صحيح أن الذهب فقد خلال الأسبوع الفائت مستويات مهمةً فنياً كانت قريبة من 1545$ للأونصة ولكن السؤال المهم، هل يعود مجدداً اليها أم أن طريقه أصبح وعراً للصعود ؟
الإجابة لا تكمن في الحرب التجارية بين العملاقين الصين وأمريكا، ولا تكمن أيضاً في الاتفاق التجاري ان حدث، أو كون الذهب أداةً استثمارية يعتبرها البعض أكثر أماناً. الإجابة تكمن في سبب مهم وهو ما هو سبب شراء الذهب أصلاً؟ والاجابة مهمة جداً للغاية رغم سهولتها، انها مستويات النقد الرخيص والسيولة المرتفعة التي تحمل معها معدلات فائدة متدنية تاريخياً حتى لو ارتفعت في العامين الأخيرين. انها علاقة الدولار الأمريكي بشكل أساسي، وليس شيء آخر . قد يكون الدولار الأمريكي محافظاً على قوته حالياً, وهذا صحيح وكان للحقيقة أفضل من التوقعات السابقة, ولكن ما سيجري لاحقاً يحدد اتجاه الذهب القادم والذي غالباً حسب اعتقادنا سيكون مزيداً من المكاسب التدريجية وليست السريعة.
أولاً, مستويات سيولة نقدية هائلة في الصين بعد تخفيض مستويات الاحتياطي المطلوبة من البنوك , الجمهور الصيني والحكومة الصينية يتحوطان بشراء الذهب لأنها تعلم أن التضخم يرتفع.
ثانياً, سياسة نقدية تدعم بقاء العملة ضعيفة ’ ومستويات فائدة متدنية في منطقة اليورو وغيرها.
ثالثاً, هكذا بيئة فيها تحديات كبيرة, لن تترك مجالاً للفيدرالي الأمريكي الا أن يخفض الفائدة تدريجياً ( ربع نقطة لاحقاً). ولذلك فإننا نرى أن الذهب لن يكون بمسار صاعد مباشر بل بمسار إيجابي تدريجي الى مستويات 1600$ لا حقاً، لن تحدث قبل أشهر عديدة.
عام واحد، حقق الذهب من خلاله قرابة 26% كمكاسب وهي نسبة مرتفعة للغاية مقارنةً بجميع مؤشرات الأسهم العالمية وبقية السلع (الفضة 27% والبلاتينيوم 21%) ولذلك فان حدوث تصحيح فني على الأقل لن يكون مستغرباً دون أن يعني أن الاتجاه الصاعد قد انتهى . لا يجب أن يتحول تداول الذهب الى مضاربة يومية لأنه عندها سيكون عالي المخاطر كما هو حال بقية الأدوات الاستثمارية القابلة للتداول. المخطط البياني الأول يوضح كيف أن تراجع العوائد الأمريكية كان في صالح الذهب، في نفس الوقت, بقاء مؤشر الدولار ألأمريكي مستقراً وقوياً يحدد من قوة الارتفاعات على الذهب ويجعله تدريجيا.
ملاحظة : يتداول مؤشر الدولار الأمريكي عند 98.40 نقطة حالياً , مستويات 100 نقطة قد لا تكون بعيدة لذللك من الأفضل الإبقاء على معدل انكشاف بسيط دون مخاطر عالية في الذهب .
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات والتحليلات اليومية للأسواق العالمية.
