انخفضت أسعار الذهب وبدأت في فقدان مكاسبها منذ نهاية تعاملات يوم الخميس الماضي، حتى سجلت إغلاقًا أسبوعيًا عند 1520 دولار لأونصة، وكانت في وقت مبكر من جلسة الخميس قد تجاوزت مستوى 1550 دولار لأونصة قليلا. وهو أعلى مستوى للذهب في 6 سنوات ونصف.
ضغط مؤشر الدولار الأمريكي الذي ارتفع إلى أعلى مستوى خلال 27 شهرًا يوم الجمعة، بشكل كبير على المعدن الأصفر. حيث ارتفعت المعنويات للمخاطرة على خلفية إشارات بأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستهدأ على المدى القريب.
ومع ذلك، يخرج المضاربون في الذهب من شهر أغسطس بمكسب شهري يزيد عن 90 دولارًا للأوقية. ليس سيئا من منظور الثيران.
سيلجأ مستثمرو المعادن الثمينة إلى الاهتمام بالتوقعات الاقتصادية الأمريكية في هذا الأسبوع، حيث من المحتمل أن يقدم جيروم باول رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي فكرة واضحة قبل اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي في سبتمبر.
كل الأنظار في هذا الأسبوع صوب تصريحات جيروم باول وأرقام الوظائف
سيلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كلمة يوم الجمعة في جامعة زيورخ في سويسرا على الساعة 12:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. من المحتمل أن يكون هذا هو آخر خطاب يتحدث فيه باول قبل قرار المجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة في 18 سبتمبر.
لقد أوضح خطاب باول في جاكسون هول منذ ما يزيد عن أسبوع أن الاحتياطي الفيدرالي يخطط لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر على أساس الحرب التجارية المتصاعدة والضعف في أماكن أخرى من الاقتصاد العالمي. وسنرى ما إذا كان يحتفظ بنفس التوجه.
تسعر الأسواق حاليًا فرصة بنسبة 95.8% لتخفيض بمقدار 25 نقطة أساس وفرصة بنسبة 4.2% بعدم التخفيض على الإطلاق في اجتماع سبتمبر.
سيأتي خطاب باول يوم الجمعة بعد صدور البيانات الأكثر أهمية من الولايات المتحدة في هذا الأسبوع – تقرير الوظائف في القطاع غير زراعي لشهر أغسطس مصحوبا بمعدلات الأجور والبطالة.
تبحث الأسواق عن زيادة في عدد الوظائف بنحو 168 ألف وظيفة جديدة، وأي أرقام أدنى من التوقعات قد تعطي دفعا للذهب على حساب الدولار الأمريكي.
هل يتجه الاقتصاد الأمريكي إلى الهاوية؟
بصفة عامة، لم تكن البيانات الاقتصادية الأمريكية في الأسبوع الماضي مخيبة للآمال للغاية، مما يدل على أن التوقعات الاقتصادية قد لا تكون قاتمة كما تتوقع الأسواق.
بشكل عام، كانت البيانات مطمئنة بشكل معقول، مما يشير إلى أنه على الرغم من تباطؤ النمو في الأرباع القليلة الماضية، فمن المؤكد أنها مازالت بعيدة قليلا عن المنحدر، حيث كشفت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني أنه على الرغم من أن النمو الإجمالي للناتج المحلي الإجمالي قد تم تنقيحه للأسفل قليلا جدا، إلا أن الاستهلاك قد نما بما يقارب 5% سنويا، وهو ما يعتبر نموا قويا جدا.
كما أن بيانات الإنفاق لشهر يوليو من الولايات المتحدة قد أظهرت أن القوة استمرت حتى الربع الثالث.
يبدو من خلال هذه الأرقام أن المخاوف من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تؤثر على المستهلك الأمريكي.
لكن علينا ألا ننسى أن نمو الاستثمار قد تباطأ بالنظر إلى أن النمو في أرباح الشركات قد تراجعا أيضًا. حتى الآن، يبدو أن المستهلكين لا يهتمون على الإطلاق إلا أن ذلك قد يتغير إذا بدأت الجولة القادمة من التعريفات في ممارسة المزيد من الضغوط الصعودية على أسعار المستهلك.
رغم بعض الانتعاش الذي قد يحققه الدولار تفاعلا مع أرقام اقتصادية قد تظهر أن الاقتصاد مازال ينجح إلى حد ما في مقاومة تداعيات الحرب التجارية، إلا أن الانعكاس في العائد لمدة عامين و 10 سنوات، هو عامل كافي لضمان استقرار الذهب.
وطبعا، إذا بدأت الأرقام الاقتصادية في الولايات المتحدة تظهر التباطؤ فعلا، وإذا أقدم الفدرالي على خفض أسعار الفائدة في 18 سبتمبر فإن الطريق لتحقيق مستويات قياسية جديدة سيكون أسهل على الذهب من أي وقت مضى.
إلى أين تتجه أسعار الذهب؟
كنا أشرنا في تحللينا للذهب طوال شهر أغسطس، أن لدى أسعار المعدن الأصفر هدف عند مستوى 1550 دولار لأونصة، وأن على المضاربين التداول وفقا للترند الصاعد الواضح في الذهب. وشاهدنا بالفعل الذهب عند 1550 دولار لأونصة يوم الخميس 29 أغسطس.
في الوقت الراهن، إذا لم نشاهد أسعار الذهب تنجح في العودة بإغلاق يومي فوق مستوى 1525 دولار لأونصة، فإن احتمال استمرار الهبوط حتى 1492 دولار لأوقية سيبقى قائما.
في حين أن اختراق 1525 دولار لأونصة بثبات يفتح الطريق من جديد نحو 1533 دولار ثم 1550 دولار.
حتى لو هبط الذهب، ما يهمنا هو الثبات بإغلاق يومي فوق مستوى 1492 دولار لأونصة، لأن ذلك يعني حفاظ الذهب على زخم الصعود، وقدرته على تحقيق مستويات قياسية جديدة في وقت قريب حتى 1575 دولار لأونصة. موقع بيانات.نت
المقال منشور بتاريخ: 1/9/2019
في تمام: 19:05:44