المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 24/1/2020
تعرضت العملات لتصفية بينما انتشر فيروس الكورونا يوم أمس لدول جديدة. وربما تنتهج الصين استراتيجية أعنف في مقاومة الفيروس، كما حذرنا يوم أمس في مذكرة، ففترة راحة الأسواق من تأثيرات الفيروس ستكون قصيرة، ما إن يبدأ عدد الحالات في التزايد ليصل إلى ذروات جديدة. وللفيروس تأثير مباشر على اقتصاد الصين والدول المجاورة، وهذا ما يبعث المخاوف في سوق يعاني من تشبع شرائي، ويصل لأرقام قياسية يوميًا، فإن مرض بمثل تلك الخطورة سيكون له تأثير قوي، حتى وإن كان بعيدًا عن الحدود الأمريكية. يحرك الخوف الأسواق بقوة، وفي كثير من الأحوال ينجم عنه تصحيحات سريعة وعنيفة. وكان الين الياباني أحد المستفيدين من الفيروس، باعتباره من عملات الملاذ الآمن. وخلال يوم أمس شهدنا مؤشر داو جونز يهبط نحو 28,000، وزوج الدولار/ين على وشك كسر 109 ما يسبب خسائر لجميع أزواج الين. وامتدت التصفية لليورو، والاسترليني، والدولار الأسترالي.
وخلال ليلة قبل الأمس، خرج معدل البطالة الاسترالي، متسببًا بوصول الدولار استرالي/دولار أمريكي لارتفاع في وقت سابق. وتمسك بأرباحه خلال جلسة نيويورك، ولكن ما إن بدأت الأسهم بالهبوط، خضع الدولار الأسترالي للضغط البيعي. وهبط معدل البطالة لـ 5.1%، وتمكن الاقتصاد من خلق 29 ألف وظيفة بنهاية العام. وبينما نعتقد بأن حرائق الغابات، وفيروس الكورونا سيكون عائق أمام النمو، إلا أن الاقتصاد الأسترالي ينتظره ارتفاع يفق ما يهدده من انخفاض. وتعافى الدولار النيوزيلندي قبل تقرير التضخم للربع الرابع.
تمتع الدولار الكندي بقوته، وبعد التصفية القوية في آسيا يوم الخميس، وفي أوروبا، لم يمتثل الكندي لما امتثل له اليورو، والاسترالي، خلال الجلسة الأمريكية. ولا نتوقع لهذا الاستمرار بسبب نبرة بنك كندا المائلة للتيسير، وتراجع أسعار النفط مما يضغط على العملة. وتصدر مبيعات التجزئة الكندية اليوم، مع مخاطر هبوط حاد في مبيعات الجملة، ونمو أبطأ للأجور.
بينما كان اليورو العملة الأسوأ أداء، مع هبوط حاد بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي عن سياسته النقدية، ولم يطرأ عليها أي تغيير. فما زالت رئيسة البنك، كريستين لاجارد، ترى احتمالية لتعافي الاقتصادي، بالنظر إلى النمو المعتدل الحالي. وأشارت إلى زيادة متواضعة في التضخم، كما أن ما يواجه مستقبل الاقتصاد من مخاوف ليست بنفس القوة السابقة. ولكن تبقى المخاوف قائمة. وفق لاجارد، يظل النمو الاقتصاد عالقًا، والضعف الدولي للتجارة، مع عدم اليقين يوقف نمو الاستثمار. وكل ما سبق مهم، ويشير بأن الأوروبي باق على سياساته النقدية التيسيرية لفترة أطول من الوقت. وفي يوم هيمنت فيه مشاعر تجنب المخاطرة على السوق، رأى المتداولون قرار المركزي الأوروبي ضوء أخضر لضعف اليورو. فلم يكن لدى البنك المركزي أي خطط طارئة لتغيير السياسة النقدية، ويلزمنا بعض الوقت لنعرف ماهية الخطة التي تعدها لاجارد لمراجعة السياسة والأهداف. وتبدأ لاجارد أول مراجعات استراتيجية السياسة النقدية منذ 2003. عندما سئلت لاجارد عن كم الوقت الذي تستغرقه الخطة، أوضحت ألا عجلة في الأمر. سننتهي من الأمر عندما ننتهي منه، وسيكون هذا بحلول نوفمبر أو ديسمبر. ومع خروج اليوم مؤشرات منطقة اليورو لمديري المشتريات رأينا زوج اليورو/دولار يقف عند 1.1037، على انخفاض -0.14%.