قد تتغير السياسات الاقتصادية والنقدية , كما أن المستويات الحالية للأسواق العالمية لن تستمر كما هي عليه , الشيء المؤكد أنه حتى الارتباطات القديمة بين الأدوات الاستثمارية قد تكون قد انتهت الى غير رجعة. منذ سنوات الأزمة المالية العالمية، حدث تخريب كبير في آليات ترابط هذه الأسواق , لم يعد حتمياً تراجع الدولار الأمريكي مقابل ارتفاع الذهب قاعدةً عامة راسخة, بل أن الذهب قد يرتفع في نفس الوقت مع ارتفاع الدولار الأمريكي .
الأرقام التي بين أيدينا و الأرقام عادةً لا تكذب كما يقال , تشير بوضوح الى أن الذهب حقق مكاسب تقدر بنسبة 18.7% خلال عام من الآن , في الوقت نفسه ارتفع مؤشر داو جونز الأمريكي الى مستويات قياسية بنسبة 21.3% خلا عام من الآن بل ان مؤشر ناسداك حقق مكاسب بنسبة 35.30% خلال نفس الفترة.
ما يهمنا القول أن ارتفاع الذهب لا يعني بالضرورة أن المستثمرين باعوا الأسهم أو بالعكس . قد يكون عاماً استثنائياً لهذه الأرقام ولكم من المؤكد أن الكثير من التوازنات التقليدية انتهت.
تحقيق بسبة تفوق 18% خلال عام من الآن تعتبر نسبة ممتازة , دون الانكشاف الكبير للمخاطر. هذه المكاسب القياسية ليست مرتبطة بحرب تجارية لوحدها كما يتوقع الكثير بل ان التراجع التدريجي لمؤشر الدولار الأمريكي والشراء البطيء المستمر من قبل الصين وغيرها تعتبر عوامل أهم من مجرد تصريحات تجارية. من بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008 , قد يكون هناك عام واحد فقط لم يحقق فيها الذهب مكاسب مع نهاية العام , مؤشر مهم للاستفادة من شراء المعدن الثمين كجزء من المحافظ الاستثمارية.
نعتقد أن السيناريو الحالي ( حتى لو تم توقيع الاتفاق التجاري ) لن يغير من نظرتنا بإمكانية تحقيق الذهب للمزيد من المكاسب في العام القادم والعودة مجدداً الى 1500$ للأونصة ( ليست بعيدة أصلاً ) والوصول مجدداً الى 1540$. سيستفيد المعدن الثمين من التراجع التدريجي للدولار الأمريكي، لا نراهن على أزمة مالية أبداً , بل ان السياسات النقدية المتساهلة بأسعار فائدة متدنية عالمياً ستعمل لصالح هذا الاتجاه حالياً, عندما ارتفع الذهب الى مستويات قياسية قبل سنوات ووصل الى 1900$ للأونصة حصل هذا بسبب النقد الخريص والدولار الضعيف ولم يحدث بسبب المخاطر أو الأزمات.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات و تحديثات الأسواق.