المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 27/1/2020
لا تضاهي أي من تقارير الأرباح أهمية تقرير أرباح صانع آيفون، شركة آبل (NASDAQ:AAPL)، تصدر مساء يوم الثلاثاء. وتعود الأهمية لـ: الأرباح القوية التي حققتها أسهم آبل، وكانت السبب في رالي الأسهم القوي في الولايات المتحدة العام الماضي.
وبعد زيادة فاقت الضعف في القيمة، تسعى آبل للتفرد، فلا تترك أي من الهوامش لتخيب الآمال. وكان الرالي على مدار الأشهر الـ 12 الماضية شديد القوة حتى أضاف أكثر من 725 مليار دولار للقيمة السوقية للشركة، لتصعد فوق 1.4 تريليون دولار. وأغلق السهم يوم الجمعة عند 318.31 دولار، بانخفاض محدود عن الرقم القياسي 323.33 دولار للسهم.
وتظل أرباح آبل قوية بفضل التفاؤل حول مبيعات آيفون، وعندما تصدر الشركة هواتف شبكات اتصال الجيل الخامس، ونتوقعها في سبتمبر 2020، والذي يسمح للمستخدمين باتصال أسرع، وربما يسهم في زيادة نمو عمليات شحن الهواتف للمرة الأولى في عامين.
مع ارتفاع مبيعات آيفون بعد تمتعها بتكنولوجيا الجيل الخامس، هناك جانب آخر يولد مبيعات، وهو: آير بود، والساعات الذكية، والخدمات الأخرى مثل بث الموسيقى، والدفع والسداد عن طريق الموبايل، مما يزيد الإيمان بقدرة الشركة على التخلص من الاعتماد على مبيعات آيفون فقط.
فمع ارتفاع النمو في قطاع الخدمات العام الماضي، ساعد هذا آبل في معادلة أثر هبوط مبيعاتها من أجهزة آيفون بنسبة 14%. في واقع الأمر، من المتوقع زيادة مبيعات الخدمات إلى 54 مليار دولار في 2020، لتصبح مسؤولة عن خمس المبيعات الإجمالية، بارتفاع من 18% بنهاية 2019، وفق بيانات من بلومبرج.
قفزة في القيمة السوقية لآبل
ومع نمو مبيعات آيفون، تتوسع الخدمات التي تقدمها الشركة، ويصبح المستثمرون أكثر ثقة بمستقبل الشركة. وللمرة الأولى منذ 2011، يبلغ معدل سعر السهم إلى ربحيته مستوى أعلى من مستوى إس آند بي 500.
فيتداول السهم بارتفاع 27 مرة عن ربحية العام الماضي، وهو المستوى الأعلى منذ 2008، بينما معدل إس آند بي 500 لا يتجاوز 24. وتوضح قوة آبل المستمرة بداية تجاهل المستثمرين لسيناريو الهبوط، إذ كان من المعتقد أن تراجع مبيعات آيفون سيؤثر على نمو المبيعات. وما زالت مبيعات آيفون مسؤولة عن أكثر من نصف إجمالي المبيعات، وهذا ما يجعل نظام العمل عرضة لتحول في تفضيلات المستهلك، والتباطؤ الاقتصادي.
إضافة إلى بيئة الاقتصاد الكلي التي كانت متدهورة العام الماضي بفعل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وبدأ هذا بالتغير الآن سريعًا. ويرتفع سوق الأسهم مع تراجع التقلب، ونمو التوظيف السريع.
ويقف الاحتياطي الفيدرالي مشاهدًا في الفترة الحالية، ومن غير المحتمل أن يثير ترامب أي اضطرابات في السوق خلال عام الانتخابات الرئاسية. وعلى وقع تلك التطورات الإيجابية ربما يزيد إنفاق المستهلكين على الأجهزة الإلكترونية. فارتفعت مبيعات آيفون في الصين، أكبر سوق أجنبي، بنسبة تزيد عن 18% الشهر الماضي، وفق حسابات سي إن بي سي.
خلاصة القول
يبدو أن آبل تنجح في التخلي على مبيعات آيفون منفردة، وتتوسع في الخدمات الأخرى. وتلك القدرة تبرر القيمة الحالية للأسهم، والنمو المستقبلي المحتمل. أي ضعف في الأرباح، في وجهة نظرنا، يجب أن يعتبر فرصة شراء.