أسهم (NASDAQ:TSLA) مشتعلة هذه الأيام. فبعد ارتفاعها القوي ضمن التعافي الواسع النطاق الذي شهدته أسواق الأسهم الأمريكية بعد سقوط مارس، تمكنت تسلا من إضافة 40٪ أخرى خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط. هذا الارتفاع الحاد جعل المستثمرين يتساءلون: إلى أي مدى يمكن أن يرتفع سهم تسلا؟
قبل مناقشة مدى المسار الصعودي الذي لا هوادة فيه لهذا السهم التكنولوجي المحبوب، من المهم أن نفهم ما الذي يقوده. بدأ صعود تسلا الأخير، في 16 نوفمبر، بعد إعلان شركة (ستاندارد أند بورز داو جونز) التي تُدير عديد المؤشرات داخل وخارج الولايات المتحدة، أنه سيتم إدراج شركة إيلون ماسك لصناعة السيارات الكهربائية ضمن أحد أهم مؤشرات الأسهم الأمريكية، إن لم يكن الأهم: مؤشر {{166|إس إن بي 500}}. وعندها، سيتعين على الأموال المستثمرة في الصناديق الاستثمارية المرتبطة بالمؤشر (والتي يصل مجموعها إلى رقم يُصعب تصديقه يبلغ 11.2 تريليون دولار)، أن تتضمن تعرضاً تناسبياً لهذا السهم.
ونقلت بلومبرغ أن المحللين في {{0|غولدمان ساكس}}، يتوقعون أن يتسبب ذلك في طلب على السهم يبلغ 8 بليون دولار من صناديق الاستثمار النشطة ذات رؤوس الأموال الكبيرة في الولايات المتحدة. واقتبست بلومبرغ من هذا التقرير قول المحللين:
"من بين الصناديق الكبرى الأساسية في عالمنا، والتي يبلغ عددها 189 صندوقاً، هنالك 157 صندوقاً تستحوذ على نحو نصف تريليون دولار من الأصول الخاضعة للإدارة، لم تكن تمتلك سهم تسلا بتاريخ 30 سبتمبر".
وأضاف المحللون أنه بافتراض أن هذه الصناديق اختارت الاحتفاظ بسهم صانع السيارات بالوزن القياسي له في المؤشر، فإنها ستحتاج إلى شراء 8 بليون دولار من الأسهم، أو حوالي 2٪ من القيمة السوقية الكاملة لشركة تسلا.
ارتفع السهم بنسبة 3.35٪ إضافية يوم الأربعاء ليغلق عند 574 دولار (كان السوق مغلقاً أمس الخميس بسبب الاحتفال بعيد الشكر). وفي فترة الوباء، كان سهم تسلا هو الأفضل أداءً بين جميع الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة في الولايات المتحدة Large-Cap، حيث ارتفع بنسبة مذهلة بلغت 586٪، مع زيادة التفاؤل بأن الشركة التي تتخذ من بالتو ألتو بولاية كاليفورنيا مقراً لها، ستهيمن على سوق السيارات الكهربائية.
ساعد الارتفاع المذهل في الأسهم مؤسس الشركة إيلون ماسك على إضافة 100.3 بليون دولار إلى صافي ثروته هذا العام، ليتجاوز بذلك بيل جيتس، ويصبح ثاني أغنى شخص في العالم. وتقف وراء هذه القوة تقارير الأرباح القوية للغاية، التي صدرت على مدار العام الأخير، والتي أظهرت بكل تأكيد على أن ماسك قد أصبح قادراً الآن على بيع السيارات لتحقيق الأرباح، وأن تقنيته أفضل بكثير من تقنية المنافسين الآخرين في سوق السيارات الكهربائية.
وفي أكتوبر، أعلنت الشركة عن تحقيق أرباح للربع الخامس على التوالي، حيث تجاوزت بسهولة تقديرات المحللين. وقد اقترنت مسيرة الأرباح هذه مع تسجيل الشركة لأعلى الأرقام في تاريخها على جبهات الإنتاج، والتسليم، والتدفق النقدي الحر. وحققت تسلا هذه الإنجازات في وقت كافح فيه صانعو السيارات الآخرون وسط الانكماش الاقتصادي العالمي الناجم عن وباء كورونا.
أكثر من مجرد صانع سيارات
هنالك عامل جذب آخر لسهم تسلا للمستثمرين على المدى الطويل، وهو اعتقاد بعض المحللين أن القيمة الحقيقية لشركة صناعة السيارات، لها قيمة أكبر مما تظهره التقييمات الحالية للسهم. فلقد قام بنك {{0|مورغان ستانلي}} خلال الشهر الحالي بتغيير موقفه الهبوطي من السهم، وتوقع أن الشركة ستجني الأموال من مصدر إضافي غير مبيعات السيارات، وهو تقديم الخدمات والبرامج ذات هامش الربح المرتفع.
وفي التقرير الذي قام من خلاله بترقية السهم إلى "الوزن الثقيل"، ورفع السعر المستهدف بنسبة 50٪ إلى 540 دولار، كتب المحلل آدم جوناس: "إن تقدير قيمة تسلا بناءً على مبيعات السيارات فقط يتجاهل الأعمال التجارية المتعددة الأخرى التي تجري داخل الشركة".
فلقد أصبح جوناس يرى الآن أن التقييم لسهم الشركة يجب أن يشمل خدمات شبكة تسلا، وتخزين الطاقة، وشركات التأمين. وكتب المحلل أن فرصة تقديم خدمة إنترنت السيارات حقيقية أيضاً، وأن ذلك شرط أساسي لتحقيق المزيد من المكاسب.
ووفقاً لبعض المحللين الأكثر حماساً للصعود، فإنه ما زال هنالك مجال كبير للاستمرار في التحرك إلى أعلى. يراهن دان آيفز، المدير التنفيذي لشركة أبحاث وتحليلات الأسهم (ويدبوش سيكيورتيز)، أنه في حالة السيناريو الصعودي الأفضل، فإن السهم سيصل إلى 1,000 دولار.
وسيلعب ارتفاع الطلب على المركبات الكهربائية في الصين دوراً رئيسياً في هذا السيناريو، حيث أعلنت السلطات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم أنها تخطط لأن تشكل السيارات الكهربائية ما نسبته 15٪ أو أكثر من سوق السيارات الصيني بحلول عام 2025، وهو ما سيشجع شركات مثل تسلا على تصنيع المزيد من السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة، وفقاً لـ آيفز.
الخلاصة
تمر تسلا بطفرة غير مسبوقة بعد قرار إدراجها في مؤشر (إس إن بي)، وفي ظل السلسلة الرائعة من تقارير الأرباح الفصلية. ومع وجود تقييم أسهمها عند مستويات قصوى، فلا يوجد مجال كبير للشركة لأن تخيب آمال المستثمرين وتوقعات المحللين، بشأن توقعات الإنتاج أو الطلب. ولكن، يجب على المستثمرين التعامل بحذر مع هذا السهم عند هذه المستويات المرتفعة.