صناديق السندات المتداولة كوسيلة للتنويع أو المضاربة اليومية

تتيح الصناديق الاستثمارية المتداولة ETFs للمشاركين في السوق تداول سلال كاملة من الأصول في استثمار فردي داخل أسوار البورصات الرسمية الآمنة. اليوم، سنعود للكلام عن صناديق السندات الاستثمارية المتداولة، وسنقدم عدة صناديق مختلفة، قد تكون مناسبة لمجموعة من المحافظ.

لماذا الاستثمار في الصناديق المتداولة للسندات؟

يشتري عدد كبير من المستثمرين حصصاً/أسهماً في الصناديق الاستثمارية المتداولة في السندات لأنها توفر لهم التنويع، وتقلل من تقلبات محافظهم. يقول المنطق العام في عالم الاستثمار، أن الأسهم والسندات مترابطان عكسياً، أي أن أسعار السندات ترتفع، عندما تنخفض أسعار الأسهم.

في العادة، تقدم الصناديق الاستثمارية المتداولة المتخصصة بالسندات، مزيجاً من السندات الحكومية وسندات الحكومات المحلية والشركات. وقد تكون أيضاً جزءاً من هيكل هجين، تمتلك فيه هذه الصناديق سندات وأسهم وفئات أصول الأخرى (مثل السلع وصناديق الاستثمار العقاري). ونتيجة لذلك، يمكن للمشاركين في السوق استخدام صناديق السندات لأنها تناسب مجموعة من أهداف وأساليب الاستثمار.

مثل الصناديق الاستثمارية المتداولة الأخرى، يتتبع كل صندوق سندات مؤشر سندات محدد. ومع تغير ملف تعريف المؤشر، يستبدل مدراء الصناديق الأصول التي لا تتطابق مع المؤشر. وتضمن هذه الإدارة النشطة أيضاً أن يبقى المدى الزمني للصندوق، ضمن الحدود المنصوص عليها في نشرته.

ومن المرجح أن يلاحظ المستثمرون اختلاف السيولة في أسهم صناديق الاستثمار المتداولة في السندات. إن حجم العرض والطلب عند الإغلاق اليومي هو مؤشر على مدى سيولة الصندوق. وبشكل عام، تمتلك صناديق الاستثمار المتداولة في سندات الخزينة أصغر فروق أسعار بين العرض والطلب، وبعد ذلك تأتي صناديق سندات الشركات المتداولة، تليها صناديق الاستثمار المتداولة لسندات الحكومات المحلية والبلديات.

صندوق Vanguard Total International Bond ETF

السعر الحالي: 58.18 دولار

النطاق السعري في آخر 52 أسبوع: من 53.89 دولار إلى 58.94 دولار

العائد لـ 30 يوم: 0.31٪

نسبة المصاريف: 0.08٪

يوفر الصندوق (NASDAQ:BNDX) فرصة التعرض لسندات الاستثمار غير المقومة بالدولار الأمريكي. ونظراً لأن نحو 96٪ من الممتلكات الحالية للصندوق هي من خارج الولايات المتحدة، فإن الصندوق يتحوط ضد تقلبات أسعار العملات أيضاً. يسلط مدراء الصندوق الضوء على أن العائد الذي يلتزم الصندوق بإعلانه قانونياً بحسب قوانين هيئة الأوراق المالية (وهو حالياً 0.31٪) لا يعكس العوائد المحتملة، بسبب التحوط من تقلبات العملات.

يتتبع الصندوق الذي يُعرف بالرمز BNDX ، والذي يمتلك 6,304 سنداً، مؤشر (بلومبرج - باركليز (LON:BARC) العالمي التجميعي المستثني للدولار الأمريكي والمعدل بالتعويم). تبلغ صافي أصول الصندوق 154 بليون دولار، وتميل ممتلكات المحفظة نحو أوروبا (58.7٪)، تليها منطقة المحيط الهادئ (24.1٪)، ثم بقية العالم. يتكون نحو ثلاثة أرباع ممتلكات الصندوق من سندات الديون الحكومية. وبالتالي، فإن BNDX  لديه مخاطر ائتمانية منخفضة، ولكنها مخاطر حساسة للتغيرات في أسعار الفائدة في هذه المناطق.

وكما تذكر هيئة الأوراق المالية والبورصات المستثمرين، فإن:

"أسعار الفائدة في السوق، وأسعار السندات، تتحركان بشكل عام في اتجاهين متعاكسين"

معظم البلدان لديها حاليا معدلات فائدة منخفضة. ولكن إذا ارتفعت مستويات التضخم في هذه البلدان، فقد تبدأ البنوك المركزية فيها برفع أسعار الفائدة، مما قد يؤثر على قيمة الصندوق.

منذ بداية العام وحتى تاريخه، ارتفعت قيمة الصندوق بحوالي 2.7٪. في الأسابيع الأولى للوباء، ارتفعت مستويات التقلب والخطورة، وخرج المشاركون في السوق من معظم فئات الأصول. ثم جاءت أموال التحفيز من بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي انتهى بها الأمر إلى دعم سندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية بالإضافة إلى سندات الخزينة وسندات البلديات وحتى السندات غير المرغوب فيها. ونتيجة لذلك، تعافت معظم صناديق الاستثمار المتداولة في السندات، بما في ذلك BNDX ، بعد أن كانت قد سقطت إلى أدنى مستوياتها في مارس.

صناديق استثمارية متداولة أخرى تتخصص في السندات

يقدم سوق الصناديق الاستثمارية المتداولة خيارات متنوعة من المحتمل أن تجذب المشاركين في هذا السوق. فعلى سبيل المثال، يضيف صندوق iShares ESG USD Corporate Bond ETF البعد البيئي والاجتماعي والحوكمة إلى عالم الاستثمار في السندات. ويمنح الصندوق (NASDAQ:SUSC) فرصة التعرض إلى سندات الشركات المقومة بالدولار الأمريكي من المصدرين الذين لديهم ممارسات إيجابية في مجال البيئة والمجتمع والحوكمة، أو ما يسمى اختصاراً ESG. يمتلك الصندوق 3,549 نوع من الأصول، بحجم إجمالي يبلغ نحو 600 مليون دولار.

أما صندوق iShares iBoxx $ High Yield Corporate Bond ETF فيعطي المستثمرين فرصة الوصول إلى مجموعة من سندات الشركات الأمريكية ذات العائد المرتفع (أي السندات غير المرغوب فيها)، وهو صندوق  يتم استخدامه بنشاط (NYSE:HYG). قد يرغب المستثمرون في دراسة ملف تعريف علاقة المخاطر/العائد على هذه السندات، قبل الضغط على زر "شراء". يتساءل العديد من المحللين عما إذا كنا سنشهد المزيد من حالات التخلف عن السداد في سندات العائد المرتفع في الشهور والفصول المقبلة. وفي مثل هذه الحالة، سيتعرض دخل هذا الصندوق إلى الضغط.

من ناحية أخرى، يعتمد صندوق Aptus Defined Risk ETF على نهج هجين لتحقيق الدخل وزيادة رأس المال. يستثمر الصندوق (NYSE:DRSK) حوالي 90-95٪ من أمواله في سندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية. ويتم استثمار الباقي في خيارات شراء الأسهم على المدى الطويل لمجموعة من أسهم الشركات الكبرى، وقطاعات السوق التي تضم هكذا أسهم.

الخلاصة

في النهاية، بالنسبة لأولئك الذين لا يعتقدون أن الوقت قد حان لشراء صناديق الاستثمار المتداولة المتخصصة في السندات، هناك عدد من صناديق الاستثمار المتداولة المعاكسة، التي تجعل من الممكن المضاربة على الحركات الهبوطية بشكل يومي.

على سبيل المثال، لدينا صندوق ProShares Short 20+ Year Treasury والذي يهدف إلى تحقيق نتائج يومية (NYSE:TBF) تعادل معكوس ما يحققه مؤشر (بورصة السلع الدولية لسندات الخزينة الأمريكية لـ 20 عاماً أو أكثر).

وبالمثل، هنالك صندوق ProShares Short High Yield ، الذي يهدف إلى تحقيق نتائج يومية (NYSE:SJB) تعادل معكوس ما يحققه مؤشر (ماركيت أيبوكس للعائد المرتفع بالدولار والذي يتمتع بسيولة).

من المهم أن تتذكر عزيزي القارئ أن مثل هذه الصناديق المعقدة (المذكورة في الفقرة الأخيرة) يجب أن تستخدم فقط من قبل المتداولين ذوي الخبرة والمهارة في التداول والاستثمار، الذين يرغبون في المضاربة اليومية.