غيّر الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي اتجاه حركته بمقدار 360 درجة خلال تداولات يوم أمس من الانخفاض إلى الارتفاع الذي بلغ حوالي 145 نقطة ويبلغ أعلى مستوياته في أسبوع، وتمثل هذه أكبر حركة ارتفاع للزوج في الشهرين الماضيين بدعم من مجموعة من العوامل.
مخاوف كورونا وتراجع شهية المخاطرة وانخفاض أسعار النفط:
العامل الرئيسي كان تراجع شهية المخاطرة في الأسواق العالمية بسبب المخاوف من موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا، بعد أن سجلت الهند والبرازيل أرقام اصابات قياسية يوم أمس.
تراجع شهية مخاطرة كان واضح في الانخفاض الحاد الذي شهدته مؤشرات الأسهم الأمريكية، وهو ما دفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن ومن بينها الدولار الأمريكي الذي ارتد من أدنى مستوياته في عدة أسابيع.
زخم الارتفاع حصل على دفعة إضافية من انخفاض أسعار النفط الخام، والتي لها علاقة طردية مع العملة الكندية المرتبطة بهذه السلعة الأساسية.
ويبدو أن المستثمرين قلقون الآن من أن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 في الهند سيؤدي إلى انخفاض الطلب على الوقود في ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم.
هذا، إلى جانب الزيادة المفاجئة في إمدادات الخام الأمريكية التي أثرت بشدة على أسعار النفود أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي (API) ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 436 ألف برميل للأسبوع المنتهي في 16 أبريل / نيسان وألقت بظلالها على الإشارات الإيجابية لتعافي الطلب على الوقود في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا.
ومن المتوقع أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات مخزونات الأسبوع الماضي في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
اجتماع بنك كندا وتخفيض برنامج التيسير الكمي:
سعر الزوج شهد بعض التصحيح الهابط من مستوى 1,2624، لكن المتداولين اليوم في حالة ترقب حذر في انتظار بيان السياسة النقدية من بنك كندا الذي سوف يصدر اليوم. يتوقع معظم المحللين أن يخفض بنك كندا برنامجه الأسبوعي لشراء السندات بمقدار 1 مليار دولار كندي استجابة لتحسن التوقعات الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن الموجة الثالثة من إصابات COVID-19 في كندا قد تجبر البنك المركزي على التمسك بموقف سياسته التيسيرية.
قد لا يكون قرار سعر الفائدة القادم من بنك كندا مستقيماً كما يتوقع المشاركون في السوق، بالنظر إلى التشديد الملحوظ لقيود فيروس كورونا في العديد من المقاطعات.
حيث مددت أونتاريو أوامر البقاء في المنزل، والذي تم فرضه في وقت سابق من هذا الشهر، من أربعة إلى ستة أسابيع وتشغيل محدودة للمتاجر الأساسية إلى 25٪ فقط. أقامت المقاطعة أيضًا نقاط تفتيش على طول الحدود مع كيبيك ومان يتوبا من أجل الحد من حركة السكان، وقد أمرت السلطات الصحية في العاصمة تورونتو بإغلاق أماكن العمل إذا كان لديها أكثر من خمس حالات مؤكدة من فيروس كورونا الجديد.
لذلك من المحتمل أن يكون التركيز الرئيسي على التوقعات الاقتصادية المستقبلية الجديدة في المؤتمر الصحفي والذي قد يبث يؤدي إلى تقلبات على أزواج الدولار الكندي.
التحليل الفني لزوج الدولار أمريكي دولار كندي USDCAD:
من الناحية الفنية حركة الصعود الأخيرة توقفت عند منطقة المقاومة المحصورة بين القمم السابقة 1,2624 - 1,2642. إضافة إلى:
الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة التي يتحرك داخلها السعر منذ أكثر من 5 أشهر.
خط الاتجاه الهابط من القمة 1,4345.
وقليلا تحت المتوسط الحسابي 100 الموجود حاليا عند المستوى 1,2676
هل سوف نشهد المزيد من الارتفاع في الزوج؟
هذا يعتمد على اختراق مستوى المقاومة المذكور و الإغلاق اليومي فوق 1,27، وهذا قد يعتمد على قرارات بنك كندا، ولكن أيضا على شهية المخاطرة وأسعار النفط.
بالنظر إلى تجربة الأسواق في الفترة الماضية وطريقة تعاملها مع أخبار كورونا، فإن الأخبار السلبية سرعان ما يزول أثرها، لذلك فإن الاحتمال المرجح هو عودة سعر الزوج نحو الانخفاض.
إذن الخلاصة، فنيا الزوج يواجه مستويات مقاومة قوية، بنك كندا يفكر في تشديد السياسة النقدية وهذا جيد للدولار الكندي وأخيرا مخاوف كورونا غالبا ما تتلاشى سريعا من حسابات الأسواق.
كل هذا يشير إلى الانخفاض في سعر الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي.
طبعا لا شيء مؤكد 100% لذلك لا تنسى التداول بحذر.
تداول موفق للجميع.