المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 21/10/2020
بعد أن اختبأت تحت الغطاء المهيب لأخيها الكبير، {{0|الذهب}} لما بدا وكأنه "إلى الأبد"، خرجت {{0|الفضة}} من ظلال الذهب ودخلت دائرة الضوء في يوليو، عندما وصلت أسعار كلا المعدنين الثمين إلى مستويات مذهلة من الارتفاع.
ولكن أظهر الوقت أن هذا الخروج، لم يدم طويلاً.
فلقد تعثرت الفضة في سبتمبر، بسبب ارتفاع الرغبة في المخاطرة في الأسواق، وهو الأمر الذي قدم الدعم للعدو التقليدي للمعادن الثمينة، {{8827|الدولار}}، والذي أصبح الملاذ الآمن المفضل، على الرغم من العجز المالي الأمريكي الهائل، والمصاعب الاقتصادية الأخرى التي تسبب بها وباء كورونا للولايات المتحدة. فانخفض الذهب، ورافقته الفضة.
ومع تعرض الدولار للسحق الأسبوع الماضي، وانطلاق المعدنين الثمينين مرة أخرى إلى الأعلى، وسط توقعات باقتراب إقرار حزمة تحفيز أخرى، وبأنها قد ترى النور قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن السؤال هو: هل يمكن للفضة أن تشق طريقها بشكل مستقل عن الذهب؟
نعم، ولكن ليس على الفور.
خلال تداولات الجلسة الآسيوية لليوم الأربعاء، وصل عقد ديسمبر المتداول في بورصة نيويورك التجارية (كومكس)، إلى أعلى مستوى له في نحو أسبوعين، عند 25.28 دولارًا للأونصة.
ويرى معظم المحللين أن الفضة بحاجة إلى تجاوز المقاومة عند 25.50 دولار، للدخول في أراض جديدة، والوقوف بمفردها بمعزل عن الذهب.
الطلب الصناعي شرط أساسي
كتب المحل المتابع للمعادن (كريستوفر لويس) في مدونة على موقع (إف إكس ستريت):
"بعد وقت كافي، عليك أيضاً أن تتساءل عما إذا كنا سنرى طلباً صناعياً أيضاً أم لا. هذا الأمر له تأثير كبير على ما سيحدث بعد ذلك للفضة"
هذا هو مفتاح استقلال الفضة: الاستخدام الصناعي.
ما حدث في حركة امتداد الأسعار في يوليو وأغسطس كان خروجاً عن المألوف في عالم الفضة.
فعندما قفزت عقود {{8830|الذهب}} إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حول مستوى 2,090 دولار للأونصة، شهدت العقود الآجلة لـ {{8836|الفضة}} قفزة مذهلة بنسبة 55٪، لتتفوق بذلك على ارتفاع الذهب بنسبة 6 إلى 1.
ومما أدى إلى إضافة المزيد من الأضواء المفاجئة التي تم تسليطها على الفضة، كان تخفيف القيود المتعلقة بالوباء في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، مما أدى إلى بدء الانتعاش الاقتصادي. لقد أعطى هذا الانتعاش الاقتصادي الناشئ في هذين الشهرين انطباعاً وهمياً بأن الطلب الصناعي على الفضة، المستخدمة في المجوهرات وأدوات المائدة وسك العملات المعدنية، آخذ في الارتفاع.
إن الأزمة التي شهدتها أسعار المعادن الثمينة في شهر سبتمبر الماضي، والموجة الثانية من الارتفاع في حالات الإصابة بفايروس كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، بالإضافة إلى تباطؤ التعافي الاقتصادي، هي أمور لم تُظهر أن الفضة قريبة في أي حال من الأحوال من التمتع بقفزة في الطلب الصناعي، ناهيك عن الوقوف بمفردها، دون غطاء أخيها الكبير، الذهب.
المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً هو المفتاح
إذن، إلى أين تتجه أسعار الفضة حالياً؟
في منشور أخر على موقع (إف إكس ستريت)، قال الكاتب المتخصص بالفضة فلاديمير زيرنوف:
"من وجهة نظر الصورة الكبيرة، تحتاج الفضة إلى الاستقرار فوق المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً من أجل مواصلة حركتها الصعودية. وإذا فشلت الفضة في التغلغل فوق مستوى المقاومة هذا، فسترتفع مخاطر البيع الكثيف"
وبحسب الرسوم البيانية للعقود الآجلة للفضة، فإن المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يوماً، أو اختصاراً EMA، يتواجد حالياً عند 24.774 دولار.
الرسم البياني مقدم من سونيل كومار ديكسيت
وبدوره، يشير المحلل المستقل المتخصص في المعادن الثمينة (سونيل كومار ديكسيت) إلى أهمية الحفاظ على التداول فوق المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً.
لكنه يقول أيضاً إنه من الأهمية بمكان أن يتم تتبع حركات الذهب، لتحديد المدى الذي يمكن أن تصل إليه الفضة.
وفي رسالة بريد إلكتروني أرسلها لنا في موقع Investing.com، كتب ديكسيت يقول:
"بقي الذهب مستقراً فوق الحاجز النفسي عند 1,900 دولار، وبالإضافة إلى ذلك، اخترق المقاومة السابقة عند 1,920 دولار، مما يشير إلى أن المشترين مستمرون في دخول السوق عند مناطق القيمة، تمهيداً لاستهدافه مناطق الـ 1,927 دولار إلى 1,935 دولار. وفي حالة الحصول على المزيد من الأخبار الداعمة للتحفيز، فإن ذلك قد يدفع بالسعر إلى المنطقة بين 1,955 دولار و 1,968 دولار"
"استقرت الفضة فوق مستوى الدعم الحاسم عند 24 دولار، ثم اخترقت مستوى الـ 25 دولار، مما يشير إلى المزيد من القوة في الاتجاه نحو 26 دولار، ثم 26.90 دولار. هنا، من المهم الثبات فوق المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً، والموجود عند مستوى 24.50 دولار"
بالنسبة للذهب الفوري، تُظهر أدوات التحليل الفني على موقع Investing.com تصنيف "بيع قوي" على الرسوم البيانية لمدة 5 و 10 و 15 دقيقة، وكذلك على الرسوم البيانية لمدة ساعة و5 ساعات، وتصنيف "شراء" على الرسوم البيانية اليومية والأسبوعية فقط.
أما بالنسبة للفضة، فتُظهر هذه الأدوات تصنيف "شراء" على الرسوم البيانية لمدة 15 و 30 دقيقة، وكذلك على الرسوم البيانية لمدة ساعة و5 ساعات، والرسوم البيانية اليومية والأسبوعية والشهرية.
أعمق مستويات الجانب الهبوطي أو الدعم تقع عند 13.04 دولار، بينما تقع أعلى مقاومة أو مستوى صعودي عند 35.03 دولار.
يقول محلل شركة أواندا المقيم في سيدني، جيفري هالي، أنه إذا استمر الدولار في الذبول، فليس هناك سبب يمنع استمرار الارتفاع في أسعار المعادن الثمينة.
"إذا وصلت مفاوضات التحفيز إلى طريق مسدود، فإن عمليات البيع المكثفة التي ستتبع ذلك في أسواق الأسهم ستختبر عزم الذهب. فلقد شهدت عمليات البيع الأخيرة في أسواق الأسهم تراجعاً في أسعار الذهب أيضاً"
"ما زلنا غير قادرين على أن نرى دليلاً على أن الذهب يمكن أن يقف على قدميه بوصفه ملاذ آمن في الآونة الأخيرة"
وهذا يوضح لأي درجة يبدو تمركز الفضة جيداً.
إخلاء المسؤولية: لا يمتلك باراني كريشنان مراكز مضاربة أو عمليات تداول في السلع أو الأوراق المالية التي يكتب عنها.