تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بتاريخ 07/01/2021
من المعروف أن المستثمرين في السندات الحكومية حساسون للتطورات السياسية، لكن هذا الأسبوع تسبب في موجة من الاضطراب السياسي الذي كان من النادر أن نشهده من قبل. ومع ذلك، فلقد اتخذت الأسواق خطوات كبيرة.
لقد أدى اكتساح الديمقراطيين المفاجئ لانتخابات مقعدي مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، والتي جرت يوم الثلاثاء وتبينت نتائجها يوم أمس الأربعاء، إلى حركة كبيرة في عائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الخزينة الأمريكية، والذي وصل يوم أمس إلى 1٪ لأول مرة منذ مارس الماضي.
لقد ارتفع العائد إلى ما فوق 1.05٪ قبل التراجع، على خلفية الأخبار التي تفيد بأن مؤيدي الرئيس دونالد ترامب قد اقتحموا مبنى الكابيتول، وأن أعضاء الكونجرس، الذين كانوا بصدد التصديق على تصويت المجمع الانتخابي لمصلحة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، قد تم إجلاؤهم.
ولكن لم يكن هناك أي ذعر. فلقد حث الرئيس ترامب أنصاره على العودة إلى بيوتهم بسلام، ودعا الرئيس المنتخب جو بايدن إلى الهدوء، وفرض عمدة واشنطن موريل باوزر حظر تجول بدأ عند الساعة 6 مساء. وأمر الرئيس ترامب تعزيزات الحرس الوطني بالتوجه إلى مبنى الكابيتول للسيطرة على الوضع، ورافق ذلك وصول الخدمة السرية (حماية الرئيس)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وشرطة ولاية فرجينيا أيضاً إلى المبنى. وبعد ذلك، استأنف الكونجرس عمله بحلول الساعة 8 مساء.
وبعد الانخفاض إلى ما دون حاجز الـ 1.03٪، انتعش عائد سندات الـ 10 سنوات، إلى 1.04٪، محققاً مكاسب بأكثر من 8 نقاط أساس خلال اليوم. يتوقع المحللون أن تبقى عوائد سندات الخزينة في نطاق بين 1.00٪ و 1.50٪، ولكن ليس أعلى من ذلك بكثير. وبالمثل، قد ترتفع توقعات التضخم، ولكن ليس كثيراً.
ماذا سيحصل بعد ذلك؟ لقد عطلت أعمال الشغب في الكابيتول المصادقة على التصويت الرئاسي من قبل الكونغرس بشكل موقف فقط، لكن التصديق تم في النهاية، بغض النظر عن اعتراضات بعض الأعضاء الجمهوريين في المجلسين. قد يكون للولايات المتحدة نظام حكم خاص بها وثقافة سياسية غريبة، لكنها نجت من أسوأ من ذلك بكثير.
وعلى الرغم من أن بعض المعلقين في وسائل الإعلام كانوا على حافة الهستيريا، كان من الواضح أنه سيتم استعادة النظام وسيتم اتباع الإجراءات الدستورية لنقل السلطة.
لقد حافظ المستثمرون على تركيزهم على احتمال حصول الاقتصاد على المزيد من الحوافز المالية والمزيد من الاقتراض الحكومي في ظل سيطرة الديمقراطيين الكاملة على البيت الأبيض والكونغرس. إنها سيطرة هشة، لكن احتمال حدوث انتعاش اقتصادي قوي مع طرح لقاحات فيروس كورونا يفوق المخاوف السياسية.
لقد ارتفع مؤشر داو جونز بـ 438 نقطة، أو ما يعادل 1.4٪، ليصل إلى مستوى قياسي جديد، في تعبير من طرف المستثمرين في أسواق الأسهم عن ثقتهم في الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، فلقد تراجعت مكاسب المؤشر قليلاً بعد أعمال الشغب في الكابيتول هيل.
هل كان بالفعل موقفاً محرجاً على الصعيد الوطني، كما يريد أن يصفه بعض المتحدثين في الإعلام السياسي؟ لا شك، ولكن ماذا في ذلك؟ لقد كان هناك الكثير من الإحراج مؤخراً، لكنه لم يؤثر على كون سندات الخزينة الأمريكية الاستثمار الأكثر أماناً في العالم.
وعن الذهب، والدولار، والسندات، فالثلاثة تربطهم علاقة وثيقة.
فالسندات الأمريكية مقومة بالدولار الأمريكي، لذا يزيد الطلب على الدولار الأمريكي متى ارتفعت السندات، الارتفاع يعني زيادة طلب، والمستثمر الأجنبي عليه شراء الدولار قبل شراء سندات الخزانة الأمريكية.
وعن الذهب، يربطه علاقة عكسية مع كل من مؤشر الدولار والسندات الأمريكية، فمع ارتفاع الاثنين، يتراجع الذهب. الذهب عديم العائد، وأصل تحوط للمخاطرة، والسندات الأمريكية أصل تحوط له عائد، لذا فارتفاعه يفقد الذهب جاذبيته.
وارتفاع عوائد السندات يصعد بالدولار أيضًا، بما يسبب هبوط الذهب.
وعلى الرغم من توقعات التضخم التي يحاول الفيدرالي رفعها على المدى الطويل، والسندات ترتبط بعلاقة سلبية مع التضخم المرتفع الذي يقلل من شأن العوائد لتسببه برفع الأسعار، إلا أن السندات الأمريكية متفائلة.