قفزت أسعار النفط بعد أن هاجمت إيران قاعدتين أميركيتين عراقيتين في ردها الأول على مقتل قائدها العسكري "قاسم سليماني" مما أثار مخاوف من أن يؤدي الصراع المتصاعد إلى تعطيل إمدادات النفط العالمية.
حيث ارتفع نفط برنت أكثر من 5% نحو ما يقارب 71.78 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2019 أي منذ الهجوم على مصافي شركة أرامكو السعودية (SE:2222).
أيضاً ارتفع النفط الخام ما يقارب 4.7٪ إلى ما يقارب 65.45 دولار للبرميل، وهذا أعلى مستوى منذ أبريل 2019.
حيث امتد تأثير الإضراب أيضاً إلى أصول أخرى مع إرتفاع الذهب في حين قلصت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية الخسائر بعد انخفاضها في وقت سابق، وهذا كما وضحنا في مقالتنا السابقة "الذهب قد يضاعف المكاسب مع تصاعد التوترات الجيوسياسية!".
قبل ان تتلاشى سريعاً هذه الإرتفاعات بعد تغريدة "ترامب" في حين قال وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" على تويتر أنه انتهى من التدابير المتناسبة في الدفاع عن النفس ولا تسعى إيران إلى التصعيد أو حرب.
حيث هدأت أسعار النفط بعد الضربات الجوية الإيرانية ضد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، وسط تكهنات بأن طهران تختار إنتقاما محدوداً على مقتل أحد كبار قادتها.
مع العلم يحمي المستثمرون أنفسهم من ارتفاع أسعار النفط عبر سوق الخيارات بعد هجمات إيران الانتقامية، وتتيح الخيارات للمتداولين فرصة جعل المراهنات منخفضة التكلفة على الأسعار ترتفع أو تنخفض عن مستويات معينة.
التقلب الضمني هو مقياس رئيسي لمدى كلفة الخيارات قد وصل إلى أعلى مستوى له منذ أوائل ديسمبر.
في الوقت الذي تستمر فيه تدفقات النفط من الشرق الأوسط دون عوائق في الوقت الحالي لا تزال المخاوف مستمرة بشأن مخاطر الصادرات من المنطقة، والتي تمثل ما يقرب من ثلث الإمدادات العالمية.
كما رأينا توقف نصف إنتاج المملكة العربية السعودية لفترة وجيزة بسبب ضربة صاروخية في سبتمبر، ومعظم صادرات النفط الخام من الخليج العربي تمر عبر مضيق هرمز المائي الذي كانت إيران قد هددت في الماضي بإغلاقه.
مع تلك المخاوف شهدت العقود الآجلة للنفط في نيويورك أكثر ساعات إفتتاح التداول إزدحاماً خلال أربعة أشهر تقريباً، وتم حجز أكثر من 55 ألف عملية تداول في العقد الأول الشهري لنفط غرب تكساس الوسيط في الساعة التي تبدأ من الساعة 7 صباحاً في سنغافورة.
يعتبر هذا هو أكبر حجم منذ 16 سبتمبر عندما تم الهجوم على شركة أرامكو النفطية الرئيسية في المملكة العربية السعودية.
وفرة الإمدادات!
تراجعت الأسعار بعد أن أكد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن كل شيء على ما يرام في أعقاب الهجمات، وفي حين تعهد مسؤولين "أوبك" منظمة الدول المصدرة للبترول بالحفاظ على تدفق الإمدادات للعملاء.
كما لم يتم فقدان أي انخفاض في إمدادات النفط بسبب الأحداث الأخيرة، ولهذا السبب تراجع سعر النفط بهذه السرعة مرة أخرى.
صرح الأمين العام لمنظمة أوبك "محمد باركيندو" إنه واثق من أن القادة يبذلون قصارى جهدهم لاستعادة الحياة الطبيعية، وقال وزير الطاقة الإماراتي "سهيل المزروعي" في أبو ظبي لا نتوقع نقصاً في الإمدادات ما لم يكن لدينا تصعيد كارثي وهو ما لا نراه.
مع ذلك, تعتبر استجابة السوق الصامتة نسبياً علامة أخرى على أن الإمدادات العالمية في عصر الوفرة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى ثورة النفط الصخري الأمريكية.
علاوة على ذلك، تمتلك أوبك كميات هائلة من الطاقة الفائضة بعد تخفيض الإمدادات لمعظم السنوات الثلاث الماضية.
بينما يحتفظ مستهلكو النفط الكبار بما في ذلك الولايات المتحدة والصين بملايين البراميل من الاحتياطيات الاستراتيجية التي يمكن نشرها لتعويض أي نقص.
كما من غير المرجح أن يستمر ارتفاع أسعار النفط نتيجة تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على المدى الطويل لأن سوق النفط الخام ما زال مزوداً بشكل جيد على مستوى العالم.
على الصعيد الفني، ما زلنا نتوقع انه قد نرى ارتفاع أسعار نفط برنت نحو مستويات 75 دولاراً للبرميل، وقد يندفع النفط الخام أعلى مستوى 67 دولاراً للبرميل بالربع الأول.
هذا في حالة اشتداد النزاع بالمنطقة مع هجوم على المنشئات النفطية الثابتة والمتحركة في منطقة الشرق الأوسط.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
تويتر:
Abdelhamid_TnT@