ربما يحاول البعض الوصول إلى تفسير منطقي لصعود أسعار النفط خلال الفترة الماضية، يمكننا أن نحدد سببين رئيسيين لصعود أسعار النفط خلال الفترة الماضية، السبب الأول هو ما وصل إليه المحللين السياسيين من ضعف فرصة الوصول إلى اتفاق نووي إيراني جديد، معنى ذلك أن النفط الإيراني سيبقى بعيدا عن الأسواق لفترة غير معلومة
السبب الثاني هو زيادة شهية المخاطرة مع الوصول إلى لقاح جديد، كانت التوقعات تشير إلى عودة الطلب على النفط بعد زوال خطر وباء كورونا
لكن يبدو أن السببين يحيطهما الغموض بعض الشيء وهو ما أدي لحالة تذبذب عنيف في الأسواق خلال الأيام الماضية فبينما هبطت أسعار النفط 4.6% يوم الاثنين وهو أكبر انخفاض يومي منذ 23 مارس الماضي، كان ما يفسر ذلك هو بعض الأمل في الوصول إلى حل يخص النووي الإيراني
أيضا كان لعودة ظهور إصابات كورونا مرة أخرى أثر سلبي على أسعار عقود نفط برنت
إضافة إلى ذلك فإن اتفاق أوبك الأسبوع الماضي كان سلبيا لأسعار النفط
لكن ماذا إذا حدث تقدم إيجابي بالنسبة للمحادثات مع إيران
مع تزايد إصابات كوفيد 19 سيكون السوق قادرا على استيعاب زيادة محتملة نتيجة عودة النفط الإيراني للأسواق ولن تتأثر الأسعار كثيرا، بل ربما تميل إلى الهبوط
تهدف المحادثات في فيينا بين إيران والولايات المتحدة والأعضاء المتبقين في الاتفاق النووي لعام 2015 إلى إحياء الاتفاق، مما قد يمهد الطريق نحو رفع العقوبات عن صادرات النفط الإيرانية.
لا ننسى أن النفط صعد 22% خلال بداية عام 2021 بتأثير من موجة التفاؤل المصاحبة لإنتاج لقاح كورونا
لكن مكاسب النفط لم تستمر طويلا مع عودة إصابات كورونا، واتفاق أوبك الأخير، بينما لا يبدو أن الـ 2.7 مليون برميل يوميا وهي مستويات الإنتاج الإيراني ستكون قادرة على إحداث أي تغيير حتى الآن فإن اتفاق أوبك الأخير إضافة لجائحة كورونا هما أكثر العوامل الضاغطة على أسعار النفط، ولا يمكن أن نتوقع صعود باتجاه 66 قبل الوصول لحل بالنسبة لجائحة كورونا إضافة إلى تغيير أوبك سياستها الإنتاجية التي تفضل الحفاظ على حصتها في الأسواق أكثر مما تفضل الحفاظ على الأسعار