المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 22/1/2020
في أي أزمة، من الجيد وجود وقائع بما يكفي لجعل التخطيط ممكنًا. وعليه، توقع جولدمان ساكس هبوط أسعار النفط 3 دولار بعد انتشار فيروس الكورونا في الصين، ووصوله للولايات المتحدة، ويجب النظر في كيف أصدر جولدمان حكمه.
جاءت توقعات محللي جولدمان على خلفية دراسة أجريت على النفط بعد وباء السارس الذي بدأ في آسيا، وصدم العالم في 2003.
ولكن، هل يصلح نموذج وقع قبل 17 عام للتطبيق في الوقت الراهن؟ بلى، لأنه النموذج الوحيد الذي يمكن القياس عليه، يقول جولدمان، وكان له تأثير قوي على النفط.
وقال البنك: "بينما تظل التقديرات في الوقت الراهن مرتفعة وسط حالة عدم اليقين العالية، ولا نستعرض هنا أي من تطوراتها، إلا أننا نركن إلى ما وقع في 2003، وتأثيره على سوق النفط."
التصفية الضخمة محتملة
أضاف جولدمان:
"مثل هذا التأثير على الطلب (في حال لم تستجب الأوبك)، سيفضي إلى هبوط السعر 3 دولار للبرميل، على الرغم من حالة عدم اليقين العالية في بادئ الأمر ربما تسبب تصفية أوسع، كما حدث في 2003."
يثير هذا اهتمامنا، لأنه يعني أن النفط يمكنه الهبوط 6 دولار، كما فعل في ذروة انتشار السارس في 2003، بناء على البيانات التاريخية من Investing.com، قبل إقدام الأوبك على دفع السوق للأعلى.
وكان عام السارس شديد التقلب بالنسبة للنفط، رغم أن الأسعار لم تصعد أعلى 40 دولار للبرميل، أو أقل من 25 دولار للبرميل بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط، وكان في ذلك الحين السعر القياسي العالمي، قبل هيمنة برنت.
وخلال يوم الثلاثاء، ظهر رسم بياني من بلومبرج يعود لعام 2003، عندما عرفت الولايات المتحدة مرض السارس، ورجح الرسم نسبة هبوط تصل لـ 40% لخام غرب تكساس هذا العام.
الخسائر بلغت 17% في شهر
توضح بيانات Investing.com أنه خلال مارس، وأبريل تعرض النفط لأسوأ الضربات في 2003، ليفقد على التوالي 15% و17%. وعلى الرغم من التقلب أنهى النفط العام على ارتفاع 4%، ليغلق عند 32.52 دولار، مقابل 31.20 دولار، بنهاية 2002.
يقول البنك الاستثماري: "بالعودة لوباء السارس، دفع الوباء المحللين في بادئ الأمر للمبالغة في تأثير المرض على الاقتصاد العالمي، مع انخفاض النفط حوالي 20% عند أدنى النقاط."
"وهذا المستوى القوي من الخوف تراجع في نهاية الأمر عندما هدأت وتيرة الإصابات، وبلغت مدة انتشار المرض 5 أشهر، قبل التعافي السريع في النشاط الإقليمي."
وتوقع جولدمان صدمة سلبية تؤثر على طلب النفط بسبب وباء السارس، ليتراجع الطلب 260,000 برميل يوميًا، بما فيهم 170,000 برميل يوميًا تنقص من الطلب على وقود الطائرات.
انكشاف وقود الطائرات
تراجع عدد رحلات الطيران، مع منع الشركات الأمريكية السفر إلى هونغ كونغ، وبالتالي رأى عندها جولدمان ساكس أن وقود الطائرات سيكون من أكبر الخاسرين.
"نتوقع استجابة مشابهة هذه المرة، مع وقود الطائرات الذي بدأت عليه عمليات تصفية يوم الثلاثاء. ويمكن زيادة الضغط على وقود الطائرات في الوقت الحالي بالنظر إلى العوائد المرتفعة لتكرير وقود الطائرات، ويتفوق أدائه مقارنة بأداء المشتقات النفطية في الولايات المتحدة وأوروبا بالنظر إلى تراكم مخزونات النفط المقطر هذا العام."
وتدور المخاوف حول إعاقة السفر، والتجارة، وتباطؤ النمو الاقتصادي من كل أسواق العالم.
تعرضت الأسهم الآسيوية لضربات قوية، والنحاس، والنفط هبطا بقوة، بينما أسرع المتداولون للسندات الأمريكية، والألمانية.
وإلى الآن هناك 9 وفيات، وأكثر من 400 مصاب، معظمهم في هيوبي، وهي عاصمة ووهان، مركز الأزمة.
تباين الآراء
يقول بعض محللين إن الفيروس ليس قاتلًا كما السارس، الذي أجهز على 10% من المصابين.
فيقول الاقتصادي جاريت ليذر لـ سي إن بي سي: "للآن، نبقي على توقعاتنا الاقتصادية ثابتة لهذا العام، ولكن بانتشار الفيروس سيكون هناك مخاطرة هبوط، وبالتالي نحن نراقب الوضع عن كثب.
يختلف باول تودور، مدير صندوق التحوط البارز:
"ننظر إلى تأثير كرة الثلج في هذا الفيروس. وأعتقد أنه خطب جلل. لو نظرت إلى ما حدث في 2003، وتراوح التقديرات بين 0.5% إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي في الصيني، أي نصف في المئة من جنوب شرق آسيا،" قال جونز لـ سي إن بي سي، في منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس.
"سجلت تصفية الأسهم أرقام ثنائية الخانة. وإذا نظرة لسرعة وتيرة تقارير الإصابة، وستحس بالخطورة."