف الثاني المنتهي بتاريخ 30 يونيو، وهذا أقل من توقعات وول ستريت، التي تصل لـ 6.09 مليون. وتلقي الشركة اللوم على العروض الأعلى سعرًا.
فعلى الرغم مما تمد به الزيادات السعرية الشركة بتحسن في مستوى الأرباح، تأتي تلك الزيادة السعرية في وقت يستعد فيه منافسون جدد لخوض السوق، ورفع حدة المواجهات. وماذا إذا استمر تباطؤ نمو المشتركين في أمريكا الشمالية، أكبر الأسواق، واستمرت الشركة في رفع معدلات الإنفاق لتغطية تكلفة النجاح؟ عندها سيصعب على المستثمرين تجاهل مثل هذا المزيج، وسيعكس السهم عاجلًا أم آجلًا الواقع.
خلاصة القول
لم يواجه سهم نيتفليكس أي معوقات في رحلة صعوده سابقًا. ولكن، مع زيادة حدة المنافسة، وارتفاع النفقات، والتباطؤ في النمو داخل السوق المحلي، سيصعب على السهم تحقيق الأداء السابق له. ومن المقرر إصدار الأرباح الربعية للشركة في 17 يوليو، وهذا ما سيمنح السوق نظرة داخلية على تلك المخاطر المحتملة.