المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 9/7/2019
ترقب العالم الاكتتابات العامة في 2019، أكثر من ترقبه لأي اكتتابات عامة تمت في أعوام أخرى. فبينما استمر سوق الثيران، يقارن عدد من المحللين ما يحدث حاليا بما حدث في 1999، العام الذي طرحت فيه الشركات التكنولوجية أسهمها للاكتتابات العامة، قبل أن تنفجر فقاعة الدوت كوم.
وبالطبع، تقف الأسواق الأمريكية عند أعلى الأرقام القياسية لها، مما يجعل من المنطقي اهتمام الشركات بجمع الأول من الأسواق العام، للتقدم. بيد أن حالة الهوس تلك لم ترفع من أداء كل اكتتاب عام. حدثت سبع اكتتابات عامة في 2019 لشركات ذات شأن عالي، وتمكن البعض من تحقيق عوائد مثيرة للإعجاب، ولكن العديد تخلف عن ذلك، والبعض منهم ولّد عوائد سلبية.
وباستخدام أدوات تصنيف الأسهم من المدرسة القياسية، حيث يعتبر A+ ممتاز، وF يشير للفشل الذريع، صنفنا 7 من عمليات الاكتتاب العام حتى الآن، وسنسرد قصة كل واحدة منهم، وما هو المتوقع منها.
- Beyond Meat: A+
- الأداء من تسعير الاكتتاب العام: +526%
- الأداء من أول يوم تداول: 240+%
تصنع شركة (NASDAQ:Beyond Meat) اللحوم من بدائل نباتية، وكانت بلا أشك صاحبة أهم وأعلى اكتتاب عام. بدأ التداول في 2 مايو.
ومنذ ذلك الحين حقق السهم نموًا مذهلًا. ودعم هذا الصعود قصة نجاح الشركة القائمة بالفعل. فتمكنت الشركة من تأمين شراكات مع سلاسل المطاعم السريعة مثل السلسلة الخاصة: Carl's Jr،كما تمكنت من إدخال نفسها في الاتجاه العام الجديد الداعي لنبذ اللحوم، فالشركة قادرة على توليد حماسة بين المستثمرين حول تطلعاتها.
فالقصة هنا صعود قوي، مصحوب برواية محكمة، تمكنت من توليد وصفة خاصة لشحن زخم خارق للسهم. يقف تداول سهم Beyond Meat مرتفعًا 100 مرة عما تحققه الأسهم من عوائد سنوية، لذلك فيخضع تقييم الشركة للتوقعات، وليس للأساسيات السليمة للسوق.
- زووم لاتصالات الفيديو: A
- الأداء من الاكتتاب العام: +152%
- الأداء من أول يوم للتداول: +39%
خرجت أسهم الشركة للتداول العام في 8 أبريل، ومنذ ذلك الحين ويستمر صعود (NASDAQ:زووم) سريعًا جدًا، حتى إنها كانت مفاجأة لرئيسها التنفيذي.
توفر الشركة أدوات لاجتماعات الفيديو، وتقييم أسهمها يخضع لعاملين رئيسيين: تضاعف عائدها منذ العام الماضي، والشركة بالفعل تحقق أرباح. تتركز الأنظار في الاكتتابات العامة للشركات التكنولوجية على قدرة الشركة على تحقيق معدل نمو عالي، غير مبالين كثيرًا بالأرباح، فزووم قادرة على تحقيق عوائد وأرباح، ومكافأة مستثمريها بسلاسة.
- Pinteres: التصنيف B
- الأداء من تسعير الاكتتاب العام: +41%
- الأداء منذ أول يوم للتداول: +13%
تقديرنا للأداء قبل تقييم الاكتتاب العام: محايد
رغم تحليق الأسهم عاليًا بعد الاكتتاب العام في 18 أبريل، إلا أن الأسهم عادت أدراجها لتستقر على الأرض فيما بعد؛ (NYSE:Pinterest )شبكة تواصل اجتماعي تسمح بعرض لوحات وصور إبداعية للمستخدمين. وكانت مرحلة الانطلاق المبكرة تلك متوقعة، لأن المستثمرين وضعوا آمالهم على تحول الشركة لتحقيق ربح عمّا قريب، ولكن خرج أول تقارير الأرباح في 16 مايو، ودفع الأسعار نحو تقييم منطقي أكثر، على خلفية شكوك حول موعد وصول الشركة لتحقيق ربح.
ويمكن القول إن بينتريست ارتفعت بناء على التوقعات العالية فقط بشأن الاكتتاب العام لها، وصب هذا في صالح مستثمري التجزئة. ونظل على الحياد بشأن مستقبل الشركة، لأن سعر السهم الحالي يعكس إمكانية توليد نقد من الشركة، بوضعنا في الاعتبار أن الربحية ربما لن تتحقق إلا في 2020.
- ليفي شتراوس: من الفئة C
- الأداء من تسعير الاكتتاب العام: +36%
- الأداء من أول أيام التداول: +4%
كان الاكتتاب العام لشركة (NYSE:ليفي شتراوس)، الأشهر في صناعة ملابس الجينز، في 21 مارس، ويجب أن تحصل الشركة على تقديرين بناء على ما بذله المستثمر للحصول على أسهمها. فمن كان لديه القدرة على الدخول للشركة من سعر الاكتتاب العام عندها سيكون التقييم: A،ولسوء الحظ من لم يستطع التداول منذ ذلك الحين سيكون التقييم: D-.
وبما أنه لم يكن متاح للدخول شراء الأسهم بسعر الاكتتاب العام، توصلنا لوضع متوسط التقييم سي. يتسم نموذج عمل شتراوس بالقوة، كما تحقق الشركة نمو، ولكنها لا تولد عائد قوي. ففي جعبة الشركة حصة ثقيلة من الديون (1.2 مليار دولار، في حين صافي العائد لها عند تتبع 12 شهر، 448 مليون دولار)، وتواجه منافسة قوية من صناعة الملاب الرياضية، ومن ضمن منافسيها: نايكي، وأديداس، وغيرهما.
وتساعد تلك العوامل في خفوت نجم الأداء الصاعد حتى الآن. وبينما تتمتع ليفي بالقوة، لا نرى دافع أساسي قوي يحول مسارها الآن.
- تكنولوجيات سلاك: الفئة C
- الأداء منذ تسعير الاكتتاب العام: +34%
- الأداء منذ أول أيام التداول: -9%
تقديرنا لما قبل الاكتتاب العام: تقييم مبالغ فيه
مثل ليفي شتراوس، يعتمد عائد أسهم (NYSE:سلاك)على إمكانية دخول المستثمر للشركة منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام. بدأ تداول الأسهم في 20 يونيو، وكانت متاحة لـ 3 أسابيع فقط، لذا ليس هناك الكثير لقوله حول الشركة بهذا الصدد. أول تقارير أرباحها كشركة متداولة لن يخرج حتى أكتوبر.
بيد أننا نعلم أن الشركة المزودة بـ أدوات مراسلة المؤسسية، يقف سهما أعلى 30 مرة من الربح المتوقع لها للعام المالي 2020، ونمو العائد هذا متوقع أن يتباطأ من 67% في الربع الأول إلى 52% في الربع الثاني. وبالنظر لتلك المقاييس فحسب، يبدو أن سهم سلاك وحدة استثمار به مخاطرة عالية.
- أوبر للتكنولوجيات: التقييم D
- الأداء منذ سعر الاكتتاب العام: -4%
- الأداء منذ أول أيام التداول: +2%
تقييمنا لما قبل الاكتتاب العام: مغالاة في القيمة
الشركة المتفوقة لخدمات النقل التشاركي، (NYSE:أوبر)، كانت اكتتابها العام مخيبًا للآمال حتى الآن. فكان الترقب للشركة عالي للغاية، لدرجة توقع العديد أن الاكتتابات سيرفع القيمة السوقية للشركة إلى 120 مليار دولار عند تداول الشركة.
ولسوء الحظ، خفضت الشركة التوقعات عدة مرات قبل الاكتتاب العام في 10 مايو، ويقف التداول الآن عند قيمة سوقية مخيبة للآمال، 73 مليار دولار فقط.
وتثور مخاوف حول قدرة الشركة على تحقيق ربح، خاصة مع الصراعات الداخلية بين الشركة والسائقين، تلك التي تحظى بتغطية واسعة، وشغلت نقطة الضوء في أول أيام التداول، وانخفض السهم 20% من القيمة السوقية للاكتتاب العام، قبل أن تتمكن من العودة مجددًا. ليس هناك من سبب يدفعنا لتصديق اختلاف طريقة تعامل المستثمرين مع هذا السهم عن الطريقة الحالية.
- ليفت: F
- الأداء منذ سعر الاكتتاب العام: -17%
- الأداء منذ أول أيام التداول: -32%
تقييمنا لما قبل الاكتتاب العام: مغالاة في التقييم
كانت (NASDAQ:ليفت)هي الاكتتاب العام الضعيف الوحيد لهذا العام، فولد عوائد سلبية لكل المستثمرين الذين شاركوا فيه منذ الاكتتاب في 29 مارس. ولهذا وحده يأخذ الأداء تقييم f،ولكن التقييم سيكون أسوأ الآن، خاصة وأن السوق العام حظا بأفضل أداء له في عقدين خلال النصف الأول من العام.
وكانت شركة النقل التشاركي، ليفت، أول اكتتاب كبير لهذا العام، لذلك غالى الكتبة في سعر السهم عند الطرح للاكتتاب. إلا أن ذلك لم ينطلي على الأسواق، وما زالوا غير مقتنعين. ونستمر في الاعتقاد بأن افتقار الشركة للعوائد وللركاب لا يبرران التقييم الحالي.
الخلاصة
رغم استمرار تفوق الأسهم، نقول إن الدعوى للمقارنة بين البيئة الحالية، وبين بيئة الاكتتاب في 1999 غير سليمة. فالمشاركون في 2019 يتمتعون بردة فعل معقولة للاكتتابات الأخيرة، ولا يخافون من معاقبة جشع من يحدد سعر السهم في الاكتتاب، كما الحال مع ليفت.
ولكن هذا لا يمنع أن أغلب عمليات الاكتتاب العام التي وقعت في النصف الأول مغالى في تقدير قيمتها، بيد أن تلك هي الحالة العامة في الأسواق.