المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 18/11/2020
يقول المثل، من يتعرض إلى الضرب مرة، يخاف مرتين. أما في حالة الذهب، فيبدو أنه بمجرد وخزه، يصبح أقوى بمرتين.
قبل أسبوع، كان الذهب على أرضية حلبة الملاكمة، بعد أن أسقطته ضربة فايزر، التي أعلنت عن تطور كبير على طريق الوصول إلى لقاح ينهي معاناتنا مع فايروس كورونا. وفي جلسة واحدة سقطت الاونصة بـ 100 دولار كاملة، أو ما يقرب من 5٪، في أسوأ يوم للمعدن الثمين منذ أغسطس.
ثم وبعد أسبوع واحد بالضبط، تلقى الذهب ضربة أخرى! هذه المرة من موديرنا، التي أبهرت العالم بنتائج أفضل من نتائج فايزر للقاحها المرشح لفايروس كورونا. ظهر في البداية أن الذهب تلقى ضربة قاضية، فبدأ بالسقوط كما حصل قبل ذلك بأسبوع، ولكن لم يدم ذلك طويلاً هذه المرة! ففي لحظات عاد المعدن الثمين للوقوف على قدميه. نعم لقد تلقى ضربة، ولكنها لم تكن قاضية إطلاقاً.
والسؤال هو: هل تجاوز الذهب الخوف من ضربات أخبار لقاح كورونا، التي بينما تستهدف القضاء على الوباء، تتسبب في القضاء على أسعار الذهب أيضاً؟
جيفري هالي، هو أحد محللي الأسواق في شركة أواندا للتداول في نيويورك. يجيب هالي على هذا السؤال في تقريره الذي صدر في وقت سابق اليوم، ويقول فيه:
"بعد الصعقة التي تبعت إعلان فايزر، احتفظ الذهب بدعم خط الاتجاه الصعودي ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي. يشير ذلك إلى أن الزخم قد تحول الآن إلى الجانب العلوي، خاصة بعد أن أصبح من شبه المؤكد أن نحصل على المزيد من التسهيل الكمي من طرف الاحتياطي الفيدرالي"
وبعد إعلان موديرنا، سقط الذهب {{68|الفوري}}، الذي يعكس أسعار السبائك المادية الملموسة، بـ 26 دولار تقريباً، أو ما يعادل 1.64٪، لكنه أغلق على تراجع أقل بكثير من ذلك، يبلغ 2 دولار فقط، أو 0.1٪.
وبقي الذهب في المنطقة الحمراء خلال الجلسة الآسيوية لليوم التالي (الثلاثاء)، ولكن بنسبة طفيفة بلغت 0.02٪، ليتداول عند 1,888.26 دولار للأونصة.
الذهب في "انطلاقة محظوظة"؟
وأشار هالي إلى أن أسعار العقود الفورية لم تنخفض تحت مستوى دعم 1,864.50 دولار يوم اعلان موديرنا. وأشار إلى أن اغلاق اليوم عند مستوى 1,888.80 كان في الثقافة الآسيوية "رقما محظوظاً بشكل كبير جداً".
وأضاف محللنا أن "الأمر الأكثر إثارة للأعجاب هو أن الذهب قد ارتفع، حتى مع هبوط منحنى عائد سندات {{23705|الـ 10 سنوات}} للخزينة الأمريكية.
وبالعودة إلى أخبار اللقاحات، أعلنت {{0|موديرنا}} أن لقاحها التجريبي قد أظهر فعالية بنسبة 94.5٪ في الوقاية من الفايروس، بينما كانت فعالية لقاح فايزر 90٪. كما يتمتع لقاح {{0|موديرنا}} بميزة رائعة عن خصمه، وهي انه يحتاج إلى ظروف تبريد (DU:TABR) طبيعية يمكن توفيرها عبر استخدام الثلاجة الطبية أو المنزلية، بينما يحتاج لقاح فايزر إلى الحفظ عند 90 درجة فهرنهايت تحت الصفر.
ومع أخذ أحدث التطورات على جبهة اللقاح بعين الاعتبار، فإن هالي يقول إن الهدف العلوي للذهب الفوري، يقع بين 1,905 و 1,907 دولار، حيث تتواجد المتوسطات المتحركة لـ 50 و 100 يوم على التوالي.
ويقول محللنا أنه في حال أخترق الذهب هذا النطاق، فإن الهدف التالي سيكون 1,935 دولار.
وأضاف هالي:
"يقع دعم خط الاتجاه الصعودي حالياً عند 1,866.50 دولار للأونصة، متبوعاً بمنطقة دعم عند 1850 دولار. وفي حال خسارة هذا الدعم، فإنه سيكون من المرجح أن يشهد الذهب الفوري تراجعاً نحو المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 1,789 دولار للأونصة".
ومع ذلك، فهو لا يحب القول إن الذهب هو رهان في اتجاه واحد، "ما لم ينج من شيء ما مثل مفاجأة للرئيس ترامب على تويتر ينسف فيها أسواق الأسهم بعنف". ويضيف:
"أحدى التحذيرات للتوقعات الصعودية هو أن الذهب لم يفك ارتباطه بعمليات البيع المكثفة في سوق الأسهم حتى الآن"
المتوسط المتحرك الأسي للذهب الفوري لـ 50 يوم لا يزال "مثيراً للاهتمام"
قال كريستوفر لويس، محلل الرسوم البيانية للذهب، أن حركة يوم الاثنين كانت قد أظهرت دعماً كبيراً لأسعار العقود الفورية، وأن المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يوماً "يبقى مثيراً للاهتمام".
وفي منشوره على موقع (إف إكس إمباير)، أضاف المحلل:
"حقيقة أن الأسعار تقف الآن عند مستوى 1,900 دولار تشير إلى أن السوق يحاول معرفة ما إذا كان يمكنه الاختراق فوق هذا المستوى أم لا. وفي النهاية، كان لدينا تلك الشمعة الحمراء الهبوطية الأسبوع الماضي، والتي يمكن أن تستمر في إظهار إشارات سلبية، وعادةً لا تخلو تلك الأنواع من الشموع من نوع ما من أنواع الاستمرارية"
"بالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى الـ 1,800 دولار على الجانب السفلي سيكون أفضل مكان للشراء بحسب ما أراه، وذلك بسبب أن هذا الدعم قد كان مسرحاً لاختراق كبير، وبالطبع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم يتواجد هناك. مع بقاء كل شيء على حاله، ستكون هذه فرصة لالتقاط الذهب عند مستوى دعم هائل الأهمية، لكنني أدرك أيضاً أن السوق سيكون شديد الحساسية لمؤشر {{8827|الدولار}} أيضاً، حيث نعرف جميعاً مدى الارتباط العكسي بين الإثنين".
وبرأي لويس، قد تكون المسألة مجرد مسألة وقت قبل أن يرتفع الذهب، على الرغم من أن ظروف التداول الأكثر تقلباً وصعوبة قد تأتي أولاً. وأشاف محللنا:
"لذلك ربما تحتاج إلى البحث عن شمعة داعمة على الرسوم البيانية اليومية، قبل وضع بعض المال في هذا السوق. وفي الوقت الحالي، لا يتوفر ذلك، لكن السعر بدأ في الاستقرار قليلاً وهذا مؤشر جيد".
{{0|هدف}} المدى القريب فوق مستوى الـ 1,900 دولار
يقول سونيل كومار ديكسيت المحلل في (إس كاي ديكسيت تشارتنغ)، والمقيم في مدينة كولكاتا بالهند، أن الذهب بقي محافظاً على الدعم عند مستوى الـ 1,890 دولار، وأنه طالما بقي ذلك هو الحال، فإن استهداف مستوى 1,901 دولار يبقى ممكناً.
ويضيف محللنا:
"فوق هذا المستوى، هنالك مقاومة عند 1,915 دولار، وهنالك المتوسط المتحرك البسيط لـ 20 أسبوع، عند 1,927 دولار، والمقاومة الحرجة عند مستوى 1,934 دولار"
لكن ديكسيت يقول أيضًا إن التراجع إلى ما دون 1,890 دولار، يمكن أن يدفع الذهب نحو اختبار مستويات الجانب السلبي عند 1,860 دولار ثم 1,836 دولار"
"البيع الكثيف يمكن أن يقود إلى المستوى المرتقب بشدة عند 1768 دولار، والذي يتوافق مع المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 أسبوعاً"
غولدمان يلتزم بهدفه الوصول إلى 2,300 دولار
وفي هذه الأثناء، ما زال بنك {{0|غولدمان ساكس}} يدافع عن هدفه المحدد لأسعار الذهب الفوري في عام 2021، والبالغ 2,300 دولار.
ففي تقرير نُشر يوم الجمعة، قال محللو البنك الاستثماري العملاق إن توقعاتهم للذهب تستند إلى عودة الاقتصاد العالمي للتوازن بين الأخبار الإيجابية عن اللقاحات المحتملة، والمخاطر السائدة لاستمرار الأضرار الاقتصادية وسط المزيد من موجات الوباء.
بالنسبة لي، وبعد استخدام أدوات التحليل الفني على موقع Investing.com فإنني أتوقع أن يستمر بيع الذهب الفوري على المدى القصير. وبناءً على هذا التوقع، فإنني أرى دعماً ثلاثي المستويات، يبدأ عند 1,869.07 دولار، ثم يصل إلى 1,849.60 دولار، قبل الدعم النهائي والمناسب للشراء، الذي يتواجد عند 1,834.46 دولار للأونصة.
وفي حالة تمرد الذهب على هذا التوقع واتجاهه إلى الأعلى، فمن المحتمل أن يجد مقاومة ثلاثية المستويات بدلاً من ذلك. تبدأ هذه المقاومة عند 1,903.68 دولار، وتتقدم نحو 1,918.82 دولار، قبل مقاومة البيع التي تظهر بعد الوصول إلى 1,938.28 دولار.
وكما هو الحال دائماً مع التحليلات والتوقعات، اتبع إشارات الرسوم البيانية والتحليل الفني، ولكن خفف من تأثيرها بالاعتماد على الأساسيات - والاعتدال - كلما أمكن ذلك.
حظاً سعيداً!
إخلاء المسئولية: يستخدم باراني كريشنان مجموعة من الآراء، من خارج نطاق رؤيته، لإضفاء التنوع على تحليله لأي سوق. وهو لا يمتلك عمليات تداول أو مراكز مضاربة على السلع أو الأوراق المالية التي يكتب عنها.