هل نجح الفيدرالي في إعادة بريق الذهب؟

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 19 أبريل 2021

مراقبة الاحتياطي الفيدرالي: رسالة "لا تقلق ، نحن في مركز التحكم" تُقابل بالشكوك

اشتكى المستثمرون في بعض الأحيان في الماضي من تنافر الآراء الذي عبر عنه صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي، متلهفين إلى الأيام الخوالي عندما كان رئيس مجلس الإدارة المهيمن مثل ألان جرينسبان هو الصوت الوحيد الذي يستحق الاستماع إليه.

كن حذرا مما ترغب فيه. فقد تحدث جميع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة كثيرًا منذ ذلك الحين، لكنهم الآن يقولون الشيء  نفسه وهناك شكوك متزايدة بأنهم يقولون الحقيقة كاملة.

آراء كثيرة ، حتمية واحدة .. لكن هل هذا صحيح؟

سواء كان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن المتشدد إيريك روزنغرين أو رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو الحمائم ماري دالي، فإن الرسالة هي نفسها إلى حد كبير: لا تقلق، وكن سعيدًا.

حيث قال روزنغرين في مقابلة الأسبوع الماضي عندما سئل عن توقيت زيادة أسعار الفائدة: "أعتقد أننا بعيدون عامين عن الوقت الذي من المحتمل أن يصبح فيه هذا السؤال أكثر أهمية".

"كما أنه لا يزال لدينا الكثير من الركود في سوق العمل، ولا يزال معدل المشاركة منخفضًا جدًا مقارنة بما كان عليه قبل الوباء، ولا يزال معدل البطالة عند 6٪. لذلك نحن بحاجة للتخلص من الركود، والحصول على معدل تضخم مستدام، قبل أن نقلق بشأن رفع أسعار الفائدة ".

كما قال دالي بالمثل إن بنك الاحتياطي الفيدرالي ينتظر معدل مشاركة أعلى في القوى العاملة ومعدل تضخم مرتفع باستمرار. وعندما سئلت عن موعد حدوث ذلك، قالت إنه:

"ليس لفترة. علينا أن نصل إلى العمالة الكاملة أولاً. نعيد معدل البطالة إلى ما كان عليه من قبل، ونعيد جميع العمال الذين تركوا القوى العاملة - وخاصة النساء اللاتي كن يقمن بذلك لرعاية أطفالهن - إلى القوى العاملة قبل أن نعلن النصر ".

كما كان الاحتياطي الفيدرالي يعمل بجد لزيادة التضخم وليس على وشك التخلي عن هذا الجهد. حيث قال دالي إنه: "لدينا دائمًا الأدوات لخفض التضخم إذا ارتفع أكثر من اللازم". أرى ارتفاعا مؤقتا في التضخم. يعود إلى أسفل. أنا قلق أكثر بشأن استعادة التوظيف الكامل ورفع التضخم إلى مستوى 2٪ متوسط ​​هدف التضخم ".

كما صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز بنفس الشيء في مناقشة مع الطلاب في جامعة روتجرز بنيوجيرسي. وقال: "نحن نعرف كيفية التعامل مع التضخم"، مضيفًا أنه يتوقع أن تظل زيادات الأسعار بالقرب من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪.

بشكل عام، يبدو أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حريصون على إبراز الصورة التي يفيدون أنهم مسيطرون عليها بشدة. حيث قالت نائبة الرئيس التنفيذي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، لوري لوجان، التي تدير عمليات السوق المفتوحة للنظام، إن البنك المركزي لديه قبضة قوية على الأسعار قصيرة الأجل من خلال اتفاقيات إعادة الشراء بين عشية وضحاها.

بينما وافق صانعو السياسة في مارس على رفع الحد الأقصى لكل طرف مقابل إلى 80 مليار دولار من 30 مليار دولار، مما يوفر مساحة أكبر في تلك المنشأة، وقالت لوجان إن الاحتياطي الفيدرالي مستعد لإجراء تعديلات فنية حسب الحاجة للحفاظ على المعدلات حيثما يريدونها.

وفي الوقت نفسه، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إنه عندما يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت ما في المستقبل إنهاء مشترياته الشهرية من الأصول - حاليًا عند 120 مليار دولار - فإنه سيتبع النمط الذي تم وضعه في عامي 2013 و 2014 عندما قلص المشتريات في أعقاب الأزمة المالية.

كما سيقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بإبطاء مشترياته ولكن من المحتمل ألا يبيع أي سندات وسيستمر في إعادة استثمار رأس المال عند نضجه، على الأقل لفترة من الوقت. واقترح أن هذا سيأتي قبل أي زيادات في أسعار الفائدة، ولن يبدأ أي من هذا لبعض الوقت - فقط مع "مزيد من التقدم الكبير" في الوصول إلى أهداف التوظيف والتضخم.

لكن لايزال البعض غير متأكدين تمامًا من أن الاحتياطي الفيدرالي على رأس الأمور. حيث أخبر ديك بوف، الخبير الاستراتيجي لدى أوديون كابيتال، ماريا بارتيرومو على قناة فوكس بيزنس نيوز أنه يعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي فقد السيطرة على المعروض النقدي. وقال إن: "الاحتياطي الفيدرالي خرج عن نطاق السيطرة". "إنها تطبع النقود مثل الرجال المتوحشين."

كما قال محررو ذي إيكونوميست، بعبارات مدروسة إلى حد ما، إن على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يخبر المستثمرين كيف يخطط للتعامل مع التضخم لأن سياسته الجديدة لاستهداف متوسط ​​التضخم لا تزال غامضة وتخلق حالة من عدم اليقين.

سعر الذهب:

نجحت هذه التصريحات في طمأنة السوق العالمي، ليعود مؤشر داو جونز بقوة فوق المستويات التاريخية عند 34 ألف نقطة، فيما انطلق مؤشر إس آند بي 500 بقوة فوق 4000 نقطة.

وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات لأدنى المستويات منذ بداية العام الجاري. وعلى هذه الخلفية هبط مؤشر الدولار الأمريكي لأدنى المستويات في شهر، فيما نجح سعر الذهب في الصعود ويحاول الآن الوصول لنقطة 1,790 دولار للأوقية.

ويتوقع المحللون وصول سعر الذهب لـ 1,800 دولار أمريكي، ولكن على المدى الأطول فقد كثيرون الأمل في عودة سعر الذهب لمستوى 2,000 دولار للأوقية في ظل التطورات الإيجابية التي يشهدها العالم.

وطالما استمرت شهية المخاطرة قوية ستكون مكاسب الذهب محدودة، لأن الصناديق الكبرى تتخلى عن المعدن الثمين لصالح أصول مخاطرة مدرة للعوائد.