المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 17/7/2019
تثقل التيجان رؤوس مرتديها.
هذا ينطبق على ما حدث للمعدن الثمين البلاديوم، إذ ارتفعت أسعاره بقوة، واندفع مستشارو الاستثمار يزكون شرائه. وبعد ذلك وقع عليهم عبء المتابعة اليومية لتحركات والتواء أقدام المعدن الثمين، والتي كانت تنذر بوجوب الخروج.
ومن بين الذين لم يمجدوا في المعدن الأبيض المستخدم في صناعة محفزات السيارات، كان مايك سييري، مستشار السلع في Seery Futures.
أقر سييري بقوة البلاديوم، بل أنه المعدن الثمين الأقوى من بين المجموعة لفترة من الوقت، منذ 16 يناير على وجه التحديد، عندما وصل السعر لـ 1,373.65 دولار للأونصة على مدار يوم التداول، ليصبح أثمن من الذهب للمرة الأولى منذ 16 عام.
بدا أن السعر الفوري للبلاديوم لا يمكن لشيء الوقوف في طريقه لفترة تعقب تلك التحركات القوية، فوصل إلى أعلى رقم قياسي له في 31 مارس، مسجل عند 1,616.30 دولار للأونصة، وذلك على خلفية ضيق في الإمدادات للمعدن المستخدم في تنقية انبعاثات محركات البنزين.
ثم، على نحو غير متوقع، انهار عالم البلاديوم، إذ شرع قطاع السيارات الصيني في التباطؤ في خضم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وبدأ مكونات الاقتصاد العالمي بأكملها تتلقى ضربات تلك الحرب. هبط السعر الفوري للبلاديوم إلى انخفاض أربع أشهر أسفل 1,300 دولار في مايو.
وأثناء كتابة التقرير، وقف السعر عند 1,518.70 دولار، ما زال أعلى من السعر الفوري للذهب، والذي كان 1,405.90 دولار بنهاية تداولات الثلاثاء.
وتظل القراءة الفنية المقدمة من Investing.com "محايدة" بالنسبة لعقود البلاديوم الفورية، ووضعت المقاومة عند 1,619.01 دولار، والقاع عند 1,440.36 دولار.
هل يعني هذا أن على المستثمرين الخروج؟
كذلك يعتقد سييري، يقول إن لكل الأوقات السعيدة نهاية، وتلك نهاية البلاديوم الآن.
ويضيف:
"زاد التقلب للبلاديوم على مدار الأيام العديدة الأخيرة، واختبر التداول في نطاق 100 دولار خلال أربعة أيام فقط."
"لذلك اتخذ مركزك على الهامش؛ انتظر تكوين شارت أفضل، مثل تكوينات القيعان المستديرة (rounding bottom )،التي ظهرت في يونيو، وكان نظام عملها في صالح السلعة."
وسارع سييري لإضافة وثوقه من "عدم تزكية أي نوع من المراكز الدبيّة."
"ما زالت أعتقد بأن أمامنا أسعار مرتفعة، ولكن بصفتك متداول عليك أن تضع استراتيجية خروج."
"هناك تزكيات ثيرانية عدة في السوق، فيما عدا الذهب، إذ ما زالت أعتقد أن القطاع يبدأ اتجاه مستمر لعدة سنوات ثيراني."
وتتشارك مجموعة CPM نفس الرأس مع سييري، وتتوقع رياح معاكسة في مستقبل البلاديوم.
فرغم التوقعات بارتفاع الأسعار لبقية العام، يرى مدير CPM،روحيت سافانت، أن هناك علامات على بلوغ السوق ذروته، لأن الطلب الصناعي يتعرض لضربة من الاقتصاد الضعيف.
يتوقع المحللون تجاوز إمدادات السلعة لـ 31,000 أونصة هذا العام، بسبب تباطؤ قطاع السيارات العالمي.
ووصل سوق السيارات العام الماضي لرقم طلب قياسي، إذ بلغ الطلب على البلاديوم 8.5 مليون أونصة، بارتفاع من 5.8 مليون أونصة في 2018. وقالت الشركة الاستشارية للمعادن الثمينة، Metals Focus:
ارتفاع الطلب "وما صاحبه من قيود على النمو فيما يتعلق بإنتاج المناجم، تسبب في زيادة الطلب على البلاديوم، متجاوزًا الإمدادات العالمية."
ولا يتوقع كل المحللين ركودًا، فوجهة النظر العامة عبارة عن صورة متشائمة على الاقتصاد الكلي.
ويقول المعلق على المعادن الثمنية في Kitco،نيلس كريستينسن، إن النمو الاقتصادي الأبطأ سيخفض من الطلب على المعادن الثمينة الصناعية مثل البلاديوم والبلاتين، البلاتينهو الآخر مستخدم في تنقية انبعاثات الديزل.
ويعترف بالضغط الواقع على البلاديوم منذ ارتفاعات مارس، ويقول إن هذا لم يكن كافيًا لاقتياد القطيع خارج المعدن.
ويضيف:
"سوق البلاديوم ليس فقاعة. فينتظر المستثمرون ليروا مدى الأسعار، قبل الشروع في البيع."