وسط إستمرار المخاوف العالمية بشأن تأثير فيروس كورونا بعد أن حذر صندوق النقد الدولي من أن الاقتصاد العالمي من المقرر أن ينكمش بنسبة 3٪ هذا العام ، وهو الانكماش الحاد منذ الكساد الكبير.
وضحنا هذا الأثر السلبي على الإقتصاد العالمي من خلال مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك " موسم أرباح غامض! واقتصادات مهددة مع وباء “كوفيد-19” "، وهذا مع بدأ صدور بيانات ارباح الربع الأول.
حيث عادت أغلب أسواق الأسهم العالمية للتداول بالمناطق الحمراء خلال جلسات اليوم الأربعاء، وهو ما نراه مع تداولات جميع الأسهم الأوروبية.
ان تلك التقديرات السلبية للإقتصاد العالمي تعتبر إشارة إلى أن الطلب على الطاقة قد يظل ضعيفاً لفترة أطول مما كان متوقعاً، وهذا بشرط إذا ما استمر تفشي فيروس كورونا أو عاد بفصول أخرى.
لتتراجع العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بأكثر من 10٪ يوم الثلاثاء مع تراجع الطلب، ووفرة المعروض الضخمة بالرغم من صفقة خفض الإنتاج بين أكبر المنتجين في العالم.
في حين ان اتفاق تخفيضات الإنتاج من منظمة أوبك وحلفاؤها غير المسبوقة في العرض الشهر المقبل إلا أن مرافق تخزين الفائض المتبقي يمكن استنفادها بحلول منتصف العام.
ووضحنا تلك الأزمة الحالية على إرتفاع أسعار النفط بالرغم من الإتفاق التاريخي من قبل "أوبك+" من خلال مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك" يقف فيروس كورونا عائقاً أمام الأسواق والاتفاق التاريخي من “أوبك+”! ".
بعد ان أعلنت المملكة العربية السعودية وروسيا ومصدر آخر في تحالف “أوبك +” أنهم سيخفضون الإنتاج بشكل جماعي بما يقل قليلاً عن 10 ملايين برميل يومياً على مدار الشهرين المقبلين.
تشاؤم وكالة الطاقة الدولية!
قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط سينخفض بنسبة قياسية بلغت 9٪ هذا العام بسبب عمليات إغلاق الفيروسات التاجية مما يحبط جهود أوبك لاحتواء وفرة الخام الناتجة.
هذا يأتي على الرغم من جهود "أوبك +" ستظل المخزونات العالمية تتراكم بمقدار 12 مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام وفقاً للوكالة.
حذرت من أن التخمة تهدد بإرباك الخدمات اللوجستية لصناعة النفط من خلال السفن وخطوط الأنابيب وخزانات التخزين في الأسابيع المقبلة.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري إن عقداً من نمو الطلب سيزول في عام 2020 عندما ينخفض الاستهلاك بما يزيد قليلا على 9 ملايين برميل يومياً.
حيث سيعاني شهر أبريل من أشد الضربات مع تقلص استخدام الوقود بنحو الثلث إلى أدنى مستوى له منذ عام 1995، وهذا بسبب الشلل الناتج عن تفشي فيروس كورونا.
تخمة المعروض!
ان أسعار النفط لازالت تعاني في أبريل حيث العالم يختنق بكميات كبيرة من النفط، وسوف ينفد من أماكن تخزينه في غضون شهر.
بعبارة أخرى إن حرب الأسعار لا تزال مستمرة حتى الآن حيث لم يعجب السوق انخفاض خام برنت القياسي العالمي بما يصل إلى 6 ٪ في لندن يوم أمس الثلاثاء.
بينما تعهدت أوبك والحلفاء الآخرون بخفض الإمدادات ابتداء من الشهر المقبل، ولكنهم يواصلون إغراق السوق لتتضخم المخزونات العالمية واختبار حدود الطاقة الاستيعابية.
بلغت صادرات المملكة من النفط الخام حتى الآن في أبريل 9.3 مليون برميل في اليوم وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرج، وذلك مقارنة بـمقدار 6.8 مليون برميل يومياً خلال الأسبوعين الأولين من مارس.
بشكل عام،
قد نرى نرى خلال الاسابيع القليلة القادمة عودة إيجابية لأسعار النفط مع بدء سريان إتفاق "أوبك+" في مايو، ومع إلتزام بعض الدول الاخرى.
حيث ما زالت الشركات النفطية الامريكية تعاني حتى مع نفاد منتجي النفط الأمريكيين من أماكن لتخزين إمدادات النفط المتضخمة.
فإنهم لا يسارعون تماماً إلى قبول عرض إدارة "ترامب" بتخزين براميلهم غير المرغوب فيها في مخزون الطوارئ في البلاد، وكما تستمر تلك الشركات في خفض حفارتها مع تراج الأسعار لتلك المستويات.
لكن هذا الإتفاق التاريخي من بداية مايو قد يشهد إلتزام من جميع الأطراف بالإضافة لإنضمام دول أخرى، وهذا بسبب وضع الاقتصاد العالمي مع جائحة فيروس كورونا وحاجة الدول المعتمدة على مصادر الطاقة تعويض بعض المكاسب مع عودة إرتفاع الأسعار.
على أساس فني، يعود النفط الخام للتداول دون مستوى 20 دولار للبرميل، وهو ما يضع السعر أمام مواجه عند مستوى دعم هام نحو مستوى سعر 16 دولاراً للبرميل خلال شهر أبريل.
لكن إذا ما رأينا عودة إيجابية للنفط الخام واغلق هذا الأسبوع أعلى مستوى 20 دولاراً للبرميل قد يعزز من الزخم الإيجابي لإستهداف مستوى 25 ثم 28 دولاراً للبرميل.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@