تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بتاريخ 04/01/2021
لم تطأ قدم رجا عدنان خارج باكستان. ومع ذلك، فخلال الشهر الماضي، كان المتداول اليومي للذهب، والبالغ من العمر 24 عاماً، يفكر بولاية جورجيا الأمريكية، تماماً كما تقول أغنية راي تشارلز الكلاسيكية من عام 1960.
انشغال رجا عدنان بجورجيا ليس انجذاباً لأي شيء أمريكي، على الرغم من أن مدينة سارجودا التي يقطنها، والواقعة غرب العاصمة لاهور، تُسمى أيضاً "مدينة النسور"، في استشهاد بالطائر القومي الأمريكي.
كان عدنان يُفكر بجورجيا لسبب واحد: إذا فاز الديمقراطيون بكلا المقعدين، فإن ذلك سيضع حزب الرئيس الأمريكي القادم في مركز السيطرة الفعلية على مجلسي الكونغرس، وسيمنحه القدرة على النجاح في إقرار أي قانون يريد.
الباكستاني ليس هو الوحيد الذي لديه مثل هذه الأفكار.
متداولو التجزئة يتوقعون وصول الذهب إلى 2,600 دولار
فلقد قال ما يقرب من 2,000 متداول تجزئة ممن شاركوا في استطلاع أجرته شركة تداول المعادن الثمينة كيتكو خلال شهر ديسمبر الماضي، إنهم يتوقعون ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية فوق حاجز الـ 2,000 دولار للأونصة بنهاية عام 2021.
وتعليقاً على هذا الاستطلاع، ذكرت كيتكو:
"من بين 1,944 صوتاً تم الإدلاء بها، قال 1,646 مشاركاً، أو 84٪، إنهم يتوقعون ارتفاع أسعار الذهب فوق حاجز الـ 2,000 دولار للأونصة بحلول نهاية العام المقبل"
"يُظهر متوسط سعر جميع الأصوات المدلى بها، ارتفاع أسعار الذهب فوق حاجز الـ 2,300 دولار للأونصة. وتوقعت المجموعة الأكبر من المصوتين، وعددها 266، أو 14٪، تداول الذهب بين 2,500 و 2,600 دولار للأونصة"
وهنالك على الأقل جزء من هذه المشاعر المتفائلة، التي ترتكز على نتيجة انتخابات جورجيا، حيث يخوض المرشحان الديمقراطيان رافائيل وارنوك وجون أوسوف الانتخابات المعادة سباقات الإعادة في مجلس الشيوخ ضد السيناتور التي تمثل الحزب الجمهري كيلي لوفلر، وزميلها ديفيد بيرديو. وإذا تمكن الديموقراطيون من افتكاك المقعدين من الجمهوريين، فإن ذلك سيعني أن عدد مقاعد الحزبين في مجلس الشيوخ ستتساوى، مما سيعطي نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس (NYSE:LHX) الصوت الحاسم في فك أي تعادل في تصويت المجلس.
وكان الرئيس المنتخب، والمقرر أن يتسلم سلطاته في 20 يناير، قد أشار إلى أنه يريد حزمتي تحفيز ومساعدات على الأقل في عام 2021. وإذا حدث ذلك، فقد يشكل عاملاً آخراً لإضعاف الدولار. في مثل هذه البيئة، يمكن أن يصل الذهب بسهولة إلى مستويات قياسية جديدة فوق حاجز الـ 2,000 دولار.
وفي الواقع، قد تمكّن انتخابات جورجيا المعادة الرئيس المنتخب من تنفيذ أجندته بالكامل بحلول الانتخابات النصفية المقبلة في عام 2022. وعبر التاريخ، يمكننا القول إن النتائج التي سيفرزها مقعدان في مجلس على مستوى الولايات المتحدة، لم تكن بهذه الأهمية إلا نادراً.
ومهما كان الأمر، فإن المحللين لديهم أفكار مختلفة حول ما ستعنيه رئاسة بايدن للأسواق المالية. ومع وقوع جميع "البيوت" الثلاثة تحت السيطرة الديمقراطية (أي البيت الأبيض، ومجلس النواب، ومجلس الشيوخ)، يُتوقع أن تتعرض أسواق الأسهم الأمريكية إلى عمليات بيع بسبب المخاوف من أن بايدن سيرفع الضرائب على الشركات في المدى القريب، رغم أن الفكرة تبدو مثيرة للسخرية مع استمرار انتشار فايروس كورونا واستمراره في تعطيل اقتصاد البلاد.
الاجتياح الديمقراطي سيمكن صعود الذهب
قال إد مويا، كبير محللي السوق في شركة أواندا في نيويورك، إنه بالنسبة للمضاربين على ارتفاع الذهب، قد لا يكون هناك أي عائق في حال اكتساح الديمقراطيين للحكومة. فلقد كتب مويا في مذكرة صدرت الأسبوع الماضي:
"إذا تمكن كل من الديمقراطيين وارنوك وأوسوف من الفوز في 5 يناير، فإن احتمالات حزم التحفيز الإضافية ستصبح حقيقة واقعة وستتسبب في المزيد من السقوط الحر للدولار، وستدفع الذهب نحو أواسط مناطق الـ 1,900 دولار"
تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، إلى أدنى مستوياته في 32 شهراً الأسبوع الماضي، حيث أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأمريكية بالقرب من الصفر بينما أقر الكونجرس ثاني حزمة تحفيز وبائية، ليصبح مجموع أموال المساعدات والتحفيز التي تم ضخها في الاقتصاد الأمريكي حوالي 4 تريليون دولار منذ بدء انتشار الوباء في البلاد.
وفي بورصة كومكس التجارية في نيويورك، تداول عقد ذهب فبراير الآجل لأخر مرة في عام 2020 عند مستوى 1,901.60 دولار للأونصة، بعد أن كان قد أغلق تداولات الجلسة الأخيرة (يوم الخميس) عند 1,895.10 دولار للأونصة، لترتفع هذه العقود بـ 1.70 دولار، أو ما يعادل 0.1٪ خلال اليوم. أما على أساس العام ككل، فلقد تقدمت هذه العقود بنسبة 21٪، ووصلت إلى أعلى سعر لها في التاريخ قرب مستوى الـ 2,089 دولار في أغسطس.
وبالنسبة لعدنان، وحتى وقت قريب، كان الاحتفاظ بمركز شراء على الذهب "لا يقل عن كارثة"، وذلك في الفترة المتقلبة التي تبعت تسجيل الذهب أعلى مستوى في تاريخه. وشبه متداولنا الذهب بـ "القرد الذي يتأرجح في كل مكان" في الأشهر الأخيرة، مضيفاً:
"بحلول نوفمبر، وصلنا إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر تحت حاجز الـ 1,770 دولار. والمفارقة هي أن ذلك حدث في أسبوع انخفض فيه مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أبريل 2018. ليس هناك أي منطق في أن يتراجع الذهب عندما ينخفض الدولار أيضاً"
"أحد أسباب حدوث ذلك هو أن الجمهوريين لديهم القدرة على إحباط إجراءات التحفيز التي يريدها الديمقراطيون. وإذا سيطر بايدن على مجلس الشيوخ، فسوف يمهد ذلك الطريق لأجندته الرئاسية، وكذلك للذهب"
هل سيستمر ماكونيل في لعب دور المفسد؟
ومع ذلك، يراهن البعض على سيناريو مختلف: أن يفوز الديمقراطيون بمقعد واحد فقط من مقعدي مجلس الشيوخ في جورجيا.
في هذه الحالة، سيحتفظ زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل سيحتفظ بوظيفته وسيطرته على المجلس التشريعي الأعلى بين مجلسي الكونغرس. ما يعنيه هذا هو القليل من التحفيز في المستقبل المنظور، وبالتالي القليل من المساعدة للمعادن الثمينة.
في أغلب فترات معظم عام 2020، كان ماكونيل بمثابة حصار يقوه به فرد واحد لإحباط محاولات الديمقراطيين لتوزيع المزيد من مساعدات كورونا على الأمريكيين. لقد سمح بالموافقة على حزمة ثانية في ديسمبر، تبلغ قيمتها 900 مليار دولار فقط، بعد إقرار حزمة فلكية بـ 3 تريليون دولار في مارس. كما منع محاولات الرئيس ترامب لرفع مبالغ الشيكات التي سترسلها الحكومة الفيدرالية إلى الأمريكيين من 600 إلى 2,000 دولار.
يعتقد جيفري هالي، المحلل أيضاً في أواندا، أن مكونيل سيلعب دور المفسد للديمقراطيين، على الأقل حتى الانتخابات النصفية المقررة في عام لعام 2023
في أخر تقرير كتبه في 2020، قال جيفري هالي، محلل شركة أواندا:
"تقوم الأسواق بتسعير السيناريو الثاني على أنه يقين مطلق، وتتوقع عامين آخرين على الأقل من قيام ميتش ماكونيل بتخفيف الانفاق المالي الفلكي المتوقع لرئاسة بايدن"