المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 24/9/2019
يجب على متداولي العملات التركيز على اليورو، وحديث البنك المركزي هذا الأسبوع. وصدرت بيانات هذا الأسبوع هي الأهم لمنطقة اليورو، تقارير مؤشرات مديري المشتريات، بينما تعافت العملة سريعًا من الخسائر الأولية التي سجلتها، ولكن الاقتصاد لن يتمكن من العودة بنفس القوة. وتراجع نشاط التصنيع في أوروبا بأسرع وتيرة في سبع سنوات، مع هبوط المؤشر إلى 45.6، من 47. وقادت ألمانيا هذا التباطؤ، حيث هبط مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 41.4، المستوى الأدنى له في عقد. بينما كان هبوط مؤشر مديري المشتريات الفرنسي متواضعًا، بينما تباطأت الخدمات في كل المنطقة. لا شك في مرور ألمانيا بحالة من الركود، وسنشهد هذا واضحًا عند صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، إذ تؤكد تلك الأرقام على تراجع الناتج المحلي للربع الثاني على التوالي. وتخبرنا تقارير اليوم بأن هناك احتمالية قوية لاقتداء منطقة اليورو بألمانيا. وفق رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، أمس، توقع تباطؤًا مؤقتًا أعمق، وأطول من الظنون في بداية الأمر. ويرى حاجة قوية لاستمرار التيسير النقدي، وقال إن البنك المركزي الأوروبي على استعداد لاستخدام كل الأدوات التي بحوزته لتيسير ربما يلزم مستقبلًا.
بيد أن التعافي الذي نال من زوج اليورو/دولار، يعكس آمال السوق في انتاج ألمانيا لما يطالبها العالم به من فترة، وتطبيق تحفيزات نقدية. ولكن، في مذكرة لزميلنا، بوريس سكوسلبيرج: "يظل المسؤولون الألمان على ترددهم فيما يتعلق بزيادة الميزانية، ولكن، كلما تأخروا في التنفيذ، زاد الوضع سوء. فمن الواضح تمامًا أن السياسة النقدية استنفذت طاقتها، والأدوات المالية واجب إدخالها الآن لمساعدة الاقتصاد على التحرك." ويصدر اليوم تقرير IFO، وعلى الأرجح سيكون أضعف، إذ تستمر البيانات الضعيفة في الضغط على صانعي السياسة للتصرف. ولحين الإعلان عن السياسة المالية، سيكون مسار زوج اليورو/دولار نحو المقاومة أقصر، ويتجه الزوج لاختراق 1.09.
لا يوجد على التقويم الاقتصادي هذا الأسبوع سوى عدد من البيانات الأمريكية الثانوية، ولكن هناك الكثير من خطابات مسؤولي البنوك المركزية. من الفيدرالي لدينا: ويليامز، وبولارد، ودالي، وجورج، وكاشكاري، وباركين، وكابلان. لن يمسون جميعًا مسألة السياسة النقدية، ولكن المستثمرون يستمعون إليهم عن كثب، ليعلموا من منهم في صالح تخفيض الفائدة مرة أخرى هذا العام، ومن لا. نعلم بشأن بولارد، فأراد تخفيض الفائدة هذا الشهر 50 نقطة أساس، وجورج لا يدعم مزيد التحفيزات، لأنه صوّت ضد خفض المعدل هذا الشهر. بينما إيفانز، وكاشكاري، وويليامز، جميعهم حمائم، وبالنسبة لدالي، وباركين، فيتخذون جانب الفيدرالي. وحول العالم، لدينا: محافظ بنك اليابان، كورودا، ومحافظ الاحتياطي الاسترالي، لوي، ومحافظ بنك إنجلترا، كارني، يتحدث الجميع، بينما العملات الثلاث معرضة للخطر، بينما يتحدث رؤساء البنوك المركزية عن الحاجة للتيسير.
وارتفع الدولار الأمريكي أمام كل العملات الرئيسية اليوم، فيما عدا الين الياباني، والفرنك السويسري. ويستمر الضغط على معدلات فائدة الولايات المتحدة، في خضم حالة عدم اليقين، التي تصعب مسألة صعود الدولار. ويجب أن يقف تداول الدولار الأمريكي عاليًا بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، لأن غالبية صانعي السياسة يرون ألا حاجة لتخفيض معدل الفائدة مرة أخرى هذا العام. ولم ينبس رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، ببنت شفة حيال تغييرات السياسة في المستقبل. وتتحول رياح التداول بين أسبوع وآخر، بفضل ترامب، ودعواته، وحساب تويتر، إذ يأمل أن يُعاد انتخابه في 2020. كما قال نائب الرئيس إن عصور التراجع الاقتصاد ولّت، ولا شيء من تلك الخطابات يزيد شعورنا بالأمان حيال العلاقات الصينية الأمريكية.