تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بتاريخ 2021/01/28
سواء كان ذلك بسبب الحركة التي أسالت لعاب المتداولين على سهم غيمستوب، أو القصص المتواصلة حول المزيد من التنظيم لقطاع العملات المشفرة، يبدو أن هوس مستثمري التجزئة بـ بيتكوين قد انتهى فجأة.
وبعد قفزة يوم الجمعة التي اقتربت من 2,200 دولار، أو 7٪، قد يكون هذا الأمر قد حفز البعض على الأقل على التفكير في عودة العملة التي تلقب باسم الـ (بيغ بي) في عالم العملات الرقمية إلى الارتفاع، لكن نشاطها تباطأ مرة أخرى.
ومع أغلاق تداولات يوم أمس الثلاثاء، كانت بيتكوين قد تراجعت بما يقرب من الـ 550 دولاراً، أو 1.7 ٪، من إغلاق الأسبوع الماضي البالغ 32,520 دولار. نعم، لقد ارتفعت يوم الإثنين ووصلت إلى 34,700 دولار. لكن هذا بالكاد يذكرنا بالأشياء الملحمية التي حصلت في الأيام العشرة الأولى من العام عندما ارتفعت بنسبة 46٪ لتسجل أعلى مستوياتها فوق 41,000 دولار. حققت بيتكوين في تلك الأيام العشرة ما استغرقت العملة الرقمية شهوراً كاملة في ديسمبر ونوفمبر لإنجازه. وبالمثل، تراجعت غالبية العملات المشفرة أو "البديلة" من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
فما الذي حدث؟
الصعود يحتاج إلى قيادة جديدة
أحد الأسباب، هو أن الأخبار المكررة والمعاد تدويرها عن تضخم العجز المالي الأمريكي والديون والضغوط التضخمية، لم تعد تبدو كافية لدفع بيتكوين إلى حالة من الجنون كما فعلت ذات هذه الأخبار قبل أسابيع قليلة فقط.
هل تتذكر القصة التي تفيد بأن العملات المشفرة أكثر أماناً من الملاذ الآمن رقم 1 على مر الزمان وهو الذهب، والذي هو أيضاً أداة التحوط الرئيسية ضد العملات الورقية؟ حسناً، لقد سمع الجميع ذلك الآن، وأصبح عدد المقتنعين بذلك أقل وأقل. وبعد الإجراءات التي حدثت في الأسابيع الثلاثة الماضية فإن من يشترون البيتكوين لهذا السبب وحده قد أصبحوا أقل أيضاً.
هنالك أمر أخر وهو التنظيم، أو بالأحرى الخوف منه.
تعرضت بيتكوين لموجة من الأخبار الصحافية السيئة في نهاية الأسبوع الماضي، عندما طلبت جمعية البيع المباشر في جنوب إفريقيا من الاتحاد الأفريقي بدء جهد على مستوى القارة للقضاء على مخططات النصب والاحتيال التي يمكن أن تستهدف العملات المشفرة.
وذكرت بلومبرج يوم أول أمس الثلاثاء أن الهيئة التنظيمية للصناعة المالية في جنوب إفريقيا أرادت أن تكون قادرة على مقاضاة مرتكبي الاحتيال بشكل كامل، وأرادت الإشراف على معاملات العملات المشفرة.
التنظيم والمزيد من القوانين
كما أن وزيرة الخزينة الأمريكية الجديدة جانيت يالين، لم تتجاهل الموضوع عندما قالت إنه في حين أن بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى توفر بعض الفوائد، إلا أنه "يتم استخدام العديد منها، على الأقل، من أجل التمويل غير المشروع".
وأضافت الوزيرة الجديدة:
"أعتقد أننا نحتاج حقاً إلى دراسة الطرق التي يمكننا من خلالها الحد من استخدامها، والتأكد من عدم حدوث غسيل الأموال من خلال تلك القنوات"
ومن المتوقع أن يلعب غاري جينسلر، الذي اختاره الرئيس بايدن رئيساً للجنة الأوراق المالية والبورصات SEC، دوراً في اللجنة يشابه دوره السابق في لجنة تداول السلع الآجلة CFTC، وهو جلب النظام إلى نظام بيئي غير خاضع للتنظيم إلى حد كبير.
كانت هذه الأحداث مجتمعة كافية لإثارة غضب حتى أكثر الثيران المتحمسين للعملات المشفرة. يريد المقامرون كسب المال بسرعة، وليس ببطء، ويريدون تحقيق ذلك بأمان. هنالك أيضاً تكهنات بأن بعض جماهير بيتكوين ربما يكونوا قد انتقلوا إلى المضاربة على سهم غيمستوب، حيث ارتفع سعر سهم بائع ألعاب الفيديو بنسبة 740٪ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ولكن لم تكن كل أخبار بيتكوين سلبية. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكر موقع (كوينديسك دوت كوم) نقلاً عن مصادر أن الجامعات الأمريكية الثلاث الأعلى شأناً هارفارد ويايل وبراون قد كانت تشتري بيتكوين منذ عام على الأقل. هذه الأخبار التي تفيد بأن أكبر ثلاث جامعات أمريكية تثق في أموالها الممنوحة لبيتكوين، هي مثل شعاع من أشعة الشمس يشرق على أرض العملات المشفرة، ويخترق الغيوم الداكنة من التنظيم المتجمع حولها.
إذن، ما الذي يتطلبه الأمر لعودة البيتكوين للصعود؟
صفقة جيدة حقيقية ستمد يد العون
مثل أي سوق، ستساعد التطورات أو القصص الإيجابية الجيدة بيتكوين على الخروج من الجحر الموجودة فيه. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيكون المطلوب هو صفقة جيدة.
يعتقد المحلل إد مويا الذي يغطي أسواق العملات المشفرة في تقريره اليومي عن الأسواق، والذي يكتبه لشركة أواندا، أنه يجب أن تنخفض بيتكوين إلى ما دون حاجز الـ 30,000 دولار. يقول مويا إن الصداع التنظيمي لبيتكوين لن يختفي، لكن السعر لن ينهار أيضاً لأن الهبوط يولد موجة جديدة من الشراء، وهذه مشكلة.
إذا لم يكن القاع قرب مستوى الـ 30,000 دولار، فعندئذ سيكون حول مستوى الـ 20,000 ألف دولار.
يتفق غريغ ميكالوفيسكي من شركة (فوركس لايف) مع مويا، حيث كان قد قال يوم أمس: "يجب أن ينخفض السعر إلى ما دون أدنى سعر ليوم الأحد، وأدنى مستوى اليوم، عند 30,830 دولار".
أما محللنا سونيل كومار ديكسيت من (إس كاي ديكسيت تشارتنغ)، والذي يقيم في مدينة كالكوتا بالهند، فإنه يقول لجمهور بيتكوين أن يستعد لقاع أقل بقليل أو أعلى بقليل من حاجز الـ 20,000 دولار، إذا كانوا يرغبون في استعادة هوس نوفمبر خلال الأيام العشرة الأولى من يناير. يضيف ديكسيت:
“بدون حدوث انهيار، فإن الاتجاه الصعودي لـ بيتكوين مشروط بقدرتها على المحافظة على منطقة 32,500 – 33,000 دولار، حتى يكون هنالك حركة تخترق منطقة 35,500 – 38,900 دولار. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع الزخم الصعودي لتحقيق قفزة كبيرة نحو المحطة التالية، عند 50,000 دولار"
"لكنني مؤمن أكثر بأن الطريق الأقل مقاومة لـ بيتكوين الآن هو الطريق إلى الأسفل. وإذا كان الأمر كذلك، فسنرى البائعين يدفعون السعر إلى ما دون المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يوماً، والذي يقع حالياً عند 30,000 دولار. يمكن أن يمتد هذا المسار التصحيحي إلى ما دون مستوى الـ 27,500 دولار، مما سيؤدي في النهاية إلى اختبار المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، عند 22,800 دولار، أو حتى المتوسط المتحرك البسيط لـ 20 أسبوعاً، عند 20,500 دولار"
جميع الرسوم البيانية مقدمة من إس كاي ديكسيت تشارتنغ
في مقال له على موقع (موتلي فول) قال أمبروز أوكالاغان إن الرسم البياني اليومي لـ بيتكوين قد أظهر نمط شمعة "دوجي حجر القبر" Gravestone Doji في وقت مبكر من هذا الأسبوع. ومثل مويا، يعتقد أوكالاغان، أن أداء الدولار سيكون مفتاحاً لتحديد احتمالات عودة العملة الرقمية، خاصة وأن الرئيس بايدن يدفع من أجل خطة تحفيز وبائية تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار.
يضيف أوكالاغان:
"الأسهم في أمريكا الشمالية لا تزال شديدة السخونة، حتى مع استمرار الوباء في تدمير جزء كبير من الاقتصاد. يجب على المستثمرين مراقبة سلوك الدولار الأمريكي عن كثب، خاصة وأن حزمة التحفيز المرتقبة تلوح في الأفق بشكل كبير. رد فعل السوق على هذه الحزمة قد يشكل مسار بيتكوين لما بعد شهر يناير"
تستمر أدوات التحليل الفني الموجودة على موقع Investing.com في إظهار إشارة "بيع قوي" على الرسم البياني اليومي للعملة المشفرة.
وإذا امتد العقد في اتجاهه الهبوطي، فمن المتوقع أن يجد دعم فيبوناتشي ثلاثي المستويات، أولاً عند 31,609 دولار، ثم عند 31,569 دولار، وأخيراً عند 31,504 دولار.
أما إذا تحول السعر إلى الاتجاه الصاعد، فمن المحتمل أن تظهر المقاومة أولاً عند 31,739 دولار، ثم عند 31,779 دولار، وأخيراً عند 31,844 دولار.
وبين هذه المستويات، فإن النقطة المحورية هي 31,674 دولار.
وبدلاً من أن أختتم بنصيحتي المعتادة للمستثمرين والتي كنت أرفقها في نهاية أغلب مقالاتي، والتي تقول: " وكما هو الحال دائماً مع التحليلات والتوقعات، اتبع إشارات الرسوم البيانية والتحليل الفني، ولكن خفف من تأثيرها بالاعتماد على الأساسيات - والاعتدال - كلما أمكن ذلك"، فإنني سأختتم هذه المرة بتحذير من أوكالاغان:
"لقد كان من الرائع مشاهدة السوق الصاعد في العملات المشفرة خلال الأشهر الستة الماضية. ولكن، يحتاج المستثمرون إلى توخي الحذر الشديد في هذه البيئة. يجب على أولئك الذين يرغبون في أن يكونوا جزءاً من جنون بيتكوين أن ينظروا إليها على أنه تعهد طويل الأجل في هذه المرحلة. الأسواق محمومة في الوقت الحالي، وقد أحرقت عملة بيتكوين الوافدين الجدد في الماضي"
إخلاء المسئولية: يستخدم باراني كريشنان مجموعة من الآراء، من خارج نطاق رؤيته، لإضفاء التنوع على تحليله لأي سوق. وهو لا يمتلك عمليات تداول أو مراكز مضاربة على السلع أو الأوراق المالية التي يكتب عنها.