بعد أن أوشكت أسعار الذهب من ملامسة مستوى 1700 دولار لأونصة في بداية الأسبوع الماضي، فاجأ المعدن الأصفر المستثمرين بعمليات بيع كبيرة على الرغم من تراجع سوق الأسهم.
انخفض مؤشر داو جونز بواقع 1000 نقطة للمرة الثالثة في الأسبوع الماضي يوم الجمعة مع تسارع عمليات بيع الأسهم وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا. كما تراجعت أسعار الذهب بنسبة 4% خلال الأسبوع الماضي.
كان هبوط سوق الأوراق المالية مدفوعًا بالمخاوف من أن فيروس كورونا قد أصبح وباء عالميًا.
عندما ترتفع المخاطر في سوق الأوراق المالية ويكون الوضع شديد الخطورة، يستجيب المستثمرون عن طريق بيع الذهب استيفاءً للهوامش.
انشار فيروس كورونا
لا يزال المحرك الأساسي للأسواق المالية هو تفشي فيروس كورونا، خاصة العناوين الرئيسية المتعلقة بانتشار الفيروس في أوروبا وأمريكا الشمالية.
رفعت منظمة الصحة العالمية تقييم تهديد فيروس كورونا إلى “مرتفع جدًا” في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة الماضي، مشيرةً إلى أن الفيروس قد انتشر إلى 49 دولة على الأقل.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال مركز السيطرة على الأمراض من المحتمل أن تشهد الولايات المتحدة ارتفاعًا في الحالات.
أي ارتفاع في عدد الحالات في الولايات المتحدة من شأنه أن يؤدي إلى عزلة المواطنين وبالتالي تراجع إنفاق المستهلكين الذي يعتبر أحد أهم المحركات الاقتصادية.
لمزيد من التحاليل ونقاط الدعم والمقاومة للعملات، السلع والأسهم السعودية يمكنكم زيارة موقع بيانات.نت
كيف ستتفاعل البنوك المركزية مع فيروس كورونا؟
على المدى الطويل، لا تزال التوقعات بالنسبة للذهب إيجابية للغاية حيث تتوقع الأسواق رؤية بداية دورة تخفيف رئيسية أخرى من جانب البنوك المركزية الكبرى في العالم وهي تستجيب لتداعيات فيروس كورونا.
بالنسبة للبنك الاحتياطي الفدرالي، تعرض أداة CME FedWatch حاليًا فرصة بنسبة 52.8% لتخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 18 مارس وفرصة بنسبة 47.2% لتخفيض بمقدار 50 نقطة أساس.
تبدو توقعات السوق القوية بشأن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من طرف البنك الاحتياطي الفيدرالي، خاصة في ظل غياب أي تقارير إيجابية عن وجود علاج أو لقاح لفيروس كورونا.
المحرك الداعم الآخر للذهب هو الانتخابات الرئاسية الأمريكية. سيشهد الأسبوع المقبل الانتخابات التمهيدية “يوم الثلاثاء الكبير” في 15 ولاية. وهناك احتمال كبير أن يخرج بيرني ساندرز إلى القمة.
ولا شك أن الذهب هو أداة التحوط المناسبة في حالات القلق من المستقبل السياسي.
على صعيد البيانات الاقتصادية، المقرر صدور مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي ISM يوم الاثنين، يليه مؤشر مديري المشتريات الأمريكي غير التصنيعي يوم الأربعاء، وطلبيات المصانع يوم الخميس، والأهم هو تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة.
سيعلن بنك كندا أيضًا عن قرار سعر الفائدة يوم الأربعاء، مع عدم توقع الأسواق أي تغيير في أسعار الفائدة.
في ظل تركيز الأسواق على تطورات انتشار فيروس كورونا فإن البيانات الاقتصادية قد تفقد جزءا كبيرا من أهميتها وربما سيكون تأثيرها محدودا على العملات والذهب.
من الناحية الفنية، نلاحظ من خلال الرسم البياني للذهب أن الأسعار قد وصلت لمستوى 1672 دولار لأونصة، وهي المقاومة التي أشرنا إليها في بداية الأسبوع الماضي، وبدأ في الانخفاض بعد أن فشل في الإغلاق اليومي أعلى من هذه المقاومة.
ارتدت أسعار الذهب يوم الجمعة الماضي لتغلق عند 1585 دولار لأونصة، بعد أن لامست مستوى الدعم 1560 دولار لأونصة.
أي كسر لمستوى 1560 دولار قد يضغط على الذهب في بداية الأسبوع حتى 1547 دولار لأونصة. وعلى الأرجح أننا سنشاهد ارتداد لأعلى من هناك. في حين أن مستوى المقاومة عند 1600 دولار لأونصة.